فقال : أفكلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها .
وأخرج أحمد في الزهد عن الأعمش قال : مر جابر بن عبد الله وهو متعلق لحما على عمر Bه فقال ما هذا يا جابر ؟ قال : هذا لحم اشتهيته اشتريته .
قال : وكلما اشتهيت شيئا اشتريته ؟ أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سالم بن عبد الله بن عمر أن عمر كان يقول : والله ما يعني بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فتخبز لنا ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان الأسعان : جمع سعنة : القربة حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله يقول : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية .
وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى Bه قال : قدم على عمر Bه ناس من العراق فرأى كأنهم يأكلون هديرا الهدير : العشب طال وعظم فقال يا أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من ربنا ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة Bه أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها قال : تعلموا أن أقواما يسترطون حسناتهم في الدنيا استبقى رجل طيباته إن استطاع ولا قوة إلا بالله .
قال : وذكر لنا أن عمر بن الخطاب Bه كان يقول : لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وألينكم لباسا ولكني أستبقي طيباتي وذكر لنا أن عمر بن الخطاب Bه لما قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله قال : هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير ؟ فقال خالد بن الوليد Bه : لهم الجنة .
فاغرورقت عينا عمر Bه فقال : لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا