ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فنادي مناد : سيعلم أهل الموقف لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ ثم يقول : أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ؟ إلى آخر الآية .
ثم يقول : أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم " .
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يقول الرب D " سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : أهل الذكر في المساجد " .
وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن قال : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم .
أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ؟ فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم يناادي مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم .
أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ؟ فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم ينادي أيضا فيقول : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم .
أين الحمادون لله على كل حال ؟ فيقومون وهم كثير .
ثم تكون التبعة والحساب على من بقي .
- قوله تعالى : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين كفروا أعمالهم كسراب الآية .
قال : هو مثل ضربه الله لرجل عطش فاشتد عطشه فرأى سرابا فحسبه ماء فظن انه قدر عليه حتى أتى فلما أتاه لم يجده شيئا وقبض عند ذلك يقول الكافر : كذلك ان عمله يغني عنه أو نافعه شيئا .
ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت فأتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا ولم ينفعه إلا