فسطاطان : أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يصلي صلى في الذي في الحرم واذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الذي في الحل .
فقيل له فقال : كنا نحدث أن من الالحاد فيه أن يقول الرجل : كلا والله وبلى والله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآيه قال : شتم الخادم في الحرم ظلم فما فوقه .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : تجارة الأمير بمكة إلحاد .
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : أقبل تبع بريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم بعث الله تعالى عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم إلا بمشقة .
ويذهب القائم يقعد فيصرع وقامت عليه ولقوا منها عناء ودعا تبع حبريه فسألهما : ما هذا الذي بعث علي ؟ قالا : أوتؤمنا ؟ قال : أنتم آمنون .
قالا : فإنك تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده ! قال : فما يذهب هذا عني ؟ قالا : تجرد في ثوبين ثم تقول : لبيك اللهم لبيك ثم تدخل فتطوف به فلا تهيج أحدا من أهله .
قال : فان اجمعت على هذا ذهبت هذه الريح عني ؟ قالا نعم .
فتجرد ثم لبى فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال : حدثنا شيخ من عقب المهاجرين والانصار أنهم أخبروه أن ايما أحد أراد به ما أراد أصحاب الفيل عجل لهم العقوبة في الدنيا وقال : إنما يؤتي استحلاله من قبل أهله .
فأخبرني عنهم أنه وجد سطران بمكة مكتوبان في المقام : أما أحدهما فكان كتابته : بسم الله والبركة وضعت بيتي بمكة طعام أهله اللحم والسمن والتمر ومن دخله كان آمنا لا يحله إلا أهله .
قال : لولا أن أهله هم الذين فعلوا به ما قد علمت لعجل لهم في الدنيا العذاب .
قال : ثم أخبرني أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قبل أن يستحل منه الذي يستحل قال : أجد مكتوبا في الكتاب الأول : عبد الله يستحل به الحرم وعنده عبد الله بن عمرو بن الخطاب وعبد الله بن الزبير .
فقال : عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب قال كل واحد منهما : لست قارا به إلا حاجا أو معتمرا أو حاجة لا بد منها .
وسكت عبد الله بن الزبير فلم يقل شيئا فاستحل من بعد ذلك