ملكي ؟ فلم يتكلم إلا فتى من القوم قال أنا .
قال : اجلس .
ثم قالها ثانية فلم يتكلم أحد إلا الفتى قال : تكفل لي بثلاث وأوليك ملكي ؟ قال : نعم .
قال : تقوم الليل فلا ترقد وتصوم النهار فلا تفطر وتحكم فلا تغضب .
قال : نعم .
قال : قد وليتك ملكي فلما أن كان مكانه قام الليل وصام النهار وحكم فلا يعجل ولا يغضب يغدو فيجلس لهم فتمثل له الشيطان في صورة رجل فأتاه وقد تحين مقيله فقال : اعدني على رجل ظلمني .
فأرسل معه رسولا فجعل يطوف به وذو الكفل ينظره حتى فاتته رقدته ثم انسل من وسط الناس فأتاه رسول فأخبره فراح للناس فجلس لهم فقال الشيطان : لعله يرقد الليل ولم يصم النهار فلما أمسى صلى صلاته التي كان يصلي ثم أتاه الغد وقد تحين مقيله فقال : اعدني على صاحبي .
فأرسل معه وانتظره وتبطأ حتى فات ذو الكفل رقدته ثم أتاه الرسول فأخبره فراح ولم ينم فقال الشيطان : الليلة يرقد .
فأمسى يصلي صلاته كما كان يصلي .
ثم أتاه فقال : قد صنعت به ما صنعت لعله يغضب .
قال : اعدني على صاحبي .
فقال : ألم أرسل معك رسولا ؟ قال : بلى .
ولكن لم أجده .
فقال له ذو الكفل : انطلق فأنا ذاهب معك .
فانطلق فطاف به ثم قال له : أتدري من أنا ؟ قال : لا .
قال : أنا الشيطان كنت تكفلت لصاحبك بأمر فأردت أن تدع بعضه وإن الله قد عصمك .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري Bه قال : ما كان ذو الكفل بنبي ولكن كان في بني إسرائيل رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة فتوفي فتكل له ذو الكفل من بعده .
فكان يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق سعيد مولى طلحة عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت .
فقال : ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ .
قالت : لا ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه إلا الحاجة .
فقال : تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهي لك .
وقال : والله لا أعصي الله بعدها أبدا .
فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه : إن الله قد غفر لذي الكفل "