وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية وعلى ذلك مات وتغيروا بعد ذلك وغيروا دين إبراهيم كما غيره من كان قبلهم .
وأخرج الحاكم عن وهب قال : عاش أيوب ثلاثا وتسعين سنة وأوصى عند موته إلى ابنه حرمل وقد بعث الله بعده بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل وكان مقيما بالشام عمره حتى مات ابن خمس وسبعين سنة وأن بشرا أوصى إلى ابنه عبدان ثم بعث الله بعدهم شعيبا .
وأخرج ابن عساكر عن أبي عبد الله الجدلي قال : كان أيوب عليه السلام يقول : " اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة أطفأها وإن رأى سيئة أذاعها " .
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال : يؤتى بثلاثة يوم القيامة : بالغني والمريض والعبد المملوك فيقال للغني : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب أكثرت لي من المال فطغيت .
فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول : أنت كنت أشد شغلا من هذا ؟ فيقول : لا بل هذا .
قال : فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمريض فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : شغلت على جسدي فيؤتى بأيوب في ضره فيقول : أنت كنت أشدا ضرا من هذا ؟ قال : لا بل هذا .
قال : فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني .
ثم يؤتى بالمملوك فيقول : ما منعك من عبادتي ؟ فيقول : يا رب جعلت علي أربابا يملكونني .
فيؤتى بيوسف في عبوديته فيقول : أنت كنت أشد عبودية أم هذا ؟ قال : لا بل هذا قال : فإن هذا لم يمنعه أن عبدني .
والله أعلم .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وذا الكفل قال : رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم له ويقضي بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمي ذا الكفل .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل فجمع