كنت أمر بالرجلين يتباعدان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فأولف بينهما كراهة أن يذكر الله لا في حق .
وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ص آية 42 فاستبطأته فأتته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله المبتلى ؟ والله على ذاك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا .
قال : فإني أنا هو .
قال : وكان له أندران الأندر هو البيدر كما في النهاية أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض .
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : سألت النبي صلى الله عليه وآله عن قوله : ووهبنا له أهله ومثاهم معهم قال : رد الله امرأته وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا وأهبط الله إليه ملكا فقال : يا أيوب ربك يقرئك السلام بصبرك على البلاء فاخرج إلى أندرك الأندر هو البيدر كما في النهاية .
فبعث الله سحابة حمراء فهبطت عليه بجراد الذهب والملك قائم يجمعه فكانت الجراد تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره .
قال الملك : يا أيوب أو ما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج ؟ فقال : إن هذه بركة من بركات ربي ولست أشبع منها .
وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " بينا ايوب يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه : " يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى وعزتك ولكن لا غنى لي عن بركتك " .
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يأخذه بيده ويجعله في ثوبه فقيل له : يا أيوب أما تشبع ؟ قال : ومن يشبع من فضلك ورحمتك ؟ "