الله : فأتت به قومها تحمله قال ابن عباس : لما رأت بأن قومها قد اقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى تلقتهم به فذلك قوله : فأتت به قومها تحمله أي لا تخاف ريبة ولا تهمة فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته وجعل التراب على رأسه وأخوتها وآل زكريا فقالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يعني عظيما يا أخت هرون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا يعني زانية .
فأنى أتيت هذا الأمر مع هذا الأخ الصالح والأب الصالح والأم الصالح ؟ ! فأشارت إليه تقول لهم : أن كلموه فإنه سيخبركم فإني نذرت للرحمن صوما أن لا أكلمكم في أمره فإنه سيعبر عني فيكون لكم آية وعبرة قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا يعني من هو في الخرق طفلا لا ينطق فأنطقه الله فعبر عن أمه وكان عبرة لهم فقال : إني عبد الله فلما أن قالها ابتدأ يحيى وهو ابن ثلاث سنين فكان أول من صدق به فقال : إني أشهد أنك عبد الله ورسوله .
لتصديق قول الله : ومصدقا بكلمة من الله فقال عيسى : آتاني الكتاب وجعلني نبيا إليكم وجعلني مباركا أينما كنت قال ابن عباس Bهما : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " البركة التي جعلها الله لعيسى أنه كان معلما مؤدبا حيثما توجه " وأوصاني بالصلاة والزكاة يعني وأمرني وبرا بوالدتي فلا أعقها .
قال ابن عباس حين قال : وبرا بوالدتي قال : زكريا : الله أكبر ! فأخذه فضمه إلى صدره فعلموا أنه خلق من غير بشر ولم يجعلني جبارا شقيا يعني متعظما سفاكا للدم .
والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا يقول الله : ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون يعني يشكون بقوله لليهود ثم أمسك عيسى عن الكلام حتى بلغ مبلغ الناس .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حاتم وأبو نعيم عن مجاهد Bه قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر وأنا أسمع .
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس Bهما قال : حين حملت وضعت .
وأخرج ابن عساكر عن الحسن Bه قال : بلغني أن مريم حملت لسبع أو تسع ساعات ووضعته من يومها