وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن صدقة بن يسار Bه قال : كان داود عليه السلام في محرابه فأبصر درة صغيرة ففكر في خلقها وقال : ما يعبأ الله بخلق هذه ؟ فأنطقها الله فقالت : يا داود أتعجبك نفسك ؟ لأنا على قدر ما آتاني الله أذكر لله وأشكر له منك على ما آتاك الله .
قال الله : وإن من شيء إلا يسبح بحمده .
وأخرج ابن المنذر عن الحسن Bه قال : هذه الآية في التوراة كقدر ألف آية وإن من شيء إلا يسبح بحمده قال في التوراة : تسبح له الجبال ويسبح له الشجر ويسبح له كذا ويسبح له كذا .
وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب Bه قال : كان داود عليه السلام يسمى النواح في كتاب الله D وأنه انطلق حتى أتى البحر فقال : أيها البحر إني هارب .
قال : من الطالب الذي لا ينأى طلبه .
قال : فاجعلني قطرة من مائك أو دابة مما فيك أو تربة من تربتك أو صخرة من صخرك .
قال : أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه ارجع من حيث جئت فإنه ليس مني شيء إلا بارز ينظر الله D إليه قد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك ثم انطلق حتى أتى الجبل فقال : أيها الجبل اجعلني حجر من حجارتك أو تربة من تربتك أو صخرة من صخرك أو شيئا مما في جوفك .
فقال : أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه إنه ليس مني شيء إلا يراه الله وينظر إليه وقد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك .
ثم انطلق حتى أتى على الأرض يعني الرمل فقال : أيها الرمل اجعلني تربة من تربك أو صخرة من صخرك أو شيئا مما في جوفك .
فأوحى الله إليه أجبه .
فقال : أيها العبد الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه ارجع من حيث جئت فاجعل عملك لقمسين : لرغبة أو لرهبة فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال وخرج فأتى البحر في ساعة فصلى فيه فنادته ضفدعة فقالت : يا داود إنك حدثت نفسك أنك قد سبحت في ساعة ليس يذكر الله فيها غيرك وإني في سبعين ألف ضفدعة كلها قائمة على رجل تسبح الله تعالى وتقدسه .
وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن ابن عباس Bهما قال : صلى داود عليه السلام ليلة حتى أصبح فلما أن أصبح وجد في نفسه غرورا فنادته ضفدعة