يبتغي قوما يسألهم .
فجمع له أبو سفيان وأصحابه فقال : أخبرني يا أبا سفيان عن هذا الرجل الذي بعث فيكم .
فلم يأل أن يصغر أمره ما استطاع قال : أيها الملك لا يكبر عليك شأنه إنا لنقول : هو ساحر ونقول : هو شاعر ونقول : هو كاهن .
قال قيصر : كذلك والذي نفسي بيده كان يقال للأنبياء عليهم السلام قبله .
قال : أخبرني عن موضعه فيكم .
قال : هو أوسطنا .
قال : كذلك بعث الله كل نبي من أوسط قومه .
أخبرني عن أصحابه .
قال : غلماننا وأحداث أسنانهم والسفهاء أما رؤساؤنا فلم يتبعه منهم أحد .
قال : أولئك والله تباع الرسل أما الملأ والرؤوس فأخذتهم الحمية .
قال : أخبرني عن أصحابه هل يفارقونه بعدما يدخلون في دينه ؟ قال : ما يفارقه منهم أحد .
قال : فلا يزال داخل منكم في دينه ؟ قال : نعم .
قال : ما تزيدونني عليه إلا بصيرة والذي نفسي بيده ليوشكن أن يغلب على ما تحت قدمي .
يا معشر الروم هلموا إلى أن نجيب هذا الرجل إلى ما دعا إليه ونسأله الشام أن لا يطأ علينا أبدا .
فإنه لم يكتب قط نبي من الأنبياء إلى ملك من الملوك يدعوه إلى الله فيجيبه إلى ما دعاه ثم يسأله مسألة إلا أعطاه مسألته ما كانت فأطيعوني .
قالوا : لا نطاوعك في هذا أبدا .
قال أبو سفيان : والله ما يمنعني من اقول عليه قولا أسقطه من عينه إلا أني أكره أن أكذب عنده كذبة يأخذها علي ولا يصدقني حتى ذكرت قوله ليلة أسري به .
قلت : أيها الملك أنا أخبرك عنه خبرا تعرف أنه قد كذب .
قال : وما هو ؟ قلت : إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد إيليا ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح قال : وبطريق إيليا عند رأس قيصر .
قال البطريق : قد علمت تلك الليلة .
فنظر إليه قيصر فقال ما علمك بهذا ؟ قال : إني كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني كلهم فعالجته فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلا فدعوت الناجرة فنظروا إليه فقالوا هذا باب سقط عليه ؟ التجاق والبنيان فلا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من اين أتى فرجعت وتركته مفتوحا فلما أصبحت غدوت فإذا الحجر الذي من زاوية الباب مثقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي فقد صلى الليلة في مسجدنا .
فقال قيصر : يا معشر الروم أليس تعلمون أن