الطريق يقول : هلم يا محمد فقال له جبريل : سر يا محمد .
فسار ما شاء الله أن يسير فلقيه خلق من خلق الله فقالوا : السلام عليك يا أول .
السلام عليك يا آخر .
السلام عليك يا حاشر .
فقال له جبريل عليه السلام : اردد السلام .
فرد السلام ثم لقيه الثانية فقال له مثل ذلك ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس فعرض عليه الماء والخمر واللبن فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله اللبن .
فقال له جبريل عليه السلام : أصبت الفطرة ولو شربت الماء لغرقت أمتك ولو شربت الخمر لغوت أمتك ثم بعث له آدم عليه السلام فمن دونه من الأنبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة ثم قال جبريل : أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز وأما الذي أراد أن تميل إليه فذاك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه .
وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى " .
وأخرج ابن مردويه من طريق كثير بن خنيس عن أنس Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " بينما أنا مضطجع في المسجد ليلة نائما إذ رأيت ثلاثة نفر أقبلوا نحوي فقال الأول : هو .
هو .
قال الأوسط : نعم .
قال الآخر : خذوا سيد القوم فرجعوا عني ثم رأيتهم الليلة الثانية فقال الأول : هو .
هو .
قال الأوسط : نعم .
قال الآخر : خذوا سيد القوم فرجعوا عني حتى إذا كانت الليلة الثالثة رأيتهم فقال الأول هو هو .
وقال الأوسط : نعم .
وقال الآخر : خذوا سيد القوم حتى جاؤوا بي زمزم فاستلقوني على ظهري ثم غسلوا حشوة بطني ثم قال بعضهم لبعض : أنقوا .
ثم أتى بطست من ذهب مملوءة حكمة وإيمانا فأفرغ في جوفي .
ثم عرج بي إلى السماء فاستفتح فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل .
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد .
قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم .
ففتح .
فإذا آدم إذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى .
قلت : ياجبريل من هذا .
! ؟ قال : هذا أبوك آدم إذا نظر على يمينه رأى من في الجنة من ذريته ضحك وإذا نظر عن يساره رأى من في النار من ذريته بكى .
ثم قال أنس بن مالك : يا ابن أخي إنه يطول علي الحديث .
ثم عرج بي حتى جاء السماء السادسة فاستفتح .
فقال : من هذا ؟ قال : جبريل .
قال : ومن معك ؟ قال : محمد .
قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم .
ففتح فإذا موسى .
ثم