وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن الزبير أنه رأى قوما يمسحون المقام فقال : لم تؤمروا بهذا إنما أمرتم بالصلاة عنده .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والأزرقي عن قتادة واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال : إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه ولقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها وقد ذكر لنا بعض من رأى أثر عقبه وأصابعه فما زالت هذه الأمة تمسحه حتى اخلولق وانماح .
وأخرج الأزرقي عن نوفل بن معاوية الديلمي قال " رأيت في المنام في عهد عبد المطلب مثل المهاة " قال أبو محمد الخزاعي : المهاة خرزة بيضاء .
وأخرج الأزرقي عن ابي سعيد الخدري قال : سألت عبد الله بن سلام عن الأثر الذي في المقام فقال : كانت الحجارة على ما هي عليه اليوم إلا أن الله أراد أن يجعل المقام آية من آياته فلما أمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام وارتفع المقام حتى صار أطول الجبال وأشرف على ما تحته فقال : يا ايها الناس أجيبوا ربكم فأجابه الناس فقالوا : لبيك اللهم لبيك فكان أثره فيه لما أراد الله فكان ينظر عن يمينه وعن شماله أجيبوا ربكم فلما فرغ أمر بالمقام فوضعه قبله فكان يصلي إليه مستقبل الباب فهو قبلته إلى ما شاء الله ثم كان إسماعيل بعد يصلي إليه إلى باب الكعبة ثم كان رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر أن يصلي إلى بيت المقدس فصلى إليه قبل أن يهاجر وبعدما هاجر ثم أحب الله أن يصرفه إلى قبلته التي رضي لنفسه ولأنبيائه فصلى إلى الميزاب وهو بالمدينة ثم قدم مكة فكان يصلي إلى المقام ما كان بمكة " .
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن مجاهد في قوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال : مدعى .
وأخرج الأزرقي عن كثير بن ابي كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال : كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى فكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه وربما نحته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل أم نهشل في خلافة عمر بن الخطاب فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة فأتي به فربط إلى أستار الكعبة وكتب في ذلك إلى عمر فأقبل فزعا في شهر رمضان وقد عفى موضعه وعفاه