ذلك الروح بين جسده وأكفانه فما خلق الله حميما ولا غير حميم من كلمة يتكلم بها إلا وهو يسمعها إلا أنه لا يؤذن له في المراجعة فلو سمع أعز الناس عليه وأحبهم إليه يقول : اخرجوا به وعجلوا وأذن له في المراجعه للعنه .
وود أنه ترك كما هو لا يبلغ به حفرته إلى يوم القيامة .
فإذا دخل قبره جاءه ملكان أسودان أزرقان فظان غليظان ومعهما مرزبة من حديد وسلاسل وأغلال ومقامع الحديد فيقولان له : اقعد بإذن الله .
فإذا هو مستو قاعد سقطت عنه أكفانه ويرى عند ذلك خلقا فظيعا ينسى به ما رأى قبل ذلك فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : أنت .
فيفزعان عند ذلك فزعة ويقبضان ويضربانه ضربة بمطرقة الحديد فلا يبقى منه عضو إلا وقع على حدة فيصيح عند ذلك صيحة فما خلق الله من شيء ملك أو غيره إلا يسمعها إلا الجن والإنس فيلعنونه عند ذلك لعنة واحدة وهو قوله أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون البقرة الآية 159 والذي نفس محمد بيده لو اجتمع على مطرقتهما الجن والإنس ما أقلوها وهي عليهما يسير ثم يقولان عد بإذن الله فإذا هو مستو قاعد فيقولان : من ربك ؟ فيقول : لا أدري .
فيقولان : فمن نبيك ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون محمد .
فيقولان : فما تقول أنت ؟ فيقول : لا أدري .
فيقولان : لا دريت .
ويعرق عند ذلك عرقا يبتل ما تحته من التراب فلهو أنتن من الجيفة فيكم ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيقولان له : نم نومة المسهر .
فلا يزال حيات وعقارب أمثال أنياب البخت من النار ينهشنه ثم يفتح له بابه فيرى مقعده من النار وتهب عليه أرواحها وسمومها وتلفح وجهه النار غدوا وعشيا إلى يوم القيامة " .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس Bه في قوله غمرات الموت قال : سكرات الموت .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال : هذا عند الموت .
والبسط ! الضرب .
يضربون وجوههم وأدبارهم .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال : ملك الموت عليه السلام