وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منه .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق قتادة عن رجل قال : كنت في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة في حلقة فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فإذا فيهم شيخ حسبت أنه قال أبي بن كعب فقرأ عليكم أنفسكم فقال : إنما تأويلها في آخر الزمان .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ من طريق قتادة عن أبي مازن قال : انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم جلوس فقرأ أحدهم عليكم أنفسكم فقال : أكثرهم : لم يجيء تأويل هذه الآية اليوم .
وأخرج ابن جرير عن جبير بن نفير قال : كنت في حلقة فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وإني لأصغر القوم فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقلت : أليس الله يقول عليكم أنفسكم فأقبلوا علي بلسان واحد فقالوا : تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها ؟ حتى تمنيت أني لم أكن تكلمت ثم أقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم قالوا : إنك غلام حدث السن وإنك نزعت أية لا تدري ماهي وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت .
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل أنه قال : " يارسول الله أخبرني عن قول الله D يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال : يا معاذ مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليكم أنفسكم لا يضركم ضلالة غيركم فهو من ورائكم أيام الصبر المتمسك فيها بدينه مثل القابض على الجمر فللعامل منهم يومئذ مثل عمل أحدكم اليوم كأجر خمسين منكم .
قلت : يا رسول الله خمسين منهم ؟ قال : بل خمسين منكم أنتم " .
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : " ذكرت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وآله .
قول الله D يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال نبي الله صلى الله عليه وآله : لم يجىء تأويلها لا يجيء تأويلها حتى يهبط عيسى بن مريم عليه السلام " .
وأخرج ابن مردويه عن محمد بن عبد الله التيمي عن أبي بكر الصديق سمعت