حبّ أهل البيت (عليهم السلام) بين الادّعاء والانتماء

حبّ أهل البيت (عليهم السلام) بين الادّعاء والانتماء

 

 

حبّ أهل البيت (عليهم السلام) بين الادّعاء والانتماء

 

كريم  النوري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وحبيبه وخاتم انبيائه محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين وصحبه المنتجبين.

وبعد فإن الله بعث انبيائه لهداية البشر وانقاذهم من الجاهلية وعبودية الذات وارشاد الأمم باتجاه ما يحقق سعادتها في الدارين.

وجاء نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالرسالة الخاتمة ومعجزتها الخالدة كتاب الله وأضاء ربوع الأرض بنور الرسالة الإسلامية السمحاء.

وكان النبي الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى قد ارسى معالم واركان الرسالة من أجل استمرارها وديموميتها.

ومن مفردات الاستمرار والديمومة لهذه الرسالة المقدسة هو الحب والمودة لآل النبي الأطهار الذين فرضت علينا طاعتهم ومودتهم.

وهذا الحب ليس كلمات ترددها الشفاه او شعارات تهتف بها الحناجر أو تخطها المحابر بل هو الالتزام والانقياد والطاعة للنبي الأكرم واهل بيته الأطهار.

وحب أهل البيت هو مقدمة للاقتداء والاهتداء والاقتفاء على آثارهم (عليهم السلام).

وفي سياق التعاطي مع هذا الحب أفرط قوم وقصر آخرون وكانوا بين طرفي الافراط والتفريط حتّى نشأت تيارات منحرفة من الغلاة والنواصب والمسلمون جميعاً مبرأون من انحرافات وتبعات اولئك الضالين.

وقد تبرأ أهل البيت من الغلاة وقالوا بكفرهم وخروجهم عن الإسلام والعبوديّة الحقة لخالق السماوات والأرض.

ومن الظلم والاجحاف نسب هذه التيارات إلى الشيعة بحجة اختفاءهم أو اندساسهم وراء هذا المذهب أو ذاك كما أنّه من الخطأ الفادح نسب النواصب المعاندين إلى أهل السنة وان اختفوا وراء أهل السنّة.

وبعد ذلك كله ينبغي التمييز الواعي بين الحب والغلو وبين الغلاة وغيرهم من اتباع أهل البيت (عليهم السلام).

 تحديد المفاهيم والمصطلحات:

غالباً ما يقع الخلاف والنزاع في فهم وتفسير المفاهيم فكثيراً ما يحتد النزاع حول معنى أو مفهوم لو حدد بدقة وشرح بجلاء لأمكن رفع الغموض والضبابية عن كثير من المسائل التي يقع الخلاف فيها.

ومن هنا نلحظ ان علماءنا السابقين، علماء المسلمين، يحرصون تمام الحرص على «تحرير موضوع النزاع» في المناظرات والخلافيّات حتّى لا تتأزم الأُمور على غير شيء.

وكثيراً ما يشتدّ الخلاف بين فريقين ويعلو الضجيج ويثور العجاج بينهما ثم يتبين في نهاية المطاف ان الخلاف لفظياً وان لا ثمرة عملية تجنى من ورائه.

وأهم الأُمور المساهمة في تقريب شقة الخلاف بين المسلمين هي تحديد المفاهيم التي يقع فيها النزاع وبيان مدلولها بدقة وموضوعية.

ويبدولي ان ازمتنا الأولى هي أزمة فهم وتفسير هناك خلل واضح في فهم المصطلح وقصور واضح في وعي المفهوم.

والاخطر من ذلك هو سعي البعض إلى لي عنق المفهوم وتحريف مساره بعيداً عن مراده الحقيقي في أجل مآرب خاصة ثم يسوق المؤيدات والمؤشرات لتحقيق الغاية التي ينشدها وبالتالي تحتجب الحقيقة وتهتز الرؤية ويغيب المراد الحقيقي في زحمة تعدد المعاني وتشتتها.

وقد يقع الخلط والتشوية لكثير من المفاهيم وتصرفها عن معانيها الحقيقيّة ومراداتها الاساسية ويضع المفاهيم في اهتزاز واختلال بمحاولة خاطئة تستبطن افراطاً في التبسيط وسذاجة في الوعي وهذا الواقع المؤسف قد وقع فيه الكثير من المسلمين وربما بعفوية وبساطة مفرطتين لكنهم بحاجة إلى التنبيه والتوجيه اذ فهموا ان حب أهل البيت هو المعنى الساذج المتبادر العرفي إلى اذهانهم من هوى عابر وعاطفة مجردة وتوهموا بان ذلك كاف لتحقيق مقاصد الشريعة والمراد الالهي وتأكدت في هذا السياق مغالطات خطيرة ربما جرأت اصحابها على فعل الموبقات والمعاصي اتكاءً على ما تبادر في أذهانهم من خطأ فادح لمفهوم حب أهل البيت بمعناه الساذج وأنّه الضمانة والحصانة من العذاب الالهي وهذا الفهم بحاجة إلى ترشيد وتهذيب تأكيداً للوعي وتوخياً للحقيقة.

كما نجد في هذا السياق آراء واقوال متعددة ومتباعدة في تحديد المراد بأهل البيت في الآيات التي أوردت لفظ «أهل البيت» وكان اغلب تلك الاقوال مناقضة لسبب نزول الآية التي صرحت بوضوح باهل البيت في اغلب التفاسير وكتب الحديث. ومعارضة للسنة الصحيحة المتمثّلة في قول النبي (صلى الله عليه وآله) وفعله وتقريره.

ينبغى تحديد المفاهيم والمصطلحات وتأكيد مرادها ومؤداها لكي يتضح البحث ويتوجه بشكل موضوعي بعيداً عن التلاعب بالالفاظ واقحام الالفاظ في غير معانيها الدالة عليها.

 المراد بأهل البيت

 أهل البيت في اللغة والاصطلاح:

 أهل البيت في اللغة:

المراد اللغوي لكلمة أهل يحدد بما يضاف اليها، فأهل القرى سكانها واهل الشىء صاحبه، واهل الكتاب قراؤه أو اتباعه وكذلك أهل التوراة واهل الانجيل، وقد ورد بعض هذه الالفاظ في القرآن الكريم([1]).

قال تعالى: (وأمر اهلك بالصلاة) ([2])، أي ذوي قرباك ومن يرتبط في النسب([3]).

وقال تعالى: (يا نوح أنّه ليس من اهلك) ([4])، مشيراً إلى ابنه وهو في أهله من حيث النسب، لكنه تعالى اراد أنّه ليس من أهل دينك وملتك والسائرين على([5]).

نسب أو دين([6]).

منهجك([7]).

واطلقت «أهل» في الكتاب الكريم على اولاد ابراهيم (عليه السلام) وأولاد أولاده، قال تعالى: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنّه حميد مجيد) ([8]).

وذكر الراغب في مفرداته ان أهل البيت صار متعارفاً في آل النبي([9])، تبعاً للنصوص وهم كما حديث الكساء وغيره: محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام علي والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام) والذين نزلت فيهم آية التطهير: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ([10]).

واهل البيت منحصرة في آل النبي كما تعارف بين المسلمين استناداً لتواتر الروايات وتظافر التفاسير ويطلق عليهم آل النبي أو عترته أيضاً، والآل مقلوب عن الاهل([11])، فيقال: آل الله وآل رسوله، أي اولياؤه، أصلها أهل، ثم .أُبدلت الهاء همزة، فصارت في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفاً([12]).

واما العترة فالمراد بها أهل البيت (عليهم السلام) كما صرح به ابن منظور، مستدلاً بقوله (صلى الله عليه وآله): «انى تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتى أهل بيتي» قال فجعل العترة أهل البيت([13]).

وقد يطلق مجازاً بأهل الرجل عن امرأته كما قال الزبيدي في تاج العروس:

«وفى اعجاز: الاهل للرجل زوجته»([14]).

 أهل البيت في الاصطلاح:

لا شك في أنّ المراد من أهل البيت افراد مخصوصون نصّ عليهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وصرح باسمائهم في موارد كثيرة وفي اماكن متعددة ويدلّنا هذا التأكيد النبوي على هذه الصفوة الطاهرة أن لهم شأناً عظيماً عند الله ومكانة خاصة عند نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) .

ولقد يتضح ان المراد باهل البيت في لسان الكتاب والسنة المطهرة معنى خاص فالمراد بهم هم: رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين إبنا علي بن ابى طالب(عليهم السلام)وهذا ما نطق به القرآن الكريم وما ذكرته السنة النبوية المطهرة وما نقله الصحابة والتابعون ورواة الحديث.

وقد ذكر المفسرون والرواة اسباب نزول الآيات المتضمنة لأهل البيت وعرفوا المقصود بها ونحاول في هذا السياق، القاء الضوء على نماذج محدودة في تفسير آي الذكر الحكيم وبيان اسباب نزولها:

 آية التطهير:

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)([15]).

جاء عن ام سلمة أنّه عندما نزلت : (انما يريد الله...) قالت: فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: «هؤلاء أهل بيتي» ([16]).

وعن عائشة قالت: كان أحب الرجال إلى رسول الله ـ تعني الامام على (عليه السلام)ـ لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتى» ([17]).

يقول المحب الطبري «باب في بيان ان فاطمة وعلي والحسن والحسين هم أهل البيت المشار اليهم في قوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ....) ([18]).

يقول الواحدي في تفسيره أسباب النزول: عن ابي سعيد الخدري (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...) نزلت في خمسة في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين ([19])،ويقول القرطبي في تفسيره الجامع لاحكام القرآن في تفسيره الآية المذكورة: «.... ان النبي لما نزلت عليه هذه الآية دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي(صلى الله عليه وآله) إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال: اللهم هؤلاء أهل البيتى، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» ([20]).

ويقول السيوطي: «أهل البيت» قال هم علي وفاطمة والحسن والحسين ([21]).

ويقول ابن تيمية: عن ام سلمة «ان هذه الآية لما نزلت ادار النبي (صلى الله عليه وآله)كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»([22]).

ويقول الطباطبائي في تفسيره الميزان: ما ورد في اسباب النزول ان الآية نزلت في النبي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)خاصة لايشاركهم فيها غيرهم، وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثاً يربو ماورد منها عن طرق أهل السنة على ماورد منها عن طرق الشيعة فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن ام سلمة وعائشة وابي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الاسقع وابي الحمراد وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبدالله بن جعفر وعلي والحسن بن على (عليهما السلام) في تعريب من أربعين طريقاً وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق والرضا(عليهم السلام) وام سلمه وأبي ذر وابي ليلى وابي الاسود الدؤلي وعمروبن ميمون الاودي وسعد بن ابي وقاص في بضع وثلاثين طريقاً([23]).

توخياً للاختصار وتجنباً للاطاعة والاسهاب نحاول الاقتصار على ذكر آية التطهير واسباب نزولها وهي تفي بالغرض الذي توخيناه في اثبات المراد بأهل البيت.

حب أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم والسنّة المطهرة

 حب أهل البيت عنصر هام ومقوِّم اساسي للايمان وعمل مساهم في ترسيخ العقيدة وتأكيد المبدأ وهو السبيل الذي يديم العطاء الرسالي ويبني الشخصية الإسلامية الالهية.

ولقد أكد وحي السماء ونبي الإسلام الأكرم تعميق وتأصيل هذا المفهوم القويم.

وسنتاول بشىء من الايجاز بعض آيات كتاب الله التي تظافرت الروايات على نزولها في أهل البيت لتأكيد مودتهم ووجوب محبتهم.

 حب أهل البيت في القرآن الكريم:

1 ـ «قل لا اسألكم عليه أجراً الاّ المودة في القربى» روى الجمهور في الصحيحين واحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس «رحمة الله عليه» قال: لما نزلت «قل لا اسألكم، الآية» قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال: «علي وفاطمة وابناهما»([24]).

ووجوب المودة يستلزم وجوب الطاعة والانقياد وقد أستدل الفخر الرازي

على ان الآية تدل على وجوب المودة لأهل البيت بثلاثة وجوه فبعد ان روى الحديث عن الزمخشري قال: فثبت ان هؤلاء الاربعة أقارب النبي(صلى الله عليه وآله) واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد في التعظيم ويدل عليه وجوه:

الأول: قوله تعالى: «الاّ المودة في القربى»

الثاني: لا شك ان النبي (صلى الله عليه وآله) يحب فاطمة (عليها السلام) قال (صلى الله عليه وآله) «فاطمة بضعة مني يؤذيني مايؤذيها» وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله أنّه كان يحب علياً والحسن والحسين واذا ثبت ذلك وجب على كل الامة مثله، لقوله تعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون) ([25]).

الثالث: ان الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء فاتحة التشهد في الصلاة، وهو قوله: اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمداً وآل محمداً، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدلّ على ان حب محمّد وآل محمّد واجب.

2 ـ (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً) ([26]).

ورد عن جابر بن عبدالله: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن ابي طالب «يا علي قل: رب اقذف المودة في قلوب المؤمنين، رب اجعل لي عندك عهداً، رب اجعل لي عندك وداً» فأنزل الله تعالى: «ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً» فلا تلقى مؤمناً ولا مؤمنة الا وفي قلبه ود لأهل البيت([27]).

3 ـ (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب) ([28]).

عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام): ان رسول الله لما نزلت هذه الآية قال (صلى الله عليه وآله): ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابون([29]).

4 ـ (من جاء بالحسنة فله خير منها ...) ([30]).

عن الامام أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: «دخل ابو عبدالله الجدلي على امير المؤمنين فقال له: يا أبا عبدالله الا أخبرك بقوله تعالى «من جاء بالحسنة فله خير منها»؟ قال: بلى جعلت فداك. قال (عليه السلام): الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا، ثم قرأ الآية([31]).

 حب أهل البيت في السنّة المطهرة:

1 ـ روى الترمذي في صحيحه ان النبي قال: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبي»([32]).

2 ـ وفي حديث صحيح ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب، الزائد في كتاب الله ... والمستحل من عترتي ما حرم الله ....» وقد صححه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه([33]).

3 ـ وروى الترمذي في صحيحه والامام أحمد في مسنده عن علي بن ابي طالب قال: «أخذ النبي بيد الحسن والحسين فقال: من أحبنى وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»([34]).

4 ـ وعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا يحبنا أهل البيت الا  مؤمن ولا يبغضنا الاّ منافق شقي»([35]).

5 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أدبوا اولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن([36]).

6 ـ وقال (صلى الله عليه وآله): «اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي»([37]).

7 ـ وفي المستدرك عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد الاّ ادخله الله النار» وقد أقره الحافظ الذهبي في تلخيصه([38]).

8 ـ عن زيد بن أرقم قال: كنت عند رسول (صلى الله عليه وآله) فمرت فاطمة وهي خارجة من بيتها إلى حجرة النبي ومعها ابناها الحسن والحسين وعلي في آثارهم فنظر اليهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: «من أحب هؤلاء فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد ابغضني»([39]).

9 ـ وأخرج بن سعد والملاّ في سيرته أنّه قال: «استوصوا بأهل بيتي خيراً فاني أخاصمكم عنهم غداً ومن اكن خصمه أخصمه الله ومن أخصمه الله أدخله النار»([40]).

10 ـ روى الديلمي والطبراني وابو الشيخ بن حبان والبيهقي مرفوعاً أنّه قال: «لا يؤمن عبد حتّى اكون أحب اليه من نفسه وتكون عترتي أحب اليه من عترته وأهلي أحب اليه من اهلي»([41]).

11 ـ روى ابو الشيخ عن علي (عليه السلام) قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى استوى على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ما بال رجال يؤذينى في أهل بيتى، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتّى يحبني ولا يحبني حتي يحب ذريتي»([42]).

12 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «اساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي»([43]).

13 ـ قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): «لكّل شيء اساس واساس الإسلام حبنا أهل البيت»([44]).

14 ـ عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: «اشتد غضب الله على اليهود واشتد غضب الله على النصارى واشتد غضب الله على من آذاني في عترتي»([45]).

15 ـ قال الامام الباقر (عليه السلام): «حبنا ايمان وبغضنا كفر»([46]).

حب أهل البيت في الشعر العربي:

1 ـ قال ابو الحسن بن جبير :

أحب النبي المصطفى وابن عمه علياً وسبطيه وفاطمة الزهرا موالاتهم فرض على كل مسلم وحبهمو أسنى الذخائر للأخرى([47]).

 2 ـ قال ابو طالب عم الرسول الأكرم:

ألم تعلموا إنا وجدنا محمداً نبياً كموسى خطّ في أول الكتب وان عليه في العباد محبة ولا شك فيمن خصه الله بالحب([48]).

 3 ـ الفرزدق، همام بن غالب التميمي الدارمي:

من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجىً ومعتصم([49]).

4 ـ حرب بن المنذر بن الجارود:

فحسبي من الدنيا كفاف يقيمني وأثواب كتان أزور بها قبري وحبي ذوي قربى النبي محمّد فما سؤلنا الاّ المودة من أجر([50]).

 5 ـ السيّد الحميري:

إنّا ندين بحب آل محمّد ديناً ومن يحبهم يستوجب منا المودة والولاء ومن يُرد بدلاً بآل محمّد لا يحبب([51]).

 6 ـ الشافعي ابو عبدالله محمّد بن إدريس:

يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له([52]).

7 ـ دعبل بن علي الخزاعى:

نبذت اليهم بالمودة صادقاً وسلّمت نفسي طائعاً لولاتي فيارب زدني من يقين بصيرة وزدحبّهم يا رب في حسناتي([53]).

 8 ـ صفي الدين الحلي :

بكم يهتدي يا بني الهدى ولـىّ إلى حبكم ينتسب به يكسب الأجر في بعثه ويخلص من هول ما يكتسب([54]).

 9 ـ شمس الدين المالكى:

قال في حب الحسن والحسين (عليهما السلام): هما قرتا عين الرسول وسيدا شباب الورى في جنة وتخلد وقال هما ريحانتاي أحب من احبهما فأصدقهما الحب تسعد([55]).

 10 ـ شهاب الدين بن أحمد الحلواني:

محبتهم باب الرضا ورضاهم يسام بأرواح المحبين لو يشرى بمدحتهم جاء الامين فأصبحت عشوراً تؤدي كلّما قارىء يقرا

 حب أهل البيت (عليهم السلام) موازين ومعايير:

قد يتبادر إلى الذهن معنيان عند اطلاق لفظ «الحب»، أحدهما بمعنى الميول القلبي والعواطف العابرة والآخر: بمعنى الالتزام والانقياد والطاعة([56]).

ربما ينشأ من ذلك تياران ينحيان باتجاهين مفرطين ويتأكد معنى دون آخر من خلال الاهتمام باحدهما والتغافل عن الآخر وهذا بالتأكيد يبلور رؤية مهزوزة ووعياً مختلاً.

فالرؤية المطلوبة هي الاتزان والوسطية بعيداً عن الغلو والتقصير والتجرد عن الافراط والتفريط وبذلك يمكننا ان نحقق المراد من مودة أهل البيت التي فرضت علينا. ويمكن الاستدلال على ان المراد الثاني لا بد من تحققه لكي يتحقق هذا الحب وذلك باننا لو سلمنا بوجوب الحب استناداً إلى آيات الله واحاديث نبيه الدالتين على ذلك فإن متعلق الواجب «الحب» ينبغي ان مستطاعاً للإتيان به

ومقدوراً عليه اذ يستحيل التكليف بغير المقدور ثم ان القدرة على الاتيان بمتعلق الواجب شرط في استحقاق الادانة والعقاب عند الترك أو الاجر والثواب عند الفعل والامتثال فإن العاجز لا يستحق اذى عقاب وبانتفاء القدرة على الفعل ينتفي الوجوب وبالتالي تنتفي الادانة والعقاب.

وتأسيساً على هذا فانه اذا كان المراد بالحب الميل القلبي والعواطف العابرة فإن هذا الامر لا يمكن تحصيله أو السعي إلى ايجاده اذ إنّها تتدفق إلى قلب الانسان دون جهد مسبق أو سعي في الخارج ولذا فإن الميل القلبي عند القاضي باتجاه أحد الخصمين لا يقدح في عدالة القاضي الا اذا رتب أثراً في الخارج واثناء الحكم على هذا الميل ومؤثراته وكذلك الحال بالنسبه إلى الزوج وميله إلى احدى زوجتيه لا يحقق قدحاً في عدالته مالم يرتب أثراً على ميله وعواطفه باتجاه احدى زوجتيه.

ومن هنا فلا يمكن ان يكون وجوب الحب المقصود بمعناه الأول «الميل القلبي والعواطف العابرة» اذ إن هذه غير مستطاعة أو مقدور عليها من أجل التحرك اليها وايجادها في الخارج.

فيتعين المراد بالحب هو بمعناه الثاني وهو الالتزام والانقياد والتأسي فهذا يمكن للانسان وهو مستطاع ومقدور عليه وعلى المكلف ان يطبقه ويسعى لتحصيله ولكن هنا امران:

الأول: ان الحب بالمعنى الثاني الذي يعني الانقياد والطاعة فاذا عمل الانسان في إطاره وسار وفقاً لمنهاجه فانه يؤثر في ايجاد الحب في المعنى الأول وتجسيده يتحقق بالضرورة.

الثاني: إننا وان كنا نؤكد طبقاً للروايات على الحب بالمعنى الثاني بيد ان هذا لا يعني عدم اهمية الحب في المعنى الأول بل له اهمية خاصة لا تخفى على اللبيب.

وخلاصة القول: ان الحب بالمعينين المذكورين ضروري جداً ولا محيص عنه لذي عينين.

 حب أهل البيت (عليهم السلام) مسؤولية والتزام:

لا شك ان الحب الذي اوجبته الشريعة المقدسة هو ذلك الحب الذي يعني بكل تأكيد هو الدين والمعرفة والطاعة وليس فقط العواطف العابرة والميولات القلبية وفي هذا السياق يشير الامام الصادق (عليه السلام)إلى المعنى الذى اردنا تأكيده ويقول: «الدين هو الحب والحب هو الدين»

والى ذلك يشير الامام الصادق أيضاً بقوله: «الحب فرع المعرفة»([57]).

ويتضح من خلال هذا ان الحب انما يتفرع عن المعرفة والا كيف يصدق الحب بدون معرفة بل وكيف يحب الانسان ما يجهله.

الحب الحقيقي لا يتجرد عن الاداء والفعل والامتثال وأي افتراق بين الحب والعمل بمقتضى هذا الحب سيؤدي إلى اختلال في مفهوم الحب وانهيار عراه واسسه ويمكن ان نستكشف هذه الفكرة في قول الامام الباقر لجابر: «يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل ان يقول: أحب علياً واتولاّه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً؟ فلو قال: اني أحب رسول الله ـ فرسول الله خير من علي ـ ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً فاتقوا الله واعلموا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل أتقاهم واعملهم بطاعته ([58]).

يا جابر والله مايتقرب إلى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة. من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، من كان لله عاصياً فهو لنا عدو، ما تنال ولايتنا الا بالعمل الورع».

ان محبة الانسان الفاضل الكامل ومودته تستلزم رقيه وصعوده إلى سلم الكمال فإن الانسان مع من أحب كما يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).

ومن المعلوم ان احداً لو أحب شخصاً من صميم قلبه سعى إلى التشبه به في حركاته وسكناته وتحقيق ما يسر ويرضى ذلك في نفسه وذاته وترك ما من شأنه ان يؤدي إلى ازعاجه وامتعاضه وعند ما تتجسد هذه الروحية وتتعمق في الانسان فهي بلا أي شك ستحفزه باتجاه سلوك طريق الطاعة واجتناب المعصية دائماً ([59]).

ان الذي يظهر التعلق لاحد ويتظاهر بمودته ثم يخالفه في مقام العمل والامتثال يفتقد في الحقيقة المحبة الحقيقية ([60]).

وفى ذلك يقول الامام الصادق كما نسب اليه بيتان من الشعر مؤكداً هذا المعنى:

تعصي الاله وانت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع لو كان حبك صادقاً لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع  الحب المراد هو ما تظهر اثاره الفعلية على اقوال وافعال الانسان.

ومن الاثار المؤكدة والمجسدة لمحبة النبي وآل بيته الأطهار هو اتباعه العملي وتكريمه والتأسي به لكن ما يمكن التنبيه عليه هو ان يكون اتباع النبي واهله وتكريمهم بعمل مشروع لا بعمل حرام.

والحب ما لم يتعمق في فكر الانسان وسلوكه ويتأكد من خلال الفهم العقائدي ويترسخ في اطاره المناسب فلسوف يؤدي بالانسان إلى المزالق والمآزق واذا يتعرض الانسان إلى اختبار عسير ومنعطف خطير فانه يضع هذا الحب على المحك الحقيقي اذ الفارق كبير بين الادعاء والاداء فيتميز ما كان راسخاً بفهم عقائدي أصيل وما هو قد تمخص عن شعور عاطفي عابر وطارىء ولقد لا نستغرب كثيراً من جواب ذلك الرجل الذي لاقى الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) فسأله الامام الحسين عن طبيعة تجاوب أهل الكوفة واستعدادهم للوقوف معه بلحاظ ما وصله من رسائل كثيرة منهم تدعوه إلى المجىء واعلان البيعة فأجابه ذلك الرجل بعبارة معبرة وبليغة قائلاً: «قلوبهم معك وسيوفهم عليك»

هذه الكلمة القصيرة تكشف عن حقيقة كبيرة وهذا الحب الذى تحول إلى شعار بلا شعور وقالب بلا قلب وجوهر.

وثمة موقف يعكس الحب المبني على اسس عقائدية واعية وهو موقف احد انصار الامام الحسين وهو عابس الشاكرى الذي كان قلبه وسيفه مع سيده الامام الحسين ذلك عند ما برز ليقاتل دفاعاً عن الحسين واهل بيته تقدم غير مكترث بالحشد الهائل وتدافع خصومه عنه منهزمين ثم رمى سيفه وتقدم راجلاً باتجاه الخندق المقابل بخطوات واثقة وقلب مطمئن وروح وثابة فخاطبه البعض يا عابس هل جننت فأجاب: نعم حب الحسين أجنني، ان اختلال الموازنة بين مقومات الحب واسسه يسهم في تشويه الدين واعطاء المبررات للخصوم والاعداء للطعن بهذا الدين الحنيف فمن يتشبث بظواهر هذا الحب ويتفاعل مع قشوره ثم يتكاسل في السعي إلى المحبوب غاية الاساءة. ان الاتكاء على هذا المخزون من العواطف دون الالتزامات الاخرى في الجانب العبادي والعقيدي والمبدئي لم يشفع لصاحبه وينبغي التواصل والتفاعل بتعميق هذاالحب بالسير وفق منهج أهل البيت دون اللجوء إلى المغالطات والمفاهيم المخطوءة التي يعتمد عليها البعض متوهماً ان حب أهل البيت المجرد كاف وهو الكفيل بمحو كل السيئات والموبقات باعتبار «ان الحسنات يذهبن السيئات» وهذا الحب هو حسنة كما يتصور هذا البعض بيد ان الحب اذا لم يعمل في طياته المبادىء والالتزامات الشرعية لم يكن حسنة. هذه مغالطات وأوهام خطيرة ينبغي الوقوف ضدها وتهذيبها حتّى لايساء إلى هذا الدين الحق.

ونعتقد ان حب أهل البيت من اصدق نماذج الحب في الله وهو يمثل حقيقة الايمان بل اوثق عراه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أوثق عرى الايمان الحب والبغض في الله» ([61]).

 أهل البيت (عليهم السلام) بين الغلو والتقصير:

من معالم الفكر الإسلامي أنّه فكر وسطي الوجهة والنزعة وهو فكر تتجلى فيه الرؤية المتزنة المعتدلة المتكاملة للناس والحياة بعيداً عن الغلو والتقصير.

الوسطية التي ننشدها هي نبذ الافراط والتفريط بالاشياء والاعتدال في حب أهل البيت يقع في دائرة الغلو والبغض بين طرفي الافراط في حبهم والتفريط في ذلك .

وقد حرص النبي المصطفى والائمة الهداة على تأكيد الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والمغالاة.

قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): «قال لي النبي (صلى الله عليه وآله) فيك مثل من عيسى أبغضته اليهود حتّى بهتوا أمه واحبته النصارى حتّى انزلوه بالمنزلة التى ليس به.» ثم قال  (عليه السلام): «يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في ومبغض يحمله شنآني على ان يبهتني» ([62]).

أسهمت ظاهرة الغلو في تفتيت تواصر بنية الامة الإسلامية وكانت عائقاً امام كل محاولات التقريب والتفاهم بين فرق المسلمين. بيد ان تستر الغلاة خلف المذهب الشيعي لا يستلزم اتهام هذا المذهب بالغلو كما ان اختفاء بعض النواصب وراء أهل السنة والجماعة لا يوجب اتهامهم بتهمة النصب والعداء لأهل البيت. فالشيعة مبرأون من الغلو والغلاة كما ان أهل البيت مبرأون من النصب والبغض لأهل البيت.

ويمكن القول ان ثمة اتجاهين نشأ بسبب تكريس السطحية في فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية لله وبروز روح الافراط والتفريط في حب أهل البيت هذان الاتجاه هما الغلاة والنواصب من كلا الفريقين والحق ان أهل السنة والشيعة وفق متبنياتهم واصول وافكارهم لا يتبنون كلا الاتجاهين حين فالشيعة وأهل السنة بعيدون عن افكار هؤلاء الضالة.

الا ان المؤسف حقاً وفي اجواء السجالات والانفعالات يقوم البعض في كلا الفريقين بالانسياق وراء الاتجاهين السلبيين لتأييد رأيه وافحام خصومه.

ومن هنا لابد لكلا الفريقين في السعي الجاد لتهذيب الترات والرصيد الثقافي والفكري مما دُس من افكار الغلاة والنواصب وبلورة وعي الإسلامي مشترك للوقوف بوجه تلك الدعوات المنحرفة وتنزيه موروثاتنا الفكرية وتحديد مفاهيم الغلو ضمن أطر معلومة الافاق ومحدودة المعالم ولابد في التمييز الواعي بين الحب والغلو وعدم تحميل أي فريق تبعات وتداعيات انحرافات الغلاة والنواصب .

أهل البيت (عليهم السلام) تهذيب الحب ومواجهة الغلاة:

واجه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وعلماؤهم مظاهر الغلو بقوة وشدة وعبئوا كل امكاناتهم وقدراتهم من أجل تقويض أركان الغلو معتبرين الغلو أحد اقسام الكفر الذي يجب محاربته وحذروا شيعتهم واتباعهم من مخاطر الغلو واندساس الغلاة في صفوفهم.

وفيما يلي جملة من الاخبار الواردة في هذا السياق: 1 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «اياكم والغلو، فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»([63]).

2 ـ قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب : «بنى الكفر على اربع دعائم: الفسق والغلو والشك والشبهة»([64]).

3 ـ قال الامام الصادق: «لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في انفسنا، لعن الله من ازالنا من العبودية لله الذي خلقنا، واليه معادنا، وبيده نواصينا»([65]).

4 ـ وقال (عليه السلام): «احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم، فإن الغلاة شر خلق، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله، والله إنّ الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا»([66]).

اما موقف اعلام الامامية من الغلاة فكان موقفاً واضحاً وصريحاً مستمدين رؤاهم من وصايا وارشادات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ونعرض نماذج من اقوالهم:

* قال شيخ الصدوق: «اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله تعالى، وانهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والاهواء والمضلّة([67]).

* قال الشيخ المفيد: «والغلاة من المتظاهرين بالاسلام هم الذين نسبوا أميرالمؤمنين والائمة من ذريته إلى الالوهية والنبوة وهم ضلاّل كفار، حكم فيهم أميرالمؤمنين بالقتل والتحريق بالنار وقضت الائمة عليهم بالكفار والخروج عن الإسلام([68]).

* قال الشيخ المجدد كاشف الغطاء: «اما الشيعة الامامية وائمتهم فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم ويبرأون من تلك المقالات ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات وليس دينهم الا التوحيد المحض وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق»([69]).

 الفهرس

 تمهيد

تحديد المفاهيم والمصطلحات

المراد باهل البيت

أهل البيت في اللغة والاصطلاح

أهل البيت في اللغة

أهل البيت في الاصطلاح

حب أهل البيت في الكتاب الكريم والسنة المطهرة

حب أهل البيت في الكتاب الكريم

حب أهل البيت في السنة المطهرة

حب أهل البيت في الشعر العربى

حب أهل البيت موازين ومعايير

حب أهل البيت مسئولية والتزام

أهل البيت بين الغلو والتقصير

أهل البيت تهذيب الحب ومواجهة الغلاة

 

([1]). مودة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنة ص 9 مركز الرسالة.

([2]).القاموس المحيط / مجد الدين الفيروز آبادى 1: 331 ـ مادة أهل.

([3]).لسان العرب / ابن منظور 11: 28 ـ 29 مادة أهل.

([4]).مفردات الراغب: 29 ـ أهل.

([5]).سورة طه: 132.

([6]).مودة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنة ص 10 مركز الرسالة.

([7]).مودة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنة ص 10 مركز الرسالة.

([8]).سورة هود: 73.

([9]).مفردات الراغب: 64.

([10]).سورة الاحزاب: 33.

([11]).مفردات الراغب: 30.

([12]).لسان العرب 11: 28 ـ 29 ـ أهل.

([13]).لسان العرب 9: 34 ـ عتر.

([14]).تاج العروس عن جواهر القاموس / الزبيدي: 217 .

([15]).سورة الاحزاب: 33.

([16]).المستدرك على الصحيحين 3: 158 / 5. 47 والسنن الكبرى / البيهقي 7: 63.

([17]).ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تأريخ دمشق.

([18]).ذخاير العقبى / محب الدين الطبري ص 21.

([19]).اسباب النزول / الواحدي النيسابوري، ص 239.

([20]).الجامع لاحكام القرآن / القرطبي، ج 14، ص 184.

([21]).الاتقان في علوم القرآن / السيوطي، ج 2، ص 148 ـ 149.

([22]).حقوق آل البيت / ابن تيمية، ص 10 مطبعة الجيزة 1981 م.

([23]).تفسير الميزان / الطباطبائى، 16 / 311.

([24]). الدر المنثور / السيوطي 6: 7، المستدرك على الصحيحين 3: 172، الكشاف / الزمخشري 4: 219 .

([25]).تفسير الرازي: 27 / 166.

([26]).سورة مريم: 96 .

([27]).شواهد التنزيل 1 / 464 / 489 وغاية المرام 373 باب 73، ومجمع الزوائد 9: 125 والدر المنثور 4: 287.

([28]).سورة الرعد 13 / 28.

([29]).كنز العمال 1: 250 والدر المنثور 4: 58.

([30]).سورة القصص: 84.

([31]).كشف الغمة 1: 321 و324، مناقب ابن المغازلي ص 138، ينابيع المودة 1: 292 / 5.

([32]).الترمذي: الجامع الصحيح، ج 5، ص 622 والسيوطي: الجامع الصغير، ج 1، ص 39، ج 2 ص 46 والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي، ص 362.

([33]).الجامع الصغير / السيوطي ج1، ص39، ج2، ص46 والحاكم: المستدرك ج 2، ص 150.

([34]).الجامع الصحيح / الترمذى، ج 5، ص 600 واحمد: المسند، ج 1، ص 77 والصواعق المحرقة / ابن حجر، ص 213.

([35]).ذخائر العقبى / المحب الطبري، ص 18.

([36]).كنز العمال 16 / 459 / 45409 والصواعق المحرقة، ص 172.

([37]).صحيح مسلم، 4: 1873 / 1408 ومسند أحمد، ج 4، ص 367.

([38]).الحاكم: المستدرك، ج 3، ص 150.

([39]).ترجمة الامام الحسين من تأريخ دمشق 91 / 126.

([40]).الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيتمى، ص 231.

([41]).المصدر السابق، ص 262.

([42]).نور الابصار / الشبلنجي، ص 126.

([43]).كنز العمال 12: 105 / 34206 والدر المنثور 6: 7.

([44]).المحاسن / البرقي 1: 247 / 461، المجمع العالمي لأهل البيت قم ط 1.

([45]).المناقب / ابن المغازلي ص 94.

([46]).الكافي 1: 188 / 12 والمحاسن 1: 247 / 463.

([47]).نور الابصار / الشبلنجي، ص 127 - 128.

([48]).السيرة النبوية / ابن هشام 1 / 377 مطبعة البابي ـ القاهرة .

([49]).ديوان الفرزدق، ج 2 / 178 - 181 دار صادر - بيروت.

([50]).البيان والتبيين / الجاحظ، ج 3، ص 205 دارومكتبة الهلال، ط 1.

([51]).الغدير ج 2، ص 215.

([52]).ديوان الشافعى 72، دار احياء التراث العربي - بيروت.

([53]).ديوان دعبل 141 ـ 146، دار الكتاب اللبناني ـ بيروت.

([54]).ديوان صفي الدين الحلي: 86.

([55]).الغدير، ج 6، ص 59.

([56]).مودة أهل البيت وفضائلهم، ص 79، مركز الرساله.

([57]).نور التقلين، ج 5، ص 285.

([58]).الصواعق المحرقة: 111.

([59]).اصول الكافي، ج 2، ص 74.

([60]).مجمع الزوائد، ج 10، ص 280.

([61]).كنز العمال 1: 43 / 105، الكافي، ج 2، ص 125 ـ 126.

([62]).مسند أحمد 1: 160 والصواعق المحرقة: 123 .

([63]).الطبقات الكبرى / ابن سعد، ج 2، ص 180 ـ 181.

([64]).اصول الكافي، ج 2، ص 391.

([65]).بحار الانوار / المجلسي 25 / 297.

([66]).امالي الطوسي 65 / 1349.

([67]).اعتقادات الصدوق: 97 / 37.

([68]).تصحيح الاعتقاد: 131، فصل في الغلو والتفويض.

([69]).اصل الشيعة واصولها / كاشف الغطاء: 173 ـ 177.