جامعات العالم الإسلامي بين الأهداف الإيجابية والتأثيرات السلبية

جامعات العالم الإسلامي  بين الأهداف الإيجابية والتأثيرات السلبية

  

 

جامعات العالم الإسلامي

بين الأهداف الإيجابية والتأثيرات السلبية

 

                                                                              الدكتور عبدالامير سليماني

                                                                           استاذ في الجامعة الاسلامية الحرة

                                                                                 واحد جنوب – طهران

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بالعلم والمعرفة تبنى الحضارات وتتقدم الأمم

ويحل الأمن والسلام

وإذا أردتم هدم أي حضارة فأهدموا الأسرة

والتعليم

والاقتصاد

واسقطوا القدوة

 

المقدمة:

حينما اردت أن أختار الموضوع المناسب لمؤتمر الوحدة الإسلامية بدورته التاسعة والعشرين والذي سينعقد في عاصمة الجمهورية الاسلامية في ايران وقع اختياري على موضوع من أهم وأخطر الموضوعات على الأطلاق والذي يعتبر غطاءً للموضوعات الأخرى ألا وهو التعليم العالي الجامعي.

وبأعتباري أستاذ جامعي تجاوزت الثلاثة عقود في التدريس وبمختلف الجامعات وجدت الأمر مسؤولية شرعية وأخلاقية أن اكتب في هذا الموضوع لبيان آثر التعليم الجامعي في بناء أو هدم الحياة الاجتماعية من جهة ومن جهة ثانية مجابهة اعداء الأمة الإسلامية الذين يتربصون بنا الدوائر لأركاع الأمة والسيطرة عليها وسلب خيراتها مستغفلين لها بكل وسائلهم الشيطانية وحيلهم الماكرة منذ أن وطأت أقدامهم أرض المسلمين.. أضف لذلك دسائس الصهيونية وحماتها الغربيين والمؤسسين لها من أبناء انكلوسكسون والمدافعين عنها.. ويجب أن لا ينسى المسلم أعمال الغزاة الغربيين لبلادنا وما أوجدوا فيها من فتن ومصائب وخراب بشعاراتهم الكاذبة في رفع الظلم عن كاهل هذا الإنسان في الشرق ، بعد أن نهبوا كل حضارة الشرق.

والجامعة هي المصنع الذي يخرج عمال المعرفة وقادة البلاد لذا يجب أن يكون هذا المصنع بالمستوى الذي يمكنه من صناعة هؤلاء القادة ، وتكون مناهجه هي الوقود الذي يسير هذا القائد أو ذاك مبنية على أسس علمية وأسلامية واقعية وليس مستوردة من أعداء الإسلامية أو بنية على أساس طائفي بغيض يعمل السياسة له جافزاً ويجتر ما خلقه الحمقى من عصبيات وما طبقه الظلمة والطواغيت من أجل الكرسي والسياسة والحكم.

لذا وضعت لبنات هذا الموضوعغ كبداية تحتاج الى دراسات وافية نظرية وعملية تتحدى الواقع المعاش والهجمات العدوانية التي اخترعها أعداء الأمة وساعدهم فيها أصحاب الفكر المنحرف من الوهابية ومالكي الدولار النفطي المهتزة عروشهم من أجل التشبث بمسمار صغير يثبت الكرسي هذا حتى ولو لفترة قليلة، فخرجت القاعدة وتلتها طالبان وداعش والنصرة وجند الشيطان وغيرهم ممن يحاربون الاسلام بأسم الإسلام كما لاحظنا ذلك في تاريخنا على طول خمسة عشر قرناً منذ وفاة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) او سبب ذلك وعامله هم اليهود والصهيونية العالمية التي ما فتئت تعادي الإسلام منذ بزوغه وحتى الآن.

لقد وضعت كما أشرت سابقاً لبنات الموضوع الكبير هذا كتشجيع للمحققين والباحثين في الخوض فيه على مجموعة مباحث تبدأ بـ:

ـ تاريخ الجامعات في العالم الإسلامي.

ـ أهداف الجامعة.

ـ الحاجة للجامعة.

ـ علاقة الجامعة بالتنمية والتكوين الحضاري.

ـ دور الجامعات في أحلال السلام والعلاقات الإيجابية.

ـ والخلاصة.

أرجو سبحانه أن يحفظ المسلمين من كيد اعدائهم في الداخل وهم أشد ضراوة لأنهم المنافقون وفي الخارج وهم المتربصون بالمسلمين شرا وأسأله تعالى النصر للإسلام وأهله ويحفظ حماته وينصر جمهورية إيران الإسلامية أنه مجيب.

                                                               دكتر عبدالأمير سليماني

                              استاذ جامعي – جامعة آزاد الاسلامية الحرة – واحد جنوب

 

المبحث الأول: تاريخ الجامعات في العالم الإسلامي

لو رجعنا إلى الوراء حيث العالم الأروبي يعيش الظلمة والظلام في المسار العلمي والثقافي ولم يرث إلاّ الحروب الطاحنة التي بدأت منذ القرن الرابع عشر الميلادي وحتى الثورة الصناعية، كان العالم الإسلامي ينتج العلم المفيد وينشره للعالم أجمع لا يفرق بين بني الانسان. وكتابه القائل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).

وكانت أول جامعة اسلامية فتحت على وجه الأرض حينما كان لا يوجد أحد يفكر بذلك. هي «جامعة الامام الصادق (عليه السلام)» في المدينة التي كانت أول جامعة تخصصية يدرس الطالب فيها حسب الاختصاص بعد ما سعت العلوم وتعددت الفنون. فخرجت الاستاذة العظام الذين خلدهم الزمن والى يومنا هذا.. كجابر بن حيان وهشام بن الحكم وأبي بصير وزرارة أمثالهم هذه الجامعة لم تكن في كنف دولة ترعاها لأن الدلة وساستها آنذاك لا تفهم إلاّ السلطة والسيادة والأمرة كما رأينا في كلمة معاوية بن أبي سفيان سارق الخلافة الراشدة حينما دخل الكوفة وخطب في أهلها بعد صلح الامام المجتبى الحسن بن علي سبط الرسول وريحانته (عليه السلام) قال معاوية «إني ما قاتلتكم لتصلوا أو لتصوموا وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم»  هذا مجرى السلطة الأموية وكذلك العباسية التي كانت مشغولة في توسعة الأرض وجني الجواري والغيد.

 الجامعة التي نتكلم عنها انشأها الأمام المشهور عالم زمانه الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي وضع بذرتها والده الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام). وكان الامام الصادق امام زمانه وعالم عصره، فقد ذكر أحد تلامذته الامام مالك ابن أنس (ت 179هــ) حيث درس الحديث عند الامام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) حيث يقول قولته المشهورة  «ما رأت عين أفضل من جعفر بن محمد الصادق»([1]).لأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهم قادة المسلمين والبشرية جمعاء يعلمون أن المجال العلمي والثقافي والتعليمي هو العامل الأكبر في تقدم الأمة سياسياً وحضارياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً. وبغير ذلك تنحرف الأمة عن المسار الصحيح وينمو الظلم والتأخر وتسود الفوضى والاضطراب.. كيف لا والامام الصادق كان أستاذاً لأئمة عصره كالامام النعمان بن ثابت بن زيطه «أبو حنيفة» صاحب الكلمة المشهورة «لولا السنتان» التي حضرها في درس الامام الصادق (ع) لهلك النعمان»  أما صاحب كتاب «الملل والنحل» الشهرستاني يقول «كان أبو عبدالله الصادق ذا علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة وزهد فيا لدنيا وورع تام عن الشهوات».

ولذلك حينما كانت الجامعة هذه تنشر العلم والكثير متجه الى المنبع الصافي الذي يبين الحقائق الدينية والنهج الاسلامي الصحيح فجمدت في عصره الحركات المناوئة للدين والاخلاق والانسانية كتيار الزندقة ووضاع الحديث والدهريين والمغاليين.. فكان (عليه السلام) نِعمّ الهادي الأمين.. لقد ثبت الامام (عليه السلام) الهوية الإسلامية الصحيحة حيث عمل (عليه السلام) على:

1 – إيجاد قاعدة علمية وثقافية واجتماعية تنبع من القرآن الكريم.

2- عمل على ايجاد حرية الفكر الضائعة والعمل بالحوار والدليل العلمي الدامغ .

3- أوجد استقرار وخط عام للثقافة المضطربة آنذاك طبقا لتعاليم القرآن الكريم في علاجه مختلف مشاكل المجتمع .

4- لم يكن الامام الصادق (عليه السلام) متوجهاً توجهاً  كاملاً للسياسة رغم دعوته من قبل أصحاب الثورة ضد بني أمية ورفعهم شعار «الرضا لآل محمد(ص)» من قبل أبو مسلم الخراساني.

وحتى لا نستغرق في عمق هذا الأمر نريد الاشارة والتأكيد على أن الاسلام هو رائد الحضارة والتربية وقام أئمة الاسلام بفتح أول جامعة في الكوفة ثم في المدينة المنورة على يد المعصومين . ثم في التأريخ الاسلامي وجدنا أن الجامعات الاسلامية الواقعية التي أُسست في العالم الإسلامي والتي لا تزال حية قائمة حتى اليوم هم المعصومون من أئمة أهل البيت عليهم أو طلبتهم حيث تأسست الجامعة الاسلامية الكبرى في القاهرة على يد الدولة الفاطمية وهي لا تزال قائمة حتى اليوم، كذلك أنشأت المدرستان الاسلاميتان في شمال أفريقيا على يد دولة الأدارسة التي اسسها وحكمها أولاد الامام الحسن المثنى العلويون وهي مدرسة القرويين في فاس في المغرب. والمدرسة الزيتونة في تونس، وكذلك مدرسة النجف الاشرف في العراق على يد طالب مدرسة أهل البيت(عليه السلام) الشيخ الطوسي رحمه الله في القرن الخامس الهجري([2]). وكذلك أخيراً مدرسة قم في ايران.. هذه المدارس انتجت الثقافة الاسلامية القرآنية التوحيدية، عكس مدرسة السلاجقة في القرن الخامس الهجري والتي ماتت في وقتها التي كانت تدرس فكر ابن بني أمية الذي أنتج حكام هذا العصر في اطاعة الحاكم الجائر باعتباره ولياً للأمر براً كان أو فاجراً والتي أحياها الوهابيون في فكرهم التكفيري المنحرف والذي يغزو العالم اليوم تسانده وتدعمه بل وتوجهه الأمبريالية الامريكية والصهيونية العالمية لتحطيم ما بقي عامراً من بلاد المسلمين.

ولا غرابة إن العالم الإسلامي أول من أبتكر الوجود العلمي الجامعي والتدريس والتربية والمختبرات وعلوم الرياضيات والجبر والكيمياء والفيزياء والطب والتشريح والفضاء والفلك والآداب وعلم الكلام وعلوم الأديان والعقيدة وعلوم الاجتماع والاقتصاد وعلم اللغات والمعاجم وعلى رأسها علوم التربية وعلوم النفس.

لم يقف العالم الإسلامي عند هذاالحد الذي كان قبل الاسلام حاضرة الحضارة في سومر وبابل وأكد وأشور والكلدان قبل الميلاد بــ(عشرة آلاف سنة) في العراق وهي الحضارة الأولى في الكون التي علمت العالم الكتابة والزراعة. وأول من شرع القوانين حين نقرأها في مسلة حمورابي التي نجدها في أكبر متاحف العالم. هذه الحضارة التي كانت تسمى بــ(حضارة وادي الرافدين) وكذلك حضارة وادي النيل في مصر والتي ترجع الى ستة آلاف سنة قبل الميلاد وحضارة جنوب سلسلة جبال آىسيا في وادي السند والصين ويرجع قدمها إلى الفي سنة قبل الميلاد أما أوربا فليس لها إلا حضارة اليونان التي هي أقرب الى غرب آسيا من أوربا وكانت تصل في حضارة الرومان في سوريا ولبنان.. إن هذه الحضارات لا تزال آثارها شاخصة الى يومنا هذا.

وحضارة الاسلام التي ثبتت بالكتابة والكتب هي التي علمت العالم في بغداد والقاهرة وسمرقند وبخارى ودمشق وقرطبة والأندلس وشمال أفريقيا في بلاد الأدارسة والدولة الخوارزمية ودول الامارات الاسماعيلية في ألموت في قزوين في ايران التي قضى عليها المغول في الربع  الأول من القرن الثالث عشر الميلادي.

ومن الأندلس وشمال افريقيا أخذت اوربا العلوم وبدأت حركة الترجمة بعد أن حيرت الكنيسة الأوربية وأستمرت الترجمة أكثر من قرنين من الزمن، كما أن العالم الإسلامي أصابه بعض الفتور حينما نهضت أوربا.. وعندما خيمت الأمبريالية البريطانية وظلمها وخباثتها على بقاع العالم الإسلامي كان الوباء الخطير الذي هدم كل الحضارة الاسلامية على الرغم من بناء جامعات صغيرة هنا وهناك، إذ أن عهد المغول والاتراك منذ غزو جنكيزخان واولاده وحتى ظهور أحد أحفاده وهو هولاكو الذي سقطت على يده بغداد وحضارتها.

الأمر الذي نريد أن نقوله هو أن تاريخ الجامعات في العالم الإسلامي وأن كانت متواضعة لكنها لم تكن وفق التخطيط الاسلامي. بل هي مخطط لها في بلاد الغرب.. سواء.

ـ في التربية والآداب.. كيف تقتنى الموضوعات.

ـ أو في العلوم البحتة... كيف يعمل على تدريسها.

ـ أو في الدراسات الدينية أيضاً كان للاستعمار تدخل سافر فيها وإلا كيف نمت الوهابية انطلاقا من نجد «قرن الشيطان كما قيل عنها» وبدعم المال النفطي لتغزوا العالم.

لذا نجد اليوم إن الجامعات في العالم الإسلامي تقع تحت طائلة السياسة الاستكبارية والسياسة الاستبدادية القائمة على ظلم الطواغيت وهي التي تحرك السياسة وفقاً لمصالحها وعشقها الكرسي المهتز.

 

المبحث الثاني: اهداف الجامعة الحية

من الطبيعي لأي جامعة أن تثبت كل ايجابية في مشروع تأسيس الجامعة، في نشر وتطور العلم وتضع نظاماً داخلياً للجامعة يحدد أهدافها وأعمالها وشؤونها الادارية والمالية ونظامها العلمي والتربوي وتصدر ذلك في كراريس خاصة.

حينما نريد أن نتعرف على أهداف الجامعات علينا أ، نعرف كيف تأسست الجامعة. تأسيس الجامعات هو لبلورة العلوم وتصنيفها في أقسامها من أجل نميتها وتوسعها ومعرفة تفاصيلها فعلم الطب كان علماً واحداً يسمى علوم الطبابة، والطبيب هو الذي يمارس كل أنواع الطب، من تطبيب المعدة وأمراضها والقلب والرئتين والكليتين والمجاري والدماغ وحتى الكسور والعظام والأعصاب، والعيون وغيرها. حيث كان بسيطاً جداً لكن حينما بدأت الاكتشافات بدأ التصنيف والتخصص ثم أخذ المرض الذي كان ضمن دائرة واحدة أصبح يفترق على شكل خطوط تلتقي في نقطة واحدة ثم تفترق حتى ينعدم اللقاء فيما بينها. فكيف بالعلوم المتنوعة التي تبتعد في الأصل فلا ربط بينها، إذ بين الهندسة الكهربائية وعلم التصحر. وعلم الزراعة وعلم طب العيون ــ والاقتصاد وعلم طبقات الأرض.. لكنها في الاصل تلتقي بالهدف الأول والرئيس العقيدة وعلم الأخلاق والسلام والإنسانية وقوانيهنا وضوابطها بل إنّ هذا المفهوم هو الاساس سواء ما جاءت به الأديان السماوية كالاسلام الذي يؤكد على تزكية النفس والروح كما ورد في آيات كثيرة كقوله جلت قدرته (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة/2) فقدم التزكية على العلم.. بل كان الأخلاق شرط لقبول الطلبة في المعاهد، وكانت مقررات خاصة بدراسة الأخلاق النظرية والأخلاق العلمية.

وحينما نرجع الى قوانين الجامعات والمعاهد العلمية نجد أن كل قوانينها تبعد عما يثير الفتنة ويبعث الحقد والحسد والأنانية والعداوة. والابتعاد.

 

نظرة سريعة على النظام الداخلي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي

ولعلنا في مراجعة لنظام اتحاد جامعات العالم الإسلامي مراجعة سريعة لبعض مواده وانظمته، وإن كان حبراً على ورق هو ميت بكل معنى الكلمة، لكن للأطلاع على أهداف الجامعات والمعاهد العلمية حسب ما جاء في هذا النظام.

فقد جاء في لائحة الاتحاد.

ــ رفع مستوى البحوث العلمية في المجالات كافة وتبادل نتائجها وربطها بالمتطلبات التنموية والحضارية للأمة الاسلامية.

ــ رفع مستوى التعليم العالي وتطويره أستجابه لاحتياجات المجتمعات الاسلامية والاستفادة من المستجدات العلمية والتكنولوجية في اطار الثوابت الحضارية للامة الاسلامية.

ــ تقوية التعاون بما يعزز تبادل التجارب والدراسات والبرامج والزيارات في مجال التربية والعلوم والثقافة والتكنولوجيا.

ــ تشجيع تدريس لغة القرآن الكريم والثقافة الاسلامية بين الجامعات الاعضاء.

ــ دعم جهود مؤسسات التعليم العالي لمعالجة قضايا العصر وترسيخ قيم التفاهم والتعايش والسلام بين الشعوب الاسلامية والعالم أجمع.

ــ الارتقاء بالقدرات البشرية والمعرفية للجامعات الأعضاء.

ــ العناية بالتراث الاسلامي، تعريفا ورجمة وتحقيقاً وابراز إسهام علمائه في البناء الحضاري الإنساني.

وبأختصار إن عمل أتحاد الجامعات يؤكد على.

1- تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

2- مواجهة التحديات والمشاكل والحلول لها.

3- النهوض بالمجتمع وتلبية حاجاته الروحية والمادية.

4- اعلاء القيم الثقافية والحضارية والإنسانية.

5- الارتقاء بقدرات الأفراد في الأبداع والأبتكار .

6- العمل على زيادة المعرفة وانتاجها.

ولكن هذه الأهداف التي أقرت منذ تأسيس الاتحاد([3]) في المؤتمر التأسيسي لأتحاد جامعات العالم الإسلامي في أطار المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» في الأول من كانون الثاني عام 1987م.

الواقع يعيش العالم الإسلامي فقط شعارات تكرر وليس لها واقع عملي فلو أخذنا فقرة من الفقرات وهي «دعم جهود مؤسسات التعليم العالي لمعالجة قضايا العصر وترسيخ قيم التفاهم والتعايش والسلام بين الشعوب الاسلامية والعالم أجمع.

لكن الحقيقة غير ذلك لم نسمع عن نشاط لهذا الاتحاد كل أرتباطه في الفكر الوهابي الضال المضل ولم ينتج إلاّ حياة القتل والعنف والارهاب ولم يخرج إلاّ القاعدة وأخواتها. وهذا في الحقيقة كارثة انسانية كبرى نعمل على أطفائها.

من المؤسف إن هذه الاتحادات المنظمات محكومة بمن أسسها ومن عمل على تأسيسها من أجل أشغال الناس والشعوب وتمرير المؤامرات الخطط التي يبتغيها المستعمر الاكفر في تحطيم الشعوب وهدم عقائدهم ومنع تقدمهم ونشر الفساد والرذيلة فيهم، ولو أحصينا المنظمات على اختلاف اختصاصاتها لما وجدنا فيها منظمة واحدة تعمل لشعارها قط. والأمثلة كثيرة من جامعة الدول العربية التي تحارب العرب وتقف مع الصهاينة ولم تحل مسألة احدة أبدا. الى منظمة الأوبك الى منظمة التعاون الاسلامي حيث ينتهك للاسلام وتنتهك حرماته وهم يشغلون الناس بالمؤتمرات. الى منظمة عدم الانحياز وكلها منحازة.

ولهذا بقيت الجامعات للقدر وأوامر الحاكمين، تخضع لكل ما تريده امريكا. ولا أغرب من تدخل أمريكا في أعطاء الأوامر لتغيير الكثير من المناهج الدراسية وحذف ما يدخل في ضرر الصهاينة في اسرائيل إن علماء الدين معنيوين بالحفاظ على الجامعة التي تعتبر المركز الاشعاعي الفكري عليه يجب أن: يلتزم بالاسلام الأصيل.

 

المبحث الثالث: الحاجة التامة للجامعة

لا حاجة للخوض في أهمية الحاجة إلى الجامعة ضرورتها في المجتمع وأنها الكوة والمشكاة التي ينبعث منها النور وتنشر الحياة، لأن الجامعة ما يتشكل منها هو المحرك والداينمو الذي يشحن الحياة الاجتماعية أنا أنقل ما جاء في كتاب «شذرات خمينية» حيث قال «كان للجامعيين وأساتذة الجامعات دوراً  كبيراً ومؤثراً خلال فترة النضال وأحداث الثورة الدستورية»([4])، حيث كان الطلاب في الاتحاد الاسلامي على ارتباط بالامام منذ سنة 1342 هــ. ش الموافق لعام 1963م والتقوا الامام في قم في 19/2/1342 هــ .ش وأستمرت هذه اللقاءات حتى فترة أقامة الامام في باريس، وكما تشير وثائق السافاك «الأمن السري للشاه» على حضور الطلاب الغفير في باريس([5]). كذلك طلاب الحوزة العلمية في مختلف المدن الايرانية وخصوصاً في قم([6]). كانوا يقفون ضد سياسة فصل الدين عن السياسة، حيث يرى الامام الراحل السيد الخميني أن هناك أرتباط عميق بين الدين والسياسة([7]).

وحتى الا نذهب بعيداً نذكر هنا آراء العلامة الراحل الشيخ محمدرضا كني في حديثه عن الجامعة وضرورتها في موضوع تحت عنوان «وثيقة الرؤية المستقبلية لجامعة الأمام الصادق (عليه السلام)» حيث يذكر: أن الجامعة مؤسسة معنية بأنتاج العلم وتطويره وإعداد النخب العلمية على اساس المبادئ الاسلامية وتعاليمه وفق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في شتى العلوم والمهارات ثم في محل آخر يقولأ: إن الجامعة النموذجية في المرجعية العلمية، هي جامعة متفوقة في المجالات التخصصية بحيث أن منجزاتها تحظى بأكبر تأثير وأكثر شمولية للمستفيدين منها. ([8]).

إن الجامعة الاسلامية مرجعٌ للمعاهد العالية.

وفي وثيقة الأهداف الرئيسية للجامعة حسب أولوياتها إذ لابد من أن يخضع لمضمون التخطيط الدراس لنظام التعليم العالي، وبالتالي ادارة المجتمع الاسلامي في إيران.

كما يضيف؛  الهدف الرئيس في إعداد الموارد البشرية، إعداد النخب العلمية الملتزمة بالأسلام التي تساعد على أعداد الخريجيين بمواصفات ليكونوا:

1 – قادة فكريون للمجتمع.

2- التمتع بكفاءات باللغة في مختلف الماصب المنشودة ويصبحوا مبعث التطورات المبدئية (المبنية على المبدأ والعقيدة) في أدارة المجتمع الاسلامي.. الذي هو بحاجة لهذه الكوادر العلمية.

ثم يضيف المنشور الذي قرأته في الحاسوب. إن الهدف الرئيس يف مجال النموذج الجامعي... تصميم وتطبيق وتوسيع هذا النموذج الحديث للجامعة الاسلامية التي تتميز به هو:

آ – العلاقة الوثيقة بالحوزات العلمية الاسلامية.

ب – إن تمثل المراكز الأولى كمرجع علمي بجانب سائر الجامعات ذات رتبة ومرجعية في البلاد. ونموذج سائر للمؤسسات والمعاهد التعليمية([9]).

كما تجد هذه المبادئ أو بعضها أو مشابهة لها في كتابات العلماء والأساتذة القدامى وحتى بعض المعاصرين الذين الفوا الكثير من الكتب من أجل أبراز الثقاف القرآنية والاسلامية التي تحتويعها الكنوز النصية في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وحملة هذه النصوص القرآنية والحديثية، حينما نقرأ أحاديث وخطب نهج البلاغة التي هي عبارة عن ثقافة قرآنية شروحية تضع الإنسان على جادة الصواب وتدله طريقه في الحياة الدنيامن أجل أعمار الأرض، كيف نتذوق هذه النصوص التي يعبرُ عنها الثقل المعادل للقرآن من أهل البيت عليهم في رسائهلم وخطبهم وأدعيتهم تجعل الإنسان يتلذذ في انسانيته ويشعر بعظمة خلقه وعظمة خالقه الذي أراد له حياة الكمال الخالية من المنغصات والأكاذيب ودسائس أعداء الله من الداعيشين الذين صاغتهم ايدي الصهيونية والأمبريالية العالمية والصليبية الصهيونية الجديدة التي أبتدعت طريقاً جديداً لمحاربة الدين بنفس الدين والعمل على هدم الدين والمجتمع والحضارة والأرث الثقافي تحت راية لا إله إلاّ الله محمدٌ رسول الله.. وهي من أخطر البدع التي طرحت على ساحة المجتمع بعد طرح فرق تسد الانجليزية ولم تنجح هذه الاطروحة بدون دعم ومساعدة الأشرار والحاكمين في بلاد المسلمين الذين سخروا أموال النفط لهذه المهمة في أجتثاث العالم الإسلامي بكله.. لولا وقوف المخلصين العقائدين من العلماء والمجاهدين مثل حركة حزب الله اللبنانية التي فاجأت العالم بدفاعها المستميت عن الدين وأهله وعن الأوطان وأهلها.

لماذا لا تقوم الجامعات بدراسة النصوص القرآنية طبق وحدتها الهندسية الرائعة التي أرادها الله سبحانه كما شاهدت في أحد الكتب حول النص القرآني في كتاب «بنية النص القرآني» وهو كتاب حول دراسة موازنة بين البنى التحتية العقائدية واللغوية الفنية»([10]) وهي دراسة واعية حية.

إن العلماء الذين عاشوا كانت الغالبية العظمى من هؤلاء يؤكدون على تزكية النفس وبث روح السلام والمحبة والتقارب بين المسلمين ونبذ الخلافات والشقاق الذي لا أساس له في شريعة المسلمين على الأطلاق لأن الخلاف يُرد الى الله والرسول حين يظهر . لقد شاهدت في مؤلفات الكثير من هؤلاء العلماء من المعاصرين والقداما ما عدا شيوخ الوهابية المارقة الذين يبثون الفرقة والنزاعات العداوات والفتن والتفكير بين أبناء الأمة خدمة للأمبريالية العالمية. وهي نتيجة الوضاعين في الحديث الذين جلبهم معاوية بن أبي سفيان لوضع أحاديث ترفع من شأن بني أمية وتقلل من القدوة المتمثلة في أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

لعل الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي([11]). على الرغم من علمه وأطلاعه الوافر لكنه لكثرة المشاركات والارتباطات ورغم ما عرف عنه من حياديته نجد هناك الكثير من المظالم في الموسوعات المعروفة التي يشترك في عضويتها كالموسوعة الفقهية التي تزور ببصرها عن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام). والسبب ماذا والسؤال لماذا ؟؟ لا أدري!! ولكن الحقيقة لا تخفى أن هناك أيدٍ من وراء الحجب تسيير الأمور كالتي تحرف التأريخ والتي تنتج أفلاماً محرفة للحقيقة. فهذا الرجل المرحوم حينما نتابع لبعض تصريحاته وأقواله تجد فيها بعض الأنصاف لكن ما شارك فيه الكتابة يضع القارئ أمام العجب. أنا ضربتُ بالدكتور الزحيلي مثالاً. فهناك من هدد وأنقلب على عقبيه. حينما كان يوسف القرضاوي يأتي الى ايران ويمدح ويشارك ويحترم لكته بين عشية وضحاها أنقلب كالوحش الكاسر ليمارس الكذب التزوير وأصبح وكأنه لم يقل في الأمس شيئاً. وهذه الكارثة الكبرى بعدم وجود الثبات والاعتماد على البعض يتلقبون.

المشكلة أن الامبريالية أصبحت هي السيد بفضل عملائها من أصحاب الكراسي الثابتة.

وهنا لابد من الرجوع الى الحقيقة المطلوبة بالسؤال التالي:

أين الأهداف الإيجابية من تأسيس الجامعات؟

ماهي المناهج التي تدرس وتوضع والغاية من وضعها؟

مدى الالتزام بهذه المناهج؟

مدى الفساد العام الشامل بالانحراف عن مبادئ وأهداف الجامعة؟

كيف لو وظفت الجامعات لأغراض العدوان والانحراف؟

ماذا لو أصبحت الجامعات أدوات بيد الظلمة وتحرم على الطيبين أن يتدخلوا وتُسد وتكمم الأفواه بل وتحارب لأمر أ لآخر. أين علماء الدين الذين يحسون بمسؤوليتهم.

لِمَ لا تقطع ألسنة المنادين بالتفرقة ورمي التهم الكاذبة هنا وهناك وليس لها سوى تفتيت الأمة وتقسيمها وسحقها حينما يقفون في الفضائيات ينادون بأعلى أصواتهم يحذرون من هذا المذهب أو ذاك، ويألبون هذا المذهب على الآخر وكله في نفع اسرائيل وقتل لطاقات الأمة!!!

إن أموال الشعوب بيد الظلمة ينشأوون بها هذها لجامعات أو تلك جامعات تبث الفكر الوهابي التكفيري المشوه لصورة للإسلام المشرقة أو تحسن صورة الغرب الوحشية وتظهر الصهيونية.

الجامعة حاجة ضرورية ملحة.. تصنع الأجيال حسب طبيعتها وهيكلها ومنهجها وجديتها. وكلما كان هذا المصنع تحققاً الشروط كلما كان مصنعاً منتجاً أنتاجاً عالياً بناءً مفيداً. والعكس صحيح.

ولهذا فيمكن تقسيم إلى الجامعات الى جامعات مستقلة بأستقلال العلم والتقدم وهي الرسالة التي تقع على عاتق الجامعات السليمة ذات الأهداف الانسانية، والحكومة مسؤولة عن ذلك وهذه الجامعات عادة ما تكون ثابتة ومسقتلة.

وجامعة تابعة يسيرها الجهاز الرسمي للدولة وتتحرك وفق رغبات النظام. وهي الجامعات المفتعلة والمنحرفة، وطبيعة هذه الجامعات التقلب وعدم الاستقررا وهي تشمل الدراسات الاكاديمية والدينية على حد سواء وبالتالي فهي عنصر هدم وضياع في المجتمع.

 

المبحث الرابع : علاقة الجامعة بالتنمية والتكوين الحضاري

إن أجمل ما سمعت وقرآت في هذا المجال القول القائل: إذا أردت أن تهدم حضارة فيمكنك في ثلاث وسائل:

1 – أن تقوم بهدم الأسرة.

2- أن تهدم التعليم.

3- أسقاط القدوة.

وهي حقيقة لا محيص عنها ولعلي أضيف إليها فقرة هدم التعليم بمراحلة المتعددة وأنواعه المختلفة. وأضيف نقطه رابعة هي أعمل لقتل الأقتصاد وتجويع الناس كي يزهدوا بالعلم والمعرفة والأخلاق والمحبة والسلام.

فحينما تنهدم الاسرة ويغيب دور المربي فيها وتهتك حرماته أماً كان وأباً.. ويغيب دور الأم ودور الأب تصبح الأسرة ومفككة متعددة الأهداف مسلوبة الإرادة والوحدة مضطربة الهدف تحب الدعة وتنشغل بالمشاكل. فحينئذ سلبت من المجتمع اعظم ركن لتقدمه وبنائه. سلبت العنصر المزود والمنتج للمجتمع بالطابوق الجيد للبناء.

وأما هدم التعليم بأدواره المختلفة فأنك هدمت العنصر المهم والعنصر الفعال الذي يوجه الحياة حلوة كانت أو (مرة).. حينما تهدم التعليم تهدم العلم وبالتالي لا تكون له أهمية ولا اعتبار ويصبح آلة زائدة وترفية ويصبح العالم كبقية الناس، همهم المعاش وهي الطاحة الكبرى التي تقفل ابواب التقدم والأستقرار وتفتح طريق الدمار والفوضى ويستغلها العدو لبث السموم وحرف الشباب وتكثر العادات السيئة والهوايات المخجلة ويضيع المجتمع وتضيع المسؤولية.

أما القدوة والمتمثلة بالقادة والعلماء والأدباء إذا ما أسقطهم مجتمعهم وسخر منهم وطعن فيهم شكك في أعمالهم وأنتاجهم وآرائهم وهبط شأنهم فأن الناس تهجرهم ولا تقترب منهم ولا تقتدي بهم لا تسمع كلاسهم ويصبح المجتمع مجتمعاً ميتاً.

وكذلك العامل الاقتصادي فأنه الضرورة المهمة لكل بناء مجتمع ينبغي إيجاد رفاه اقتصادي وتأمين غذائي حتى يتوجه الناس للعلم والمعرفة ويحترم العلم وتناقش الآراء بشفافية وعقلائية وعلمية بعيدة عن التعصب والتحيز.

ومن هذا نلاحظ مدى ارتباط العلم بالحضارة والثقافة . فالعلم رائد الثقافة الحية الفعالة.. والعلم هو الحياة، فلا أمة حية بلا علم حي.

لذا نجد أن أعداء الأمة ينشرون ثقافة الخرافة وثقافة الاكراه وثقافة الموت ويغلفونعها بالدين.. كما حدث في الأمارات قبل أكثر من عشرة سنوات حينما أكل الناس لحم خنزير كتب عليه ذبح أسلامي وهو ما تمارسه داعش الصهيونية الشر التي انكشفت وفضحت اسرائيل حاميتها حيث تنقل جرحى النصرة والقاعدة والمسلحين الآخرين إلى داخل اسرائيل لعلاجهم وكذلك مساعدة المسلحين في المسائل المختلفة الاستخباراتية واللوجستية والثورة ضد سوريا والعراق ومصر .

إن الجامعة هي المؤسسة التي يمكن بها بناء الحضارة والثقافة البناءة. وهي نفسها الوسيعة التي يمكن بها هدم أي حضارة.

 

المبحث الخامس: دور الجامعات في أحلال السلام والعلاقات الايجابية

متى تكون الجامعات أداة لأحلال السلام؟

ومتى تحقق الجامعات العلاقات الإيجابية؟

هذان السؤالان هما الأمران المهمان في تحقيق الاستقرار والسلام وإيجاد العلاقات الايجابية.

فالجامعات تكون أداة للسلام والاستقرار حينما:

1 – اعتماد المبادئ الواقعية القائمة على العقل والتفكير.

2 – أعتماد المناهج الصحيحة البعيدة عن التعصب والجهل والتطرف ، وهو مالا تلزم به بعض الجامعات بسبب تبعيتها للسلطات العميلة للدول الاستعمارية.

3- مراجعة المناهج وتجديد النظر بين مدة وأخرى من أجل أستيعاب الظروف والأحداث والوقائع. بأعتبار التخطيط الوسيلة القابلة لأحتواء كل جديد وكل حاجة مطلوبة.

4- مراجعة الجامعة  لتاريخها ومسيرتها.. كم تخرج من الشخصيات التي يشكل وجودها دعماً جديداً لعملية البناء في النشاطات الاجتماعية العلمية والسياسية والفنية.. كم تشترك الجامعة في عملية البناء والتطور من خلال معيار واضح يبين مدى مشاركة هذه الجامعة أو تلك، إذ ليس المهم. كثرة الجامعات بقدر ماهو الأهم في نوعية الجامعة ومستواها العلمي. ولتكن الشهادة مقياس حقيقي لصاحبها وليس تشريف يحمله المتخرج وهو خاوي البنية العلمية ضحل المعلومات قليل التجربة لا يملكن من الرأي وقوة الأداء شيئاً.

5- الابتعاد عن الخرافات الموهومة والوقوف عن الحق والعقل، والأبتعاد عن سياسة الظلمة المعروفين من أعمالهم وحركاتهم وأساليبهم وعلاقاتهم وتاريخهم ومذكراتهم وأفعالهم الشريرة.

6- أبعاد أدعياء العلم من خدمة البلاط ووعاظ السلاطين الذين يفسدون ويحاربون الفضيلة وكلما قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا أنما نحن مصلحون ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. والحقيقة هنا هم يشعرون ولكن الباطل أعمى قلوبهم وعيونهم.

7- لابد أن تكون الجامعات حرة مستقلة يكم فيها العالم المبدع ويترك الفاشل المنافق. ويرفع العالم العامل. حينئذ يمكن أن تسير الجامعة نحو السلام والوئام وتحقيق أماني الأنسانية .

8- في الجامعات العلمية القائمة على البحث والنقاش العلمي والدليل الحي العقلي يمكنّ أن يتحقق السلام والأمان وليس بفتاوى والوهابية والقاعدية العابرة من وراء الحدود.

 

الخلاصة ونتيجة البحث

جعل الله الصدق والأخلاص والأمانة سراً من أهم الأسرار في حسن أداء العمل.. واشار الى الكذب وجعله الهادم لكل قواعد الحياة ولعل أظهر مثال في ذلك هي فلسطين الحبيبة منذ تأسيسها وحتى اليوم مارس الحكام العرب شتى أساليب الكذب والخديعة في العمل على تحريرها ورفعوا أنصع الشعارات والأقوال وبمختلف العناوين من القومية العربية والوطنية وغيرها.. ولكونها كانت كاذبة من يومها لم تجن إلاّ الدمار والخيبة وتوسع مساحة الكيان الصهيوني.

وبالمقابل مثال على الصدق والأخلاص والأمانة حيث وجدنا على قلة العدد وضعف العدة والأمكانية لكن قوة العزيمة والتصميم وصدق النية وأخلاص العمل والأمانة وجدنا حزب الله اللبناني بقيادة المقاومة الإسلامية التي تمسكت بأسلامها وأقتدت بقادتها الحقيقين وتأست بطريق أهل البيت (عليهم السلام) وثورة الامام الحسين بن علي (عليه السلام) في التصدي للظلم ومحاربة الفساد رغم كل أعمال الأعداء من الرجعية العربية المقيتة مطية الأمريكان وخادمتهم وأعمال الصهاينة وقوة اسرائيل التي لا تقهر فأنهم بكلمة الله اكبر فتحوا الفتوح وأنتصروا وحرروا أرض لبنان اركعوا اسرائيل بطغيانها وعنجهياتها.. لم تكن اسرائيل قوية ولكن خيانة الحكام المنتمين للعروبة وإلاّ لولا الخيانة لتحررت فلسطين منذ 1948 ولما وجدتا لاسرائيل أثراً. يحضرني الخراب لذي شهدته بيروت الضاحية الجنوبية يف حرب تموز 2006 ودور الناس في أستقبالهم الأمر بكل قناعة وقبول قائلين النصر هو الأول وما بعده لا شيء تحقيق النصر يطغي على كل خسارة وشهادة شهادة.. والعيش بعزة أولى من الذل مها كان الظرف.

لاحظنا ذلك في فلم «فنجان شاي في لبنان» على عدة حلقات ترى فيها الرعب والوحشية الاسرائيلية التي لا  تمت الى أي روح انسانية مطلقا، كانت الكاميرا تتجول في المستشفيات حيث الجرحى والشهداء وفي المجمعات السكنية البعيدة عن كل مظاهر الحرب والجيش، كانوا يدعون للقائد العربي المسلم السيد حسن نصر الله.. حتى الأجانب الذي جاءوا ورأوا الخراب. فقد شاهدت ارلندية تبكي تحمل نصف دراجة هوائية لأحد الأطفال وتصرخ بيبي، بيبي..»

ففي الموضوع الذي تناولته حول الجامعة ، رأينا أن حزب الله المسدد بالله والموفق بقائده المفدى نصر الله لم يكن همه السلاح فقط بل المعرفة والغذاء الروحي والموجه للسلاح فكانت الثقافة الحقيقية على خطى الحسين الشهيد غذاء للشباب فأنتصرت القضية. التي يعمل المجاهدون الفلسطينيون على خطاها وينتصرون ولعلي أقولها للتأريخ أن الثورة الاسلامية الخمينية وراء كل ذلك فهي التي وجهت الأمة لدورها وطريقها ورحم الله الامام الراحل روح الله الخميني الذي كان يهزأ بأمريكا ويسميها بالنمر الورقي ويسخر من أسرائيل ويقول يمكن أن يغرقها المسلمون لو سكب كل واحد عليها سطلاً من الماء. ولابد من أن ترمى في البحر.

إن الموضوع الذي طرحته تعرضت فيه للجامعة وأثرها في المجتمع حيث وضحت في ذلك ما يجب توضيحه من أن الحامعة هي العمود الفقري للمجتمع والتي يجب أن يعتنى بها كجامعة هادفة وليس كجامعة جامعة للطلاب.

وقد بُنيت بداية الجامعات وهي جامعة الامام جعفر بن محمد الصادق ماذا خرجت وجامعات الفاطميين والأدارسة ماذا خرجت ومدرسة السلاجقة ماذا خرجت؟؟!!

كما وضحت مدى العلاقة الوثيقة بين الجامعة والتنمية والتكوين الحضاري.. ودور الجامعة في ايجاد العلاقات الايجابية وأقرار الأمن والسلام في المجتمع.

أنها بداية تستدعي الوقوف عندها والتعمق في بحثها أنها البداية وليست النهاية والله المستعان وهو ولي التوفيق.

 



[1]  - الدكتور ع. سليماني، الدور العلمي والثقافي للإمام جعفر الصادق(ع) طهران 2005م: ص 5.

[2]  - خمس مدارس اسلا مية في الـتأريخ ــ دكتر عبدالامير سليماني .

[3]  - بناء على التوصية الصادق من اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي تأسس اتحاد جامعات العالم الإسلامي في أطار (ايسيسكو) في 1/12/1987م وعقد المؤتمر التأسيس لاتحاد جامعات العالم الإسلامي ومقره الدائم في الادارة العامة للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم الثقافة (ايسيسكو) والاتاحد شخصية اعتبارية مستقلة تتكون من الجامعات في العالم الإسلامي الحكومية والاهلية، ومنظمة الايسيسكو الجهاز الدولي المتخصص في التربية والعلوم والثقافة وامور التعليم تخطيطاً وتنظيراً وتنسيقاً من صميم اختصاصها. ويتألف جهاز الأداري من الامانة العامة ومدتها 3 سنوات قابلة للتجديد يتولاها. نفس المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أيسيسكو) بحكم منصبه. والأمين العام الحاضر هو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري كما يتألف النظام الداخلي من ميثاق اتحاد الجامعات والنظام المالي والنظام الداخلي للمؤتمر. وكذلك المجس التنفيذي.

[4]  - الثورة الدستورية والحركة الدستورية: حركة شعبية قادها العلماء في قبال الحكومة الظالمة في عهد القاجار (الحكومة الملكية آنذاك) وطالبوا بتحكيم الاسلام وجعله أساساً لقانون الدولة، وعقدوا مجلساً ووضعوا أحكاماً دستورية من (50) مادة سميت (الحركة الدستورية).

[5]  - شذرات خمينية، مجموعة مؤلفين، ص 100.

[6]  - المصدر السابق، ص 109.

[7]  -  المصدر السابق، ص 116.

[8]  - العلامة الشيخ محمدر ضا كني ، في 17 ، رجب 1435هــ . ق.

[9]  - نفس الحديث السابق في 17 رجب 1435 هــ . ق للعلامة الراحل كني.

[10]  - دكتر ابتسام السيد عبدالكريم المدني ــ بنية النص القرآني ــ دار الكمة ودار النهضة لبنان – عام 2010م والمؤلفة استاذة في جامعة الكوفة كلية التربية – العراق.

[11]  - وهيبة الزحيلي (1932 – 2015) – 82 سنة سني شافعي يحمل الفكر الصوفي وه استاذ في جامعة دمشق عمل في ليبيا من 72 – 1974 وفي الامارات العربية وفي السودان في الخرطوم وفي السعودية، وهو عضو مجمع البحوث للحضارة الاسلامية في مؤسسة ال البيت(ع) في الاردن عضو المجمع الفقهي الاسلامي في جدة مكة. كما هو رئيس هيئة الرقابة الشرعية لشركة الحضارية المقاصة الاسلامي في البحرين ولندن. وهو عض ي الموسوعة العربية الكبرى فلي دمشق ورئيس مجلس الأفتاء الأعلى هشام ورئيس لجنة الدراسات الشرعية للمؤسسات المالية الاسلامية وأيضاً رئيس تحرير مجلة (نهج الاسلام) التي تصدر من وزارة الاوقاف السورية، كما هو عضو الموسوعة الفقهية في الكويت، وعضو موسوعة الحضارة في الأردن وموسوعة فقه المعاملات الاسلامية في جدة درس في الأزهر الشريف علي يد الشيخ الجليل محمود شلتوت رحمه الله والشيخ العلامة محمد ابو زهرة والشيوخ الأفاضل علي الخفيف والشيخ محمد البنا والشيخ محمد الزفراف والشيخ سلام مدكور فرج السنهوري وعبدالرحمن تاج.