الوحدة الإسلامية وضرورتها الحياتية للمسلمين الإندونيسيين

الوحدة الإسلامية وضرورتها الحياتية للمسلمين الإندونيسيين

الوحدة الإسلامية وضرورتها الحياتية للمسلمين الإندونيسيين

التحديات والآليات[1]

 

بقلم:  الأستاذ الدكتور سوبرمان شكور، الماجستر

الأستاذ فى كلية أصول الدين، جامعة والى سنجو الإسلامية بسمارنج إندونيسيا

نائب الرئيس من الرئاسة المحمدية  جاوى الوسطى إندونيسيا

 

أ‌-        التقديم وتثبيت الأحكام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: بعد ما تناولت دعوة من أحد موظف السفارة الإيرانية بجاكرتا لمشاركة المؤتمر الدولى الثامن والعشرون للوحدة الإسلامية تحت عنوان "الأمة الإسلامية الواحدة: التحديات والآليات"، انا أقدم رجلا لأجيب تلك الدعوة الكريمة، وذلك طبعا بالإذن من سيادة رئيس جامعة والى سنجو الإسلاميه بسمارج جاوى الوسطى إندونيسيا، ومن رئيس الرئاسة المحمدية المركزية الإندونيسية بجاكرتا.

نظرا إلى الموضوع الذى عقده المؤتمر يعنى عن وحدة الأمة الإسلامية، كان الباحث يباليه منصرح الصدر ويرى بأن الموضوع ذو أهمية ماسة لتقربب سائر الأمة الإسلامية المختلفة حسب تيارهم فى المذاهب الإسلامية، فقهية كانت أم اعتقادية.

نظرا إلى ذلك فإن الباحث أيقن بأن كل متعنق الدين الإسلامي بحيث يشهد بوحدانية الله وأيضا يشهد برسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويعترف متيقنا على سائر أركان الإيمان والإسلام سلم فى العاجل والآجل.  يقول سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (الكهف18: 107-108) وكذالك ذكره سبحانه فى سورة أخرى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (فصلتحم السجدة41: 30). أضف إلى ذلك بأن الآية كما عرفنا بيان عن حسن حال المؤمنين،[2]  فى أي مكان كان فى هذه الدنيا وعن أية الصبغة المذهبية من المذاهب الإسلامية مع اتباعهم بالأعمال الصالحة.

 وجميع المذاهب الإسلامية المختلفة ألوان طرق تعبدها ، كما قال سيد محمد أبو زهرة فى كتابه[3] " تاريخ المذاهب الإسلامية" كلها يتفق بأن المصدر الأول لتعبده النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك لأن كل المذهب يتأسس فى جميع أموره الدنيوية ولاسيما أمورهم الأخروية على القرآن والسنة يلزم على متعنقيه أن يبتعدوا من الاختلاف فى الأمور الإسلامية.[4]  فالقرآن هو كلي هذه الشريعة الذى يتضمن كل قواعدها وأصولها، وإن كان لايشتمل على أكثر فروعها، والسنة هي التى فصلت هذه الفروع وأتمت بيان الكثير منها. ووضعت الأعلام ليفى على هذه النصوص ما يجد للناس من أحداث، ولم يكن لأحد أن يفصل الشريعة عن هذين الفصلين، لأنهما عمودها، والمرجع الذى يرجع إليه.

ذلك لأن الشريعة دين يجب اتباعه، وليست قائمة على العقل المجرد، أو التجربة الإنسانية وحدها، انما هي شريعة السماء الخالدة إلى أهل الأرض ما بقيت وما بقى الناس إلى يوم الدين. الدين دائما مرجعه الأول إلى النقل وإن كان الإسلام موافقا فى قضاياه للعقل، حتى يقول أعرابى إنى ما رأيت محمدا يقول فى أمر افعل والعقل يقول لا تفعل، وما رأيت محمدا يقول فى أمر لا تفعل، والعقل يقول افعل. وإذا كان الأصل فى كل دين هو النقل، والشريعة الإسلامية دين، فلابد أن يكون أساسها النقل.[5]   

ويليه أحيطكم علما، بأن الباحث سوف يبحث  عن تفرق المؤمنين فى المذاهب فقهيا كان أم اعتقاديا خصوصا بإندنيسيا معتبرا من شتى المذاهب التى يعتقدها سائر المسلمين فى العالم. لذلك فإن الباحث فى هذه المقالة البسيطة فى حاجة إلى أن يدرس ما هو جديد باستمرار ليساهم سد الثغرات التى يشاهدها فى مجالها، ثم هو فى حاجة إلى أن يكثر من تحقىق النصوص ونشرها ليحصل على مادة جديدة لبحوثه، وما أكثر ما يزال مجهولا من النصوص، وما أكثر ما يزال فى بطون المكتبات من مخطوطات.

والباحث سوف يعتمد فى إعداد البحث على المنهج الاستنباطى عن طريق دراسة كتاب القرآن الكريم والحديث الشريف والسنة النبوية الشريفة وما ورد من أقوال وأفعال الخلفاء الراشدين وتابعيهم وكبار أئمة الفقه الإسلامى للوصول إلى المبادئ والأحكام العامة لأداء تلك الوظيفة من منظور إسلامي.

 

ب‌-                        أسباب الخلاف  بين المذاهب

وجدير بالباحث قبل كل الشئ أن يقوم بتبيين عما سبق، بأن الصحابة كانوا يختلفون فى اجتهادهم وآرائهم، وقد ينتهون بعد المناقشة إلى رأي يستقرون عليه فيكون ذلك إجماعا، وذلك أكثر ما يكون فى المسائل العامة. وقد يستمر اختلافهم وذلك لسببين: الأول، وجود اختلافهم حول النصوص، إما لسبب احتمال النص معنيين، كما اختلفوا فى مدلول لفظ القرء مثل قول تعالى " وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ"[6]، وإما لسبب تعارض ظواهر الآية، كاختلافهم فى عدة الحامل المتوفى عنها زرجها، مثل قول تعالى: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ،[7] والآية: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.[8] فالآية الأولى بعموم لفظها يستفاد منها أنها تشمل الحامل المتوفى عنها زوجها، والمطلقة، والآية الثانية يستفاد من عموم نصها أنها تشمل المتوفى عنها زوجها سواء أكانت حاملا أم كانت غير حامل. فكانت الحامل المتوفى عنها زوجها يتعاورها نصان يبدو التعارض بينهما، ولذلك اختلف الصحابة.

والآخر، اختلاف حول النص، إما لسبب اختلاف فى الرأي، فإنه باب واسع، ولكل مجتهد نظره واتجاه فكره، وقد يرى ما يرى الآخر ويظهر أن كثرة الاختلاف كان منشؤها ذلك، مثل اختلافهم فى ميراث الجد، أبى الأب مع الأخوة والأخوات الأشقاء.[9]

 

ج‌- تاريخ دخول الإسلام إلى إندونيسيا

مرت إندونيسيا فى تاريخها الإسلامى بمراحل ثلاث: المرحلة الأولى: منذ دخول الإسلام حوالى 1400 م إلى عصر الاستعمار الهولندى. المرحلة الثانية: عصر الاستعمار الهولندى 1596- 1941 م. المرحلة الثالثة: عصر الاستقلال منذ سنة 1945 إلى اليوم.[10]

دخل الإسلام إندونيسيا عن طريق الهنود والعرب الذين قدموا إلى البلاد للتجارة وحلوا معهم الإسلام واللغة العربية. فقد وفد المسلمون على سومطرة فى القرن السادس الهجرى  (12 م)  وهبطوا جاوه فى القرن التاسع الهجرى (15م). جاءوا من الهندى أولا ثم تتابع سيلهم من حضرمووت والبلاد العربية بعد القرن العاشر الهجري (16 م). قد نشر الحضارمة فى إندونيسيا التى تمثل سلسلة من الجزر الهندية الشرقية تمتد إلى سيلان واليابان والصين وأهمها جزيرتان هما: جاوه وسومطره وكان الإندونيسيون الأقدمون وثنيين. ثم جاءت بعد ذلك البرهمية والبوذية، وذلك فى القرن التاسع الميلادى مع العلامة بوجود بناء المعبد البوذى الفخير بوروبودور  (Borobudur) ثم بعد أن مر قرن واحد عقب ذلك بنى معبد آخر للديانة الهندوقية المسمى ببرمبانان[11]  (Prambanan).   فانتشرتا بينهم وبعدهما جاء الإسلام.  وقد دخل الإندونيسيون فى الإسلام سراعا واعتنقوه بأعداد هائلة حتى لم يبق على البرهمية والبوذية فى الجزر الألف إلا أقلية ضئيلة معظمهم يوجدون فى جزيرة بالى. وقد تم اعتناق الإسلام فى إندونيسيا بطرقة سليمة وبسرعة منقطعة النظير، إذا أقبل الناس عليه ووجدوا فى سماحة تعاليمه ما أنقذهم من الاضطراب النفسى الذي كان يسيطر عليهم نتيجة العقائد المتضاربة فدخلوا فى دين الله أفواجا وما هي إلا فترة قصيرة حتى اكتسح الإسلام جميع الأديان الأخرى التى كانت منتشرة هناك، وسطع نور الإسلام فى أرجاء الأرخبيل من أقصاه إلى أقصاه. بدأ الإسلام فى جاوه ثم امتد منها إلى سومطرة ثم إلى الجزيرة وحملها التجار العرب والهنود المسلمون الذين كانوا يتحركون بهمة فائقة عبر الموانى بين الهند والصين.

ويرى المؤرخون أن الفضل فى ترسيخ أقدام الإسلام وتوطيد أركانه فى كل من الملايو وأندونيسا إنما يرجع إلى دخول "ملقا" فى الإسلام واطراد قوتها فى شبه جزيرة الملايو بحسبان أنها مركز تجارة التوابل فى الشرق. وما لبث حكامها أن دخلوا فى الإسلام فى القرن التاسع الهجرى (15 م) وشجعوا إقامة علاقات ودية مع أهل جاوه فأدى هذ العمل إلى دخول هؤلاء فى الإسلام ومضى مسلمو ملقا يعملون للدعوة الإسلامية فى شبه جزيرة الملايو وعلى محاذاة ساحل جزيرة سومطره.

وأبرز  الدعات فى جاوه تسعة يعرفون بالأولياء فى مقدمتهم مولانا الملك إبراهيم أول من دعا إلى الإسلام فى إىدونيسيا وهو مغرب الأصل. وعندما فتح البرتغاليون ملقا (917ه – 1911م) كان الإسلام قد استفر واتسع فى مختلف أرجاء الملايو وجزر أندونيسيا. ولكنه لم يتوفق عن الانتشار ففى القرن العاشر الهجرى السادس عشر الميلادي كان الإسلام قد استقر فى سومطره، الملايو، ملقا، جاوه. غير ان حركة تطويق العالم الإسلامى التى شقت طريقها من اوربا عن طريق التجار بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح لم تلبث أن أصابت أرخبيل الملايو بضغوط شديدة. فقد جاء البرتغاليون ثم تبعهم البريطانيون والهولنديون وبذلك  خضع مسلمو الملايو للسيطرة الأوروبية قبل غيرهم من أدزاء العالم الإسلامى.[12]

د- عدد الدين الذى يعتنقه سكان اندونيسيا

               كان عدد سكان إندونيسيا حصل على 237، 641، 326 نسما[13] ، وذلك يسكنون فى مختلف الجزر المنتشرة من سومطره إلى بابووا، وكانوا يعتنقون المختلفة وكان سواد الأعظم يعتنقون الدين الإسلامى، واما تقسيم متعنقين الديانة لما يلى: 

النمرة

الديانة

عدد المعتنقين

نسبة مئوية

1

الإسلام

207، 176،162

87،18 %

2

اليرتستان

16، 528، 513

6، 18 %

3

الكاتوليك

6، 907، 873

2، 91 %

4

الهندوقية

4، 012، 116

1، 69 %

5

البوذية

1، 703، 254

0، 72 %

6

الكونفوشيوسية

117، 091

0، 05 %

 

               وأما انتشار سكان إندونيسيا المتعنقين بديانة مختلفة كانوا يسكنون فى سبع الجزر الكبيرة والواسعة كما يصور فى اللوحة التالية[14]

 كنهوسو

البوذية

الهندوقية

كاتوليك

برتستان

الإسلام

الجزيرة

1 %

 1 %

 1 %

 2 %

 9 %

 87 %

 سومطره

0،5 %

 0،5 %

 2 %

 1 %

 2 %

 93 %

 جاوىبالى

0 %

 0 %

 1 %

 28 %

 18 %

52 % 

 نوساتنجارا

0 %

 2 %

 0 %

 9 %

 9 %

 78 %

 كاليمنتان

0، 5 %

 0،5 %

 1 %

 2 %

 16 %

 81 %

 سولاويسى

-

 -

 -

 -

 -

 60 %

 مالوكو

-

 -

 -

 -

 63 %

 21 %

 بابووا

 

 ه- بيان تقسيم أهل العالم جملة مرسلة

      فى هذا التقسيم وذلك فى تقسيم مذاهب أهل العالم، فالباحث ينسخ وينقل من تقسيم أبى الفتح محمد عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستان يعنى:

1-   من الناس من قسم أهل العالم بحسب الأقاليم السبعة. وأعطى أهل إقليم حظه من اختلاف الطبائع والأنفس التى تدل عليها الألوان والألسن.

2-   ومنهم من قسمهم بحسب الأقطار الأربعة التى هى: الشرق، والغرب، والجنوب، الشمال. ووفر على كل قطر حقه من اختلاف الطبائع، وتباين الشرائع.

3-   ومنهم من قسم حسب الأمم، فقال كبار الأمم أربع: العرب، والعجم، والرو، والهند، ثم زاوج بين أمة وأمة. فذكر أن العرب والهند يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير خواص الأشياء والحكم بأحكام الماهيات والحقائق واستعمال الأمور الروحانية. والروم والعجم  يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير طبائع الأشياء والحكم بأحكم الكيفيات والكميات واستعمال الأمور الجسمانية.

4-      ومنهم من قسمهم بحسب الآراء والمذاهب، فقهية كانت أم اعتقادية.

 و- أقسام صبغة عملية اسلامية لمسلمى إندونيسا

               يسر الكاتب ليواجه الإسلام الذى اعتنقه الإندوينيسيون ان يلقى السؤال: أي مذهب يطابق لسكان المسلمين الإندونيسسين؟ وأي إسلام يريد مسلمو اندونيسيا أن يعتنقوه؟  فالجواب لا بد أن يكون سهلا و بسيطا، وذلك الإسلام الذى يجب على معتنقيه أن يؤدوا كل المشروع من الله سبحانه وتعالى وكل المسنون  من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وهكذا قال ابن عباس عندما يخبر عن رجل يهودى وهو ابن شريا الفطيونى، وهو يقبل النبى الكريم ويصدقه عن أخبار أبلغه إليه النبى وعن رسالته.[15] قال الله جل جلاله: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.[16]، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.[17]

               المذاهب أو الفرق الإسلامية  بإندونيسيا التى تتبع على مسير تعاليم القرآن الكريم وسنة النبى المصطفى الأمين، قامت هذه المذاهب فى أواخر قرن التاسع عشر لسببين عامين. ظهور عملية العبادة المنحرفة من أساس تعاليمى القرآن والسنة فى الجانب ووجود ضغط سياسي استعمارى فى الجانب الآخر.[18] تلك المذاهب كمايلى:

1.        منظمة محمدية

  هى المنظمة التى أقامها احمد دهلان بيوكياكرتا، 18 ذوالحجة 1330 ه المطابغ ب 18 ديسمبر  1912 م.  وكان الغرض الأساسى من  هذه المنظمة هو تأصيل العقيدة الإسلامية. وأما غرضها العملى هو تفريح الإنسان فى تأدية العملية الدينية، وذلك، الاول، بطريقة إقامة المدارس الإسلامية. الثاني، تعليم وتدريب الدعات الذين على كاتفيهم الدعوة فى الاجتماع إلى دين الإسلام. الثالث، الدعوة الإسلامية فى كل أنحاء البلاد عبر الطباعة ونشرها مجانا إلى المجتمع. الرابع، الجد فى مسعاعدة ومعاونة المجتمع المستضعفيىن ببناء مشروعية المستشفيات، وديار الأيتام[19]

2.        نهضة العلماء

      هى الجمعية الدينىة الإسلامية التى أسسها علماء أهل السنة والجماعة فى 16 من رجب 1344 ه المعادل ب 31 يناير 1926. أسست هذه الجمعية للتوحيد الأمة الإسلامية ولتسوية الخطط فى حفظ و ترقية عملية التعاليم الإسلامية  مؤسسا على أحد المذاهب الأربعة والخدمة لدى البلاد والأمة الإسلامية. وعلى هذا كانت نهضة العلماء هى جمعية العلماء الناهضة لتنهيض جميع أعضائها فى بلاد إندونيسيا. أضف إلى ذلك بأن هذه الجمعية سوف تتأسس على القواعد الدينية والقواعد الوطنية فى جميع بقرير أفكارها وخطط عمليتها الدينية.[20]

3.        جماعة سلفية

       هى جماعة العلماء الذين يتبعون فى أفكار وعملية دينهم إلى تقارير عملية علماء السلف. ومؤسسا من قول شيخ الإسلام ابن تيمية، بأن مفهوم "السلف" هو العقيدة والأفكار والعمليات التى يستحقها علماء السلف من الصحابة والعلماء التابعون إلىيهم والمسمون عادة بالغرباء أو أهل السنة والجماعة أو أهل الآثار أو أهل الحق وأيضا عادة يسمون بأهل الحديث. وكانت تلك الجماعة السلفية فى دعوتهم  إلى الإسلام يمر على منهجين أساسيين ما ترك البدعة وترك التقليد.[21]

4.        مركز الدعوة الإسلامية الإندونيسية

هذه الجمعية الإسلامية مؤصلة من الجمعية "دار الحديث" الذى أسسها سيد نور حسن زبيدة لوبيس فى السنة 1940 ميلادية بكديرى جاوى الشركية. وكانت هذه الجمعية أسست بوجود الانحراف الدينى فى المجتمع الإسلامى من التعاليم القرآنية ومن تعاليم الحديث النبوية حتى تكثر عملية دينية لا تصدر عن منبعها الأصلى من القرآن والسنة.[22]

5.        جماعة أهل البيت

من أحد التعاليم الدينية الذى يقوم بتقريب المذاهب فى إندونيسيا هو الجماعة التى تحب إلى أهل البيت.  والمحبة إلى أهل البيت تكون واجبة لكل المؤمنين سنية كانت، شيعية، أم وهبية. وذلك لأن كل الأعضاء من أهل البيت يحسن فى الأدب ويمتز فى المعرفة الدينية. لقد مر زاد من مائة السنة كان الإندونيسيون يسعون بكل جهد لحفظ وترقية المحبة إلى أهل البت، بالدليل إنهم يحبون فى تحدثهم عن أعضاء أهل البيت، يعنى كمثل محمد بن عبد الله، فاطمة، على، حسن وحسين.[23]

ز- الرجوع إلى الدين والعقل والحياء للأخوة الإسلامية

               فى هذا الموضوع، كان الباحث يراجع بحثه كثيرا من رأى محمد جواد مغنية فى كتابه "الفقه على المذاهب الخمسة"،[24] بأنه فى تقديم كتابه ينسخ من الحديث الشريف: "ان جبريل هبط على آدم، وقال له: ان الله سبحانه أمرنى أن أخيرك واحدة من ثلاث: العقل، والدين، والحياء. فقال آدم: لقد اخترت العقل. فقال الحياء والدين: اذن نحن معك يا آدم، فقد أمرنا الله ان نكون مع العقل حيث كان".

               ونستفيد من هذا الحديث الحقائق التالية:

(1) إن كل ما يأباه العقل فليس من الدين فى شئ، وإن من لا عقل له لا دين له ولاحياء، وإن قام الليل وصام النهار. ومن هنا قال أحد أئمة المسلمين: إن المقياس السليم الذى نميز به الحديث النبوى عن غيره ان تكون له حقيقة واقعة، ويكون عليه نور جلي، فيما لا حقيقة له ولا نور عليه فهو قول الشيطان.

(2) ما دام الدين لا ينفك عن العقل بحال فسد باب الاجتهاد يكون سدالباب الدين، لأن الاجتهاد معناه انطلاق العقل، وافساح المجال لاستنتاج الفروع من أصولها، فإذا حجرنا على العقل حجرنا على الدين يحكم التلازم بينهما، وبكلمة إذا قلنا بسد باب الاجتهاد يلزمنا واحد من أمرين لا ثالث لهما، ولا مناص من الالتزام بأحدهما، إما ان نسد باب الدين، كما سددنا باب الاجتهاد، واما ان نقول إن العقل لا يدعم الدين، ولا يقر حكما من أحكامه، وكلاهما بعيد عن منطق الشرع والواقع.

(3) ان العالم الذى يتعصب لمذهب، أي مذهب، هو أسوء حالا من الجاهل، ذلك لأنه لم يتعصب، والحال هذه، للدين والإسلام، وإنما تعصب للفرد، لصاحب المذاهب بالذات مادام العقل لا يحتم متابعته بالخصوص، كما ان مخالفة المذاهب ليست مخالفة لواقع الإسلام وحقيقته، بل لصاحب المذاهب، وبالأصح للصورة الذهنية التى تصورها عن الإسلام.

تلك الأشقاء الثلاثة المذكورة  بين الدين والعقل والحياء ليست إلا لسعى الحصول على الأخوة بين الواحد والآخر وبين تابع المذهب والمذهب الآخر، وذلك ليكون المسلمون متخذين فى دين واحد وإلاه واحد ونبي واحد. كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتحاسدوا ولا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ههنا –ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.[25]

لا يقتصر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بتأكيد الأخوة الإسلامية على رفعها كشعار، بل يحيطها بأوامر ونواه تجعلها حقيقة ملموسة بين أفراد المجتمع المسلم، وهذا الحديث اشتمل على أحكام كثيرة وفوائد عظيمة لبلوغ هذه الغاية الإسلامية النبيلة، وحمايتها من كل عيب أو خلل، حتى لا تصبح الأخوة كلاما يهتف به الناس، وخيالا يحلمون به ولا يلمسون له فى واقع حياتهم أى أثر، ولذلك قال النووى فى الأذكار عن هذا الحديث: وما أعظم نفعه، وما أكثر فوائد.

ح- الاختتام: مبادئ التقريب والعلاقة العامة فى الإسلام

يسرنى قبل البحث عن كيفية تحليل المسائل التى ظهرت بين يدى المسلمين حتى يسبب إلى وجود الاختلاف فى عملية تعبدهم أن أنسخ ما قاله ابن رشد فى مقدمة كتابه بدية المجتهد ونهاية المقتصد فيما يلى:

فإن غرضى فى هذا الكتاب أن أثبت فىه لنفسى على جهة التذكرة من مسائل الأحكام المتفق عليها والمختلف فيها بأدلتها، والتنبيه على نكت الخلاف فيها، ما يجرى مجرى الأصول والقواعد لما عسى أن يرد على المجتهد من المسائل المسكوت عنها فى الشرع، هذه المسائل فى الأكثر هى المنطوق بها فى الشرع أو تتعلق بالمنطوق به تعلقا قريبا، وهى المسائل التى وقع الاتفاق عليها، أو استهر الخلاف فيها بين الفقهاء الإسلاميين لدن الصحابة رضى الله عنهم إلى أن فشا التقليد.[26]          

               ونظرا إلى تلك النسخة، كان ابن رشد يخبر بأن أصناف الطرق التى تتلقى منها الأحكام الشرعية  عن النبى عليه الصلاة والسلام بالجنس ثلاثة: تتعلق باللفظ وإما تتعلق بالفعل وإما بالإقرار. و اما ما سكت عنه الشارع من الأحكام فقال الجمهور: إن طريق الوقوف عليه هو القياس. وقال أهل الظاهر: القياس فى الشرع باطل، وما سكت عنه الشارع فلا حكم له ودليل العقل يشهد بثبوته، وذلك أن الوقائع بين أشخاص الأناسى غير منتهية، والنصوص والأفعال والإقرارات متناهية، ومحال أن ييقابل ما لا يتناهى بما يتناهى[27]. ولذك بوجود اختلاف الفهم فى تثبيت المعانى والأحكام من القرآن والحديث وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلام يجب على كل المسلمين على الخصوص كبارهم ومؤهلهم أن يتقاربوا بينهم فى فهمهم على ما لم يتباين ثبوت حكمه عبر ثلاث طررق: هي من الطريقة القرآنية ومن الطريفة النبوية و ثم من الطريقة المنهجية. واعلم وان المناهج الفقهية قد تختلف، والكل مستظل براية النصوص، لا يخرج عن سلطانها ولا يتجاوز نطاقها، فمن الفقهاء من اقتصر على المقايسة بين أحكام النصوص، والحوادث التى جدت ولا يشملها النص. والضوابط التى يستنبطها الفقيه من النصوص وتسمى العلل ينظر فى تطبيقها على الحوادث التى لم ينص على حكمها، فتعرف علة النص وينظر فى صلاحية الخادثة التى لا نص على حكمها لأن تنطبق عليها هذه العلة. وهذه الطرييقة تسمى طريقة القياس.[28]

عندما كنا فى صدد تحدث عن وظيفة إيجاد التقربب والعلاقة العامة بين المذاهب فى الإسلام نجد من الصعوبة بمكان العثور على مبادئ أو أسس ونظريات لأداء تلك الوظيفة بالمعنى المتعارف عليه حديثا فى المراجع العلمية. فالباحث يرى أنه ليست هناك نظرية إسلامية محددة لتلك الوظيفة ولكن هناك الكثير والكثير من الممارسات والتطبيقات العلمية لأدائها ولذلك فإنه يمكن استنباط إجمالا بعض مبادئ العلا قات العامة لتقريب المذاهب الإسلامية فى النقاط التالية:

1-      الوفاء بالعهود

إذا كانت المعاملات الدينية و الحياتية الدنيوية هى محور علاقة المسلمين بعضهم بعضا، فإن الإسلام قد وضع لها أسسا سليمة وفى طليعتها الوفاء بالوعود والعقود الدينية والحياتية. وذلك لأن الوففاء بها يعتبر ركنا من أركان الأمانة والصدق ودعامة من دعامات الثقة بين الناس ويؤكد ذلك قول الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.[29]

2-      السماحة فى المعاملات:

يحيط الباحث بأن وجة السماحة كثيراما تقع فى الحيات الدنيوية، ولكن سوف تكون أحسن اذا وقعت كذلك فى الأمور الدينية مع عدم ترك الأمور المؤصلة من النصوص القاطعة. لقد فال رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا لآدب المعاملة فى الشراء والبيع وذلك لحسن المعاملات بين الناس، إذ يقول فيما رواه جابر عن عبد الله رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى.[30]

3-      الوعى عن مبدأ المساوات بين الناس

 يعتبر مبدأ المساواة من أكثر الصفات تأثيرا على السلوك البشرى. فالبشر جميعا هم من خلق الله وأصلهم واحد فهم جميعا أخوة لا فرق بينهم إلا بالتقوى إلى الله. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.[31] وقوله صلى الله عليه وسلم: ياأيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد ولا فضل لعربى على عجمى ولا فضل لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا قد بلغت قالوا: نعم قال: لبلغ الشاهد الغائب.[32]

4-      العدل مع الناس جميعا حتى ولو كانوا مخالفين فى العقيدة

العقل فى الإسلام مكفول لكل فرد يعطى ويأخذ بقدر عطائه دون إهدار لحقوقه التى يكفلها الإسلام، وحينما يسود العدل ويشعر كل فرد بالأمان فى كل شئونه فإنه يعطى أقصى ما عنده، ويعتبر العدل هو الأساس للبناء الإداري السليم للدولة وللمنظمة إذ يأمرنا الحق تبارك وتعالى بالعدل فى قوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا[33] وأيضا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.[34]

5-      التعاون والأخوة

ما أورع علاقات التعاون التى ينادى بها الإسلام بين أفراد المجتمع الواحد وذلك عن طريق العمل النافع الخلاق، فإذا حدث مكروه هب الجميع للتعاون فى القصاء عليه إذ يقول الله سبحانه وتعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.[35]

               وتعتبر الأخوة فى الإسلام أساسا قويا متينا لبناء منظمة متماسكة متقرية بعضه بعضا. فالأخوة تعتبر من أقوى الروابط التنظيمية امتثالا لقول سبحانه وتعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.[36]

               فالمسلمون إذا تمسكوا بدينهم ساد الأمن وسادت العلاقات الطيبة ولقد أخذ الرسول يقوى روح الأخوة بين الجمات المسلمة، فعىدما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة قام كل فرد من الأنصار يعرض على أخيه من المهاجرين بمساعدتهم كل ما احتاج اليه المهاجرون.

6-      حسن المعاملة

يعتبر حسن المعاملة من الدعامات  الأساسية للعلاقات العامة الجيدة والتى تعتمد على الكلمة الطيبة وبشاشة الوجه، واحترام الصغير  للكبير وعطف الكبير على الصغير والتعاون والتراحم بين كل الناس، فالتشريع الإسلامى يعمل على خلق مجتمع يسوده الحب والعطف والمودة لا بغضاء فيه ولانفور، فالكلمة الطيبة  وصفها القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.[37]

7-      الأمر بالمعروف والتهي عن المنكر

لا شك ان الالتزام فى الأقوال والأفعال والبعد عن كل ما هو شاذ وخارج عن المتعارف عليه أساس العلاقات الطيبة، فالمسلم مطالب بأن يأمر بالمعروف وإصلاح ماهو تحت سمعه وبصره، كما قال الله وتعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ.[38]

فالواجب لكل مسلم من اي مذهب  تقديم النصح والإرشاد باللين والموعظة الحسنة. يحض  الإسلام الرئيس والولاة على النص والإرشاد باللين وبالأسلوب الحسن دون الغلظة والفظاظة فى القول، ويؤكد أهمية ذلك قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.[39]

وهكذا تعامل المسلمين فى الأمور الحياتية، فى جانب، وهم يتوحدون، ولكن فى جانب الآخر يعنى فى الأمور الكلامية، على الرغم من توحد غاية المتكلمين وهى الدفاع عن العقائد الإسلامية وإقرارها، إلا أن المتكلمين لم تجمعهم فرقة واحدة، بل تعددت آراؤهم والختلفوا حول مسائل العقائد خلافا كبيرا. وكانت معظم خلافات المتكلمين حول صفات الله تعالى، والجبر والاختيار والوعيد، والسمع والعقل، والرسالة والأمانة والحسن والقبح فى الافعال والإمامة. والباحث على يقين مهما كانوا مختلفين فى العقائد الكلامية ومتوحدين فى الإيمان وفى عمليتهم الدينية سوف يسلمون فى الدنيا والآخرة، آمين.       

 

 



ط- التعليقات والمراجع

[1] المقالة قدمها الباحث قى المؤتمر الدولى الثامن والعشررين للوحدة الإسلامية تحت عنوان: الأمة الإسلامية: التحديات والآليات، 7-9 يناير 2015 بطهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

[2]  العلامة السيد محمد حسين الطباطبائى، الميوان فى تفسير القرآن (بيروت، لبنان، 1991)، المجلد 17، ص.  390

[3] محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية (القاهرة: دار الفكر العربى، بدون السنة)، المجلد الثانى، ص، 5

[4] Lothrop Stoddard, MA, Ph.D, The New Wold of Islam (Dunia Baru Islam)  (Jakarta: Mengko Kesejahteraan, 1966), hlm. 298.

[5] نفس المصدر

[6] القرآن: البقرة2: 228

[7] القرآن: الطلاق65: 4

[8] القرآن: البقرة2 : 234

[9] محمد أبو زهرة، تاريخ المذهب الإسلامية (القاهرة: دارالفكر العربى، بدون السنة)، الجزء الثانى، ص، 25-26

[10] أنور الجندى، عالم الإسلام المعاصر (القاهرة: دار الأنصار، بدون السنة)، المدلد الثالث، ص. 106 مع العلم بأنه يكتب سنة استقلال إندونيسيا هى 1941 غير ان تلك السنة سنة استعمار اليبانى.

[11] Nurcholsh Madjid, “Islam di Indonesia dan Potensinya SebagaiSumber Substansiasi Ideologi dan Etos Nasional”, dalam Budhy Munawar Rahman (ed.), (Jakarta: Paramadina, 1995), hlm. 570

[12] المصدر السابق، ص. 107

[13] www. BPS. Go. Id Copy Right 2010  (ينسخ يوم الثلاثاء ، 9 ديسمبر 2014 )

[14] www.plengdut.com (ينسخ يوم السبت، 6 ديسمبر 2014 ، الساعة: 08:45 للوقت الإندونيسى الغربى)

[15] Haedar Nasir (Red.), Suara Muhammadiyah (Yogyakarta: Edisi no. 23 Th ke-99, 1-15 Desember 2014), hlm. 9

[16] القرآن: الأنعام6: 153       

[17] القرآن: الأعراف 7: 157

[18]Prof. Dr. H.M. Yunan Yusuf (Pemimpin Redaksi), Ensiklopedi Muhammadiyah (Jakarta:  Raja Grafindo Persada, 2005), hlm. 250

[19]Ibid., hlm. 252 

[20]Abdurrahman Wahid (Ketua Panitia Penyeleggara muktamar, Nahdlatul Ulama, Kembali ke Khittah 1926 (Bandung: Risalah, 1405/1984), hlm. 53.

[21]Mursyid Ali & Achmad Rasidi (Ed.), Kasus-kasus Aliran/Faham Keagamaan Aktual di Indonesia (Jakarta: Departemen Agama Republik Indonesia, Badan Litbang dan Diklat, 2007), hlm. 13-20.

[22]Nuhrison M. Nuh (ed.), Aliran Faham Keagamaan  dan Sufisme Perkotaan (Jakarta: CV Prasasti, 2009.

[23] Mursyid Ali &Ahmad Rasyidi., Kasus..., op. cit., 146-147.

[24] محمد جواد مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة (بيروت: دار العلم للملايين، 1973 )، ص. 7       

[25] الحديث رواه المسلم، راجع إلى: الدكتور مصطفى البغا  و محيي الدين مستو، الوافى فى شرح الأربعين النووية (بدون المطبعة وسنة الإصدار)، ص. 283

[26] محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبى، بدية المجتهد ونهاية المقتصد (سنقافوره فينع: سليما مرعى: بدون السنة)، المجلد الأول،  ص، 2

[27] المصدر السابق، ص، 3

[28] محمد أبو زهرة، تاريخ المذهب الإسلامية (القاهرة: دار الفكر العربى، بدون السنة)، ص. 6

[29] القرآن: المائدة5: 1. الغرض الجامع فى السورة على ما يعطيه التدبر فى مفتتحها ومختتمها وعامة الآيات الوقعة فيها، والأحكام والموعظ والقصص التى تضمنتها هو الدعوة إلى الوفاء بالعهود وحفظ المواثيق الحقة كائنة ما كانت، والتحذير البالغ عن نقضها وعدم الاعتناء بأمرها، وأن عادته تعالى جرت بالرحمة والتسهيل والتخفيف على من اتقى وأحسن، والتشديد على من بغى واعتدى وطغا بالخروج عن ربقة العهد بالطاعة، وتعدى حدود المواثيق المأخوذة عليه فى الدين. أنظر إلى: العلامة السيد محمد حسين الطبا طبائى: الميزان فى تفسير القرآن،(بيروت، لبنان: مؤسسة الأعلامى للمطبوعات، 1411ه1991 م )، الجزء الخامس، ص، 160

[30] الحديث رواه البخارى وابن ماجة واللفظ له والترمذى ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفر الله لرجل كان قبلكم، كان سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا اقتضى. انظر إلى: الدكتور أنس المختار أحمد عبد الله "وظيفة العلاقات العامة فى الفكر الإسلامى" راجع إلى:  الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم (رئيس مجلس الإدارة) مجلة مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى ، (بجامعة الأزهر: مجلة دورية علمية محكمة، السنة الثانية – العدد الخامس، جمادى أول 1419 هجريةأغسطس 1998 ميلادية)، ص. 7-23

[31] القرآن: الحجرات49: 13    

[32] رواه البيهقى وقال فى اسناده بعض من يجهل.

[33] القرآن: النساء4: 58

[34] القرآن: المائدة5: 8

[35] القرآن: المائدة5: 2

[36] القرآن: الحجرات49: 10

[37] القرآن: ابراهيم14: 24-25

[38] القرآن: آل عمران3: 110

[39] القرآن:النحل16 : 125