الأمة الاسلامية من التنوع المذهبي الى الطائفية الى الحالة الانحرافية «الطائفية» عوامل التوجه نحو الطائفية

الأمة الاسلامية من التنوع المذهبي الى الطائفية الى الحالة الانحرافية «الطائفية» عوامل التوجه نحو الطائفية

 

 

الأمة الاسلامية من التنوع المذهبي الى الطائفية الى الحالة الانحرافية «الطائفية» عوامل التوجه
نحو الطائفية

 

الکاتب: د. طوبى کرماني

عضو في الهيئة العلمية لجامعة طهران- کلية الالهيات والمعارف الاسلامية الملحق الثقافيي في اثنيا

 

طرح الموضوع:

إن العوامل الظاهرة للتوجه الطائفي او اصطناع الطائفية والآثار والنتائج المتوقعة من هذا الموضوع لا تخفي علي اي مفکر في العالم الغربي وفي العالم الاسلامي لکن دراسة العوامل الاساسية الصانعة للطائفية وما هي الارادة والعوامل المؤثرة لمواجهة الطائفية يمکن أن تشکل القضية الاساسية في هذا الکلام والمقال.

فمن جملة عوامل الموضوع المقصود، يمکن الاشارة الى دسائس اعداء الامة الاسلامية وإثارة الفتن للحکومات ومصالحهم ذات الرؤية الضيقة والجهل والتعصب والتطرف وفصل الدين عن الاخلاق والفئوية واصطناع الرؤية السطحية للدين والشريعة والفصل بين العلم والدين والابتعاد عن الاسلام الخالص والاحکام العقلية والمنطقية والابتلاء بالفتن الوطنية وامثالها. وسنتحدث عن کل واحدة من هذه الامور بشکل موجز. ولکن يبدو انه من الممکن تصنيف العوامل الرئيسية في موضوعين الفاعل والمنفعل ونحن في هذا المقال نتناول الموضوع الفاعلي ويکون واضحاً انه مادامت حالات الجهل والتخلف والبصيرة غير موجودة ستکون العوامل الفاعلية قليلة الأثر، لذلک ان العوامل الفاعلة تتيح اولاً مثل هذه الارضيات ثم تترک اثرها بشکل فاعل.

سنشرح في هذا المقال دسائس اعداء الاسلام والامة الاسلامية واثارة الفتن من جانب الحکومات ومصالحها ذات الرؤية الضيقة مع توضيح مبسوط. تشکل اهم العوامل الفاعلة واکثرها اثراً والعوامل الفاعلة الاخري تکون مستخدمة من جانب هذا العامل الاصلي لأن تشکيل وبلورة الطائفتين المضرتين البهائية والوهابية في الاسلام وباسم الاسلام يعکس اولاً وجود الدسائس الدائمة من جانب اعداء الدين والتخطيط العميق لها من جانب الدوائر الغربية ذات النزعة الهيمنية وثانياً وجود الترويج القوي لمقولات "کالعولمة" بالرغم من المعارضات والارادة العالمية للشعوب والترويج لها بشدة في الجوانب المختلفة الثقافية والسياسية والاقتصادية والتي تکون بدوافع ومنطق نظري خاص للهيمنة وتنجز علي اساس فرضيتي ايجاد ذائقة موحدة عالمية مع نظرية العالم الوطن وفرّق تسد!

يقول الدکتور نجيب غزاوي: إن العولمة هي امبراطورية اعتماداً منها علي القوة لفرض مبادئها ونظمها وسبلها السياسية والاجتماعية والثقافية علي الآخرين کما عملت الامبراطوريات في العصر الأخير کالامبراطورية البريطانيا ومستعمراتها والامبراطورية الفرنسية في مستعمراتها والامبراطورية الشيوعية التي توجهت نحو تعميم نماذجها الاطارية علي العالم وهکذ الحال في الامبراطوريات الاخري[1].

الدکتور مصطفي محمود ايضاً يري العولمة بانها مصطلح يتوجه نحو نزع الوطن من مواطنية وتبعيته الدينية والاجتماعية والسياسية حيث ستکون کافة امکاناتها وصلاحيتها في خدمة القوي الکبري ولا غير.[2]

و الملفت للنظر هو أن البعض من المدافعين والمنظرين لنظرية بناء العولمة يساوون بصراحة بين globalization وwesternization ومن بينهم «موريس غودلير» في کتاب «الابعاد الثقافية للتغييرات العالمية» والذي يبدي وجهة نظر ايجابية حيال العالم الغربي وبناء العولمة وقد استخدم هاتين الکلمتين محل بعضهما بشکل کامل فيقول:

أنا أعتقد بأن الرؤية العالمية للوتيرة التاريخية للتنمية الغربية والدولة الغربية للعالم يتيحان اطاراً يکون فيه علم الانسان الاجتماعي قابلاً للتنمية والتوسع...[3] ويکون واضحاً الانسان الذي يعنيه الاستکبار.

ثم يشير الى ثلاثة سمات مهمة للنظام الغربي ويعتبر ايدولوجية حقوق الانسان واقتصاد السوق بالشکل الکابيتالي والديمقراطية تشکل الاساس للنظام الغربي حيث يتم تطبيقها کذلک في الدول الاخري.[4]

الدکتور کارل هينزکي يقولها بصراحة وبجسارة غير علمية في مثالة الذي جاء باسم «الوجه الآخر لعملة العولمة»: من الافضل ان نتحدث عن امرکة العالم او اضفاء الغربية علي العالم بدل بناء العولمة لأن هذه النماذج الاقتصادية والسياسية من النوع الغربي والکابيتالي اخذت تجتاح العالم بکل سرعة بعد انهيار الشيوعية.[5]

ويشير الى ان بناء العولمة يکون في طور الحدوث في مختلف الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية وبالنظر الى أن الثقافة تعتبر أحد اهم المواضيع في أمر تنمية المجتمعات البشرية وانها تحدد طريقة الاستهلاک والتوفير وتشمل التوجه السياسي والأهم من ذلک تشمل القيم التي تبلور السلوک الجماعي، فمن المناسب ان نولي اهتماماً بالثقافة العالمية. الثقافة العالمية، لها ميول نحو التنزية والتصفية للقيم والمقاييس وايصالها الى مستوي عام حيث تستوعب العديد من المستويات من الفروق الثقافية؟

إن ما تقصده الثقافة العالمية هو سحب الناس واحداً واحداً من داخل ثقافاتهم ونقلهم من العمق الى السطح وفي النهاية تبلور هؤلاء في شيئ يحمل اسم الثقافة العالمية.[6]

أحد الأبعاد الاخري لبناء العولمة يتمثل في تحويل الانسان في کافة ارجاء العالم الى انسان استهلاکي تکون الثقافة والعلاقة بين العقل والعين منفصلة تماماً. فکل ما يقدموه امام عينه الظاهرة يقبله ويطلبه ويعمل بما يطلبون منه وفي المجموع يمکن القول انه في الجانب الثقافي يتم عرض ثقافة عالمية بمعيار موحد لوضع القيم الأخلاقية.

اما ان بناء العلولمة الثقافية هل هو امر ممکن؟ يجيب جان استريت علي ذلک قائلاً: «إن التحدي الاول في مفهوم الثقافة العالمية هو عدم وجود مثل هذه الثقافة بتاتاً» [7]. ولکن اساساً هل يکون ترويج التماثل والتماشي امراً مطلوباً؟ بلوم (bloom) يرفض ذلک رفضاً باتاً في نقده للتوحّد الثقافي وفکره العالم الوطن.[8]

اضافة الى هذه الحالات من النقد نشير کذلک الى هذه النقطة وهي ان الثقافة الغربية تتعرض اليوم الى نوع من انعدام الهوية من خلال اضعاف الدولة والشعب وترويج التوجه العالمي الموحد، حيث يعترف المفکرون الغربيون انفسهم بذلک. ومن جملة ذلک جاء في کتاب الفوضي العالمية والتضامن الاجتماعي والذي حدث اثر اضعاف الدولة والشعب في اعقاب ايجاد اقتصاد عالمي وثقافة عالمية [9]. ومن جانب آخر رغم شعار «التوجه الثقافي الموحد» و«ايجاد الفرصة للجميع اننا نواجه شرخاً مخيفاً ووضع التمييز الفاحش بين الثقافات والمحاولة في ازالة وحذف البعض منها. کمثال علي ذلک في الولايات المتحدة الامريکية يتم طرد السود بشکل متزايد ويزداد الاختلاف الطبقي هناک بشکل مدهش.[10]

في الواقع انه وراء ستار التوحّد الثقافي يوجد سحق وازالة وقمع الرغبات الثقافية السليمة وابداع الطوائف الضالة لايجاد التوتر والنزاع في منحي اضعاف الاديان الاصيلة والاديان السماوية ومحوها نهائياً. احد الکتاب الفرنسيين يقول حول النظام الرأسمالي الامريکي: «کلما يبقي هذا النظام القائم علي الرأسمالية غير المنضبط ستتسع في المقبل حالات التمرد والحروب العنصرية القبائلية والدينية للبحث عن الهوية القومية والحقيقة. وبمقدار انکشاف انفجار المعلومات والاجهزة التلفزيونية والفضائيات ستوضع المزيد من القيود والتحلل علي المزيد من المجموعات البشرية وکلما يزداد مستوي الحياة المادية ستزداد ايضاً وسائل الدمار الشامل والجرائم البربرية والعبودية.[11]

و لکن ينبغي الانتباه الى أن الحالات غير المطلوبة من الرموز للعالم کوطن والتماثل الثقافي تزداد وتنشر باطراد في کافة ارجاء العالم لأن الافادة من ثقافة التقنية والتکنولوجيا الغربية تمثل نوعاً من الشرب والارتواء من الثقافة الغربية. وکما يقول المارشال مک لوهان عندما تأتي الوسيلة ستأتي معها الرسائل. الدکتور کار هينزکهي يقول في مقاله الذي کتب باسم «الوجه الآخر لعملة صنع العولمة» : «يجب ان لا تتصور بان صنع العولمة يؤدي فقط الى التوسيع العالمي للتصورات والافکار الغربية. فالمستعمرون الغربيون من خلال افادتهم من ثلاث مجموعات من بضائعهم المنتجة في بلدانهم يسيطرون علي اسواق مستعمراتهم واعدادهم المجال لبناء العولمة وهي عبارة عن الاسلحة العسکرية ومنتجات النسيج ولوازم النزهة والتسلية والبحث عن الملذات..»[12]

فهو يذکر بالرغم من اننا نشهد في دول المشرق الانتشار المتزايد للنماذج الغربية ولکن ينبغي الاعتراف بان شعوب المشرق تکون قد استعادت الى حد ما هويتها وان بعض الحرکات الفکرية والسياسية الأحيائية کالثورة الاسلامية الايرانية والمقاومات التضحوية للفلسطينيين- اذا کانت تسمح المؤمرات الغربية من خلال ايجادها للفتن الطائفية والقومية بعرض قدراتها- ستشکل سداً منيعاً امام توغل بناء العولمة في الحقل الثقافي.

فيقول الدکتور کارل هينزکهي في هذا المجال: «الواقع هو ان دول المشرق تکون قد اکتشفت نفسها والاسلام يقدم نفسه في مظهر ثقافته الشرقية يشکل آخر قاعدة للمقاومة بوجه بناء العولمة الغربية. [13]

و يري کورتن (Korten) انه من اجل بناء مجتمع سليم ينبغي التوجه ثانية الى المعنوية بالنظر الى النقص الذي يعاني منه العالم الغربي. «ينبغي علينا انقاذ انفسنا من وهم عالم المال والعمل نحو إحياء مفهوم المعنوية في حياتنا ثانية...»[14] يلاحظ ان العالم الغربي العديم المعنوية يعمل بشکل فاعل نحو إزالة المعنوية من العالم الاسلامي خاصة ومن خلال ابداعه للطوائف الضالة يعمل نحو حرف العالم عن الاسلام الاصيل.

يکون واضحاً بان بناء العولمة يساوي تنفيذ هذا النظام بکل ابعاده ومستوياته في کافة ارجاء العالم وبالنظر الى اهداف المجتمع الغربي سيشکل شعار العالم الوطن ليس سوي اداة تستخدمة القوي العالمية لتوجيه کافة القاطنين علي الکرة الارضية نحو التوحد والمماشات نحو التوجه المادي والعلمائية والفئوية والابتعاد عن المعنوية. وسيکون واضحاً بان الخاسر الاصلي ستکون دول المشرق النامية. والتي خسرت بذلک هويتها واصالتها الوطنية والدينية من جانب ولم تکسب الجوانب الايجابية للمجتمع الغربي، لان اعداد الوصفات العالمية وفرض الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والثقافية علي شاکلة واحدة لجميع الشعوب دون الاخذ بنظر الاعتبار المجالات والظروف الخاصة يعد خطأ ً کبيراً. وکما يقول هايک (Hayek) إن التخطيط بمقاييس عالمية لا يشکـّل شيئاً سوي حکومة القوة البحتة وفي الواقع ان جمع صغير يفرض برامجه علي باقي المعايير والمبادئ باعتبارها تکون مناسبة للجميع.[15]

يقول رئيس الوزراء السابق لماليزيا السيد ماهاتير محمد عن الآثار السيئة لبناء العولمة «إن العالم في عمليه بناء العولمة سوف لا يحظي قط بالمزيد من العدل والمساواة بل سيرضخ اکثر فاکثر لاطاعة الدول القوية والمسيطرة وکما هو الحال في الحرب الباردة التي ادت الى موت الکثير من ابناء شعوب العالم وقد تقوم العولمة بهذا الشيئ وحتي اکثر من ذلک.

في العالم الذي يرضخ لمثل هذا النظام ستستطيع الدول الثرية فرض ارادتها علي الآخرين بشکل مبکر وسيکون وضع الدول النامية اسوأ بکثير من الوضع الذي عانته من الفترة الاستعمارية التي تعرضت لها».[16] ويعتبر بصراحة العولمة بانها مکان للقوي الغربية لتثبيت سيطرتها علي العالم وعلي شعوب العالم.[17]

بشرح مبسوط بخصوص الاغراض والدوافع الاستکبارية فيما يتعلق بالعولمة او العولمة الغربية يمکن توضيح وتحليل ايجاد الطائفة البهائية التي کانت وليدة بشکل مباشر لمثل هذا التوجه.

البهائية او الطائفة الحارقة للحکمة

هرمان رومر الخطيب الروحي البروتستاني کان قد واصل دراسته في کلية الالهيات لجامعتي توبينغي وهال وبعد اکمال دراسته اصبح استاذاً للالهيات في مدينة باسلر ونشط في فعاليات البحوث الدينية ويکتب باسلر: « في عام 1907 شهدت تأسيس رابطة البهائيين في اشتوتغارت وکنت اشعر دائماً ببحوث علمية للرد علي دعايات البهائيين في المانيا» وقد الف رومر من اجل ذلک کتابة بعنوان بحوث البابية والبهائية في تاريخ المذاهب الاسلامية[18]. وقد کتب في عام 1908 مقالاً بعنوان تبليغ المذاهب الآسيوية في العالم الغربي وفي عام 1912 الف کتاباً بعنوان البابية والبهائية آخر طائفة منشقة عن الاسلام. Die Babi Behai the lastes Mohammedan sect.[19]

فمن جملة المصادر التي اعتمد عليها رومر في کتابة کانت کتب غوبينو وبروان وغوريارد ونولدکه وهوارت وائن هايم وغولد زيهر ونيکولا ونيکلسون وکبلر وکرمر وريشتر واولد نبرغ وينولند واشراينر وزيلروتقارير المسيونيريين الدينيين من ايران. لکن اعمال رومر کانت اول اعمال رئيسة کتبت في موضوع البابية والبهائية التي کانت تنشر في المانيا.

و قد وصف هرمان رومر في الفصل الاول من کتاب الفصول الاربعة مواضيع کتأسيس البابية في الشيخية منزلة الباب باعتباره شيعياً کاملاً في آراء الشيخية ودراسة تاريخية للميول الصوفية في البابية ويطرح نفوذ الکابيتالية في البابية ودراسة رؤية البابية في الرسالة واستخدام التأويل في الآثار البابية والعنصر السياسي. الفصل الثالث من الکتاب يختص ببلورة کتاب الاقدس وحقوق الجزاء في البهائية ودراسة آثار حسين علي نوري في عکّا وبلورة تحولات هذه الطائفة في ايران وعلاقات البهائيين مع الاجانب. وفي الفصل الرابع من هذا الکتاب يشرح زعامة عبد البهاء حتي عام 1908 والبحوث السياسية والتاريخية للبهائية بشکل جيد.

و يؤکد الکاتب في الملحق الاول لکتاب علي الظهور السياسي لهذه الطائفة ويدرس القرابة ذات المعني بين الطوائف والمذاهب ويؤکد بشکل اساسي علي التقارب الموجود بين طائفة بکتاش والبابية والبهائية. ويشير رومر في کتابه الى الميول شبه العرفانية والصوفية البهائية ويري البهائية بانها کالحشائش النامية في مستنقع عالم التصوف. ويري ان البهائيين بميولهم الصوفية صنعوا من عبد البهاء ذلک الوثن الذي خرج بحلة اليوم.[20]

و يري رومر البابية والبهائية بانهما غنوسية وذات توجه ثنوي ولها هيکلية طائفية معادية للعقل ومتأثرة بالعلوم الرمزية والتدويلية الاسماعيلية والحروفية والکاوبالا والدراويش البکتاشيين.[21]

و يصف رومر في دراساته الرحلة الاعلامية لعبد البهاء الى امريکا بانها تصوف في آخر الزمان- آبوکاليبتيک- ويري ان البهائية في فرنسا لها قاعدة يهودية حيث کان لدرينوس اليهودي دور مهم جداً في رحلة عبدالبهاء الى باريس. وتحولت التشکيلات العالمية لآليانس- اسرائيلية، بسبب مساعداتها الشاملة الى اليهود في الشرق الى جسر لنفوذ البهائية الى فرنسا. ويؤکد رومر اضافة الى ذلک بان اليهود في داخل ايران وجدوا في ايران طائفة البهائية کمتحدين وحلفاء لهم في ايران لايجادهم التحدي امام الاسلام.[22]

و يري هرمان رومر انه في احداث الثورة الدستورية في ايران رفعت البهائية شعارها العالم الوطن الهادف وغير الواقعي غير انها خانت علائقها الوطنية وبمصالح الايرانيين. ويشير رومر في هذا الجانب بان علائقها الوطنية ومصالح الايرانيين. ويشير رومر في هذا الجانب الى عباس افندي واعتبره عملياً مناوئاً للحرکة الديمقراطية للايرانيين وإنهم تهادنوا وتفاهموا مع الدبلوماسيين الروس والانجليز وکانت قد اوصت البهائيين الموجودين في مدن طهران وتبريز بشدة لدعم محمد علي شاه وتحثهم علي عدم المشارکة في الحرکة الدستورية الايرانية. کما يؤکد روم بان انتصار الثورة الدستورية قد تأکد للجميع عدم صحة مزاعم عباس افندي الذي تکهن لمحمد علي شاه حکومة طويلة ومطلوبة. ويذکر رومر الضغوط الروسية والبريطانية علي ايران واتحاد القويتن المذکورتين علي تقسيم ايران الى منطقتي نفوذ في عام 1907م ويقول: لقد کانت علاقات عبدالبهاء في عکّا مع القوات الاجنبية وعملائها في ايران لا تشکل شيئاً سوي خيانة کبري لايران.[23]

و يشير الهامش الى نموذج جديد من مساس هذه الطائفة بالاسلام في اثينا.

و کانت کل مجموعة وطائفة تعتبر نفسها بانها قريبة من الاسلام الخالص وتنهل من النهل الزلال للوحي. وکانت الاحداث الاجتماعية والسياسية في داخل التاريخ الاسلامي والاخطاء المحتملة من جانب الاديان والمذاهب الاخري والشبهات المطروحة والدعوة الى التفکير والعقل في الآيات کانت من جملة العوامل لظهور هذا الحادث. لعله يمکن القول بأن العلماء الاوائل الذين قدموا تقييمهم عن الآيات القرآنية کانوا لا ينوون من ذلک تقديم علم خاص باسم علم الکلام لکنهم کانوا ينوون الدفاع عن اصل الدين وعن سنة الرسول الکريم وذلک من منطلق الاجابة والرد علي الشبهات والشکوک التي کانت تطرح. بالرغم من ان الفعاليات الاولي في هذا المجال وعبر التاريخ قد اوجدت مساحة واسعة من العقائد والمعارف وقد اوجد علم الکلام الاسلامي مکانة عظيمة في ميدان الافکار.

فکانت تظهر الخلافات الفکرية والعقائدية في المجال النظري. وانها لم تشکل عقبة امام تقدم الاسلام وتکامله بل وانها کانت سبباً في تحقيق المزيد من نماء وتطور الفکر الاسلامي. لکن الشيئ المؤسف هو إننا نشهد منذ البداية وحتي اليوم وجود بعض هذه المعتقدات قد اخذت وجهة سياسية وصارت سبباً في اثارة الخلافات وسفک الدماء بشکل واسع بين المسلمين وکان العلماء والحکام السياسيون يعملون نحو ترويج مدرسة من هذه المدارس وذلک من اجل تحقيق مقاصدهم.

و في الواقع دون الترکيز علي الحقانية والانصاف والاخلاص وانتهاج السبل العلمية لتکون رصيداً لمعتقداتهم، بل کانت الاغراض السياسية والاحقاد المحرک الاصلي لهذا التوجه.

الوهابية

هي من الطوائف الاسلامية الحديثة. فهذا المسلک قد نمي في داخل الارض الاسلامية اي في شبه الجزيرة العربية. وبالنظر الى الدعم السياسي والاقتصادي القوي الذي حظي به يشهد تنامياً في باقي مناطق البلاد الاسلامية. وبالنظر الى اعتبار هذه الطائفة نفسها علي حق تري اتباع المذاهب الاسلامية الاخري کافرة ومشرکة وخارجه عن الحقل الاسلامي. وستتوضح في هذا المقال اهمية الدراسة والتدقيق في طريقة تشکيل هذه الطائفة والمبادئ الفکرية لهذا المدرسة.

الطائفة الوهابية

لقد شکلت هذه الطائفة علي اساس هدف ظاهر وهدف باطن. والهدف الظاهر للوهابية هو الاخلاص في التوحيد ومحاربة الشرک والوثنية. لکن واقع الحرکة الوهابية سواء من الناحية الفکرية والعملية لا يؤيد انتهاج هذا الهدف. فالهدف الباطن والخفي لها هو ارتکاب المجارز بحق المسلمين واشعال نار الفتنة والحرب بينهم، خدمة منها للماسونية والامبريالية العالمية. وهذا المبدأ يشکل المحور لکافة المحاولات الوهابية منذ زمن ظهورها وحتي اليوم ويکون هدفها الظاهر الاغواء والتضليل للبسطاء والعوام من الناس.

ما من شک ان شعار الاخلاص في التوحيد ومحاربة الشرک هو شعار جذّاب جداً يتحدث عنه اتباع الوهابية بکل حماس وهيجان لکن هؤلاء المساکين لا يعلمون بان هذا الشعار ما هو الا ذريعة لبلوغ تلک الاهداف الخفية التي يتابعها الاستعمار الغربي لتحقيق اغراضه من وراء ايجاد هذه الطائفة.

لقد اثبت الباحثون في التاريخ بان هذه الطائفة تکون قد تأسست اصلاً بامر مباشر من الوزارة البريطانية. کمثال علي ذلک يمکن مراجعة کثب کثيرة في هذا الجانب ومنها کتاب «قواعد الاستعمار» للسيد خيري حماد و«تاريخ نجد» لکاتبه سنت جان ويلبي او عبدالله ويلبي ومذکرات حاييم وايزمن اول رئيس وزراء للکيان الصهيوني وکذلک مذکرات مستر همفر.

«و قد قررت الوهابية عملياً ان تلعب دورها في اظهار الاسلام بالوجه القبيح باعتباره کدين سفاح بشکل جيد....»[24] لقد بدأت الدعوة الوهابية في ديار نجد في القرن الثاني عشر الهجري الموافق للقرن الثامن العشر الميلادي. وينبغي أن نعلم بأن محمد بن عبدالوهاب لم يکن المبدع والموجد لعقائد الوهابيين، بل وکانت هذه العقائد او قسماً منها موجودة قبل ذلک بقرون عديدة ظهرت علي اشکال عديدة (و خاصة في آراء ابن تيمية وتلميذة ابن القيم الجوزي)، ولکن لم تخرج علي شکل طائفة او مذهب جديدة ولم تعثر علي روّاد کثيرين لها.[25]

و الوهابية هي کذلک اسم وضعه المعارضون لهذه الحرکة علي هذا التوجه الفکري في زمن حياة محمد بن عبدالوهاب. لکن اتباع هذه المدرسة يرون انفسهم «موّحدين» [26] او سلفيين ويعني ذلک هم سلف «الصحابة والتابعين».

لکن الاستاذ سبحاني کما يقول في کتابه «الملل والنحل»: اذا کنا نعتبر کذلک السلفية مذهباً او مسلکاً وهو عبارة عن عدم التخطي عن طريقة السلف الصالح خلال سبعة قرون لکن آراء وافکار هذه المجموعة تکون بالضبط علي عکس آراء وافکار السلف الصالح. فبالنظر الى طبيعة الوهابيين تکون الاکثرية المطلقة للمسلمين خارجة عن دائرة الاسلام وتکون ارواحهم واموالهم ونواميسهم مباحة. فهذه الطائفة اضافة الى قضائها في اجواء سلطتها علي حرية الفکر الذي يکون من الارکان الاجتماعية للدين الاسلامي المقدس وبشعارها اما الوهابية واما السيف جعلت مسکلها کمعتقد اجباري وتکون قد روجت باسم الاصلاحات الاقتتال والجمود الفکري في المجتمع الاسلامي وعبر هذا التوجه تقدم مساعدة ذات قيمة لتقدم الاهداف الاستعمارية الغربية.[27]

فالعلماء الوهابيون بالتعاون مع اسرة آل سعود يکونوا قد قضوا علي اية حرية وايمان بالمعتقدات والعبادات والکلام في الاسلام. وقاموا باحراق المزيد من الکتب الاسلامية. ومنها يمکن ان نشير الى الأمر الذي اصدره القاضي سليمان بن عبيد في محکمة الظهران في عام 1955 حيال احراق الکتب الفقهية کتاب «دعائم الاسلام» وکذلک کتاب «ابو الشهداء» والکثير من الکتب الاخري.[28]

و لکن اضافة الى اجرائاتهم هذه قاموا بتحريف الآيات القرآنية والروايات والتاريخ. وکان محمدبن عبد الوهاب يؤکد کثيراً علي وجوب الاطاعة للحکام حتي ولو کانوا ظالمين- في حين ينبغي اطاعة اوامر الحکام في حالة عدم تعارضها مع قواعد الدين ويکون العلماء قيمين ومسؤولين عن شرح وتفسير تلک القواعد- لکن الشيخ کان يوصي بالصبر حيال ظلم الحکام وينهي عن الانتفاض بشکل مسلّح ضد الحکومة [29].

و يستند الوهابيون في قضية الاطاعة لکل حاکم- سواء کان ظالماً او عادلاً الى احاديث واقوال بعض الصحابة. ومنها قول الجهاد واجب عليکم مع کل امير براً کان او فاجراً». في حين يتعارض هذا التفکير مع نهج القرآن وتري آيات کثيرة التبعية للظالمين معصية وتنهي عن ذلک. ومنها الآية القائلة: «... ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان ..» [30] وفي الاحاديث کذلک قد نهي عن المخلوق المذنب: «لاطاعة في معصية الخالق»[31]

اضافة الى ذلک الحملات التي شنها الوهابيون علي بلاد المسلمين وهدمهم لمدن الشيعة کالنجف الاشرف وکربلاء وارتکاب المجازر بحق المسلمين وهدمهم للآثار التاريخية والاسلامية وهدمهم للمقابر والمشاهد المقدسة، والقضاء علي آثار شخص الرسول الکريم جميعاً هي من جملة الجرائم المرتکبة من جانب الوهابيين[32] ويذکر التاريخ مقتل 15 الف شخص في حملة واحدة للوهابيين في کربلاء وبعد هذه الحادثة تحولت کربلاء الى شکل کان الشعراء يذکروها بالمراثي وقد سجل الکثير من المورخين الشرقيين والغربيين وحتي السعوديين هذه الحملات الهجومية.

و قد قتل الوهابيون منذ بداية ظهورهم الآلاف من المسلمين الشيعة والسنة وفي الوقت الراهن يعملون طبقاً لتوجيهات امريکا والصهيونية خطوة يرکزون معظم اهتمامهم بقتل الشيعة وتکفيرهم. منذ زمن انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ازدادت نار الحرب ضد الشيعة وستسمر هذه النار حتي زمن الفرج، لکن هذا لا يعني بقاء اهل السنة في متني عن لهيب هذه الحرب. لأن اسياد الوهابية لا ينوون العمل في جبهتين في وقت واحد. انهم ينوون اثارة اهل السنة علي اخوانهم الشيعة لايجاد الفتنة بينهم واغراق الجميع في الدماء. ينبغي الانتباه الى ان الغاء عنصر العقل والفکر واحلال الفئوية الجاقة والجامدة محله هي من جملة اهداف الاستکبار ويري الوهابيون انه عليهم القيام بما قام به السلف وهذه مصيبة کبري لأن الاسلام يؤکد کثيراً علي التفکير والحکمة والمنطق والرحمة والاحسان وليس التقليد للسلف. لکنهم بحجة الخروج عن التقليد للسلف وضع هؤلاء سفک دماء المسلمين والابرياء في الاولوية من اعمالهم في حين يؤکد الاسلام علي حرمة ذلک ووضعه في الاولوية بعد الايمان بالله، فکيف يبررون ذلک؟ ففي العقل والمنطق والفکر لدي الوهابية يتم الترکيز بدل ذلک علي ثقافة القطيع والراعي بينهم ويشکل ذلک اهم واجب تروجه الاجهزة الاستخبارية البريطانية عبر بعض الحکام الاسلاميين وفتاوي المرتزقة اليهود في صفاتهم وعلي اساس ذلک ينبغي البقاء صماً وبکماً وعمياً وهذا يعني استمرار العبودية والخضوع امام اعداء الاسلام والقضاء علي الاسلام من الداخل.

افضل مثال فيما يتعلق بغسل الدماغ والغاء العقل لدي الوهابيين فتوي بن باز في تکفير من يعتبر الارض کروية. واذا کان المسلم الشيعي او السني يعتقد بغير ذلک يکون کافراً وطبقاً للشريعة الوهابية يکون قتله واجباً. نعم ان الوهابي سواء اکان سعودياً او عراقياً او افغانياً او باکستانياً او غيرهم ينبغي اولاً غسل دماغه بالحشيش والعملة الاستعمارية ثم يتم تنفيذ الاقتتال بين الاخوة! إن تشويه الوجه الاسلامي الذي جاء به الرسول الکريم الذي هو رحمة للعالمين وايقاف نشر هذه الرحمة في العالم من جانب السلفية لا يکون من قبيل الصدفة بل جاء نتيجة مخطط خطير يکون واجبهم الاول تدريب الاطفال الوهابيين منذ نعومة اظفارهم علي مفاهيم القتل وسفک الدماء والرافضة والتفکير وغسل أدمغتهم. فعلي اساس هذا المخطط يکون العلماء الوهابيون عابدين وزاهدين توجب إطاعتهم (!) واقتلوا الشيعة حتي تدخلوا الجنة. ويکون الزائرون لقبور اولياء الله مشرکون ويکون قتلهم واجباً. ويکون الاشعريون من اهل السنة کما يري الوهابيون اقرب الى الکفر من الايمان.

إن ما يؤسف هو ان الوهابية باعتبارها حرکة ارهابية ومنظمة محاربة قريبة جداً للمافيا في اعمالها. فهذه الحرکة المشؤومة تواصل نشاطها بالمساعدات المالية التي يقدمها اليها بعض حکام الدول الاسلامية. فهذه الاشياء لا تکون فرضيات ومزاعم بل انها حقائق وثائقية وتقارير مقدمة من جانب الامم المتحدة وافلام حقيقية منشورة عنها علي موقع يوتيوب.

إن جانباً مهماً من الکتب المنشورة باللغات العربية والانکليزية والفارسية والاردو في مطابع بعض الدول الاسلامية مختصاً بالرد علي عقائد المذهب الشيعي ومعاداته وفي ضديته وخاصة بعد الثورة الاسلامية الايرانية والناشرون بامر من الحکّام الوهابيين وجديتهم الکثيرة يطبعوها ويوزعوها في شبه الجزيرة العربية وخارجها بين المسلمين وغير المسلمين وتوزع علي شکل هدايا. وإن طباعة کتب أئمة السلفيين والوهابيين کابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب واسرته والمئات من الکتب[33] والمجلات الأخري ضد الشيعة واستخدام احدث التقنيات وکذلک تربية المبلغين الوهابيين وتوفير النفقات المالية لها وبناء العديد من المساجد في مختلف ارجاء العالم وتقديم المساعدات دون مقابل والاستثمارات الضخمة في سبيل نشر الاسلام الوهابي وتوسيعه في الدول الاسلامية تشکل قضية جادة. فبالاضافة الى الانحراف الاساسي لهذه الطائفة والنابعة عن ِآراء وظنون الائمة السلفيين (ابن تيمية ومحمدبن عبدالوهاب) تشکّل اليوم اداة سياسية ومذهبية وعسکرية بيد المستعمرين و في خدمة السياسات الشيطانية لامريکا وبريطانيا. وتعتبر احد العوامل الرئيسية لايجاد الخلاف والتفرقة بين المسلمين. فاثارة التفرقة والتشتت في العالم الاسلامي هي رغبة للاستکبار العالمي بقيادة آمريکا وإثر هذا الخلاف وتشديده يکسب اعداء الاسلام والمسلمين اکثر الاستغلال للاحتياطي المادي والمعنوي في البلدان الاسلامية وسيطرتهم ونفوذهم في المناطق التي يقطنها السلمون. ويشکل الوضع الحالي في العراق وافغانستان وباکستان وغيرها افضل شاهد علي ذلک ولتشکل هذه الامور درساً للاعتبار به نحو يقضة المسلمين وتحقيق انسجامهم الاسلامي إن شاء الله تعالي.[34]

فعلي اية حال إن اخواننا من اهل السنة يدعون اکثر من الشيعة الى ادائه الوهابية لان وجود هذه الطائفة المنحرفة يشکل خطراً کبيراً علي العالم الاسلامي وينبغي أن يکون الشيعة والسنة معاً لمواجهة هذه الغدة السرطانية.

الدکتور عصام العماد هو خبير لشؤون الشيعة ويحمل اختصاص في علم الرجال والحديث والتاريخ ومتخرج من جامعات المذهب الوهابي في العربية السعودية وکان سابقاً من اتباع المذهب الوهابي وبات اليوم من اتباع المذهب الشيعي، يري ان فتوي الوهابيين ناجمة عن تأثير العناصر الاسرائيلية بينهم ويعملون في منحي ايقاف حرکة حزب الله في لبنان والاخوان المسلمين ويضيف الدکتور العماد قائلاً:« إن الشيخ محمد سعيد رمضان لوطي وهو من کبار الفقهاء. کان قد قال اننا قد شکلنا اجتماعاً لنحو 200 مفکر من کافة ارجاء العالم للعثور علي المشاکل التي يعاني منها العالم الاسلامي وحل هذه المشاکل. وبعد اجراء البحوث والدراسات توصلنا الى هذه النتيجة وهي أن اکبر مشکلة يواجهها العالم الاسلامي اليوم هي الحرکة الوهابية» وقد اوجدت الوهابية مشاکلاً في کافة أرجاء العالم سواء في امريکا وفرنسا او في المانيا والصين وفي کافة المناطق التي توغلت فيها هذه الحرکة.

و يقول نقلاً عن الدکتور العلامة يوسف القرضاوي: لا يوجد أي شخص في العالم الاسلامي سواء کان ميتاً او حياً الا ان کتبت الوهابية کتاباً في لعنه سواء اکان شيعياً او سنياً او زيدياً او من غيرهم.

و قال: انا لا أظن بوجود مذهب کالوهابية يکون قد تبلور في اجواء تکفيرية وإن ما يؤسف له هو أن هذا النوع من التطرف يکون نابعاً عن الجهل بمعني التکفير وخصائصه.

و کان محمد عبد الوهاب متطرفاً في مواقفه حيال المسلمين وقد کتب في کتابه ان المشرکين المسلمين يکونوا اسواء لعنة من المشرکين الذين کانوا في عهد الرسول کابي لهب وابي جهل.

و کمثال علي ذلک کتب احد الوهابيين کتاباً في رده علي السيد جمال الدين اسد آبادي بعنوان «تحذير الامم من کلب العجم» وکتب وهابي آخر کتاباً في رده علي صاحب تفسير المنار» «صواعق من النار علي صاحب المنار» وشخص آخر منهم کتب کتاباً باسم: «الکلب العالي يوسف القرضاوي» وقد کتب الشيخ يوسف القرضاوي بان عماد قال: أنا اتذکر الزمن الذي کان يتم فيه في جامعات العربية السعودية توجيه النقد للامام علي عليه الاسلام وحتي نقد عمر بن الخطاب بسهولة ولکن کان لا يحق لاي شخص ان ينتقد محمد بن عبدالوهاب في هذه الايام مع ظهور رجال عظام کالسيد محمد قطب والشيخ محمد الغزالي قد أفلت هذه الوضعية.

و اضاف قائلاً عندما لم يتمکن اقطاب الوهابية مواجهة القوة العلمية للسيد محمد قطب فاتهموه بالتمرد علي ولي امره.

و يضيف الدکتور عصام قائلاً: انا قبل أن اصبح شيعياً کنت ادرس لدي شخص يدعي المدخلي وکانت لدي هذا الشيخ نحو 1000 کتاب في لعن ورفض اقطاب الاسلام کالسيد محمد قطب والشيخ محمد الغزالي وآية الله الخوئي والشيخ محمد عبده وغيرهم. في حين اننا لم نعثر علي کتاب واحد لديهم في الرد علي المارکسية او البوذية او البهائية او الافکار الاسرائيلية والامريکية ولکن هذا ليس عجيباً ان تکون جميع کتابات هؤلاء ضد المسلمين فقط.[35]

و في نهاية الکلام مرة اخري نعود الى المقال بان کلمة Globalization تکون مجرد عملية تاريخية بل تکون في فکر العولمة الغربية اجباراً وفرضاً من اجل استعمار باقي الشعوب والثقافات وهو مبدأ مسلم به ينبغي الاخذ به مهماً کلـّف.

و من اجل مواجهة الطائفية ما هي الارادة والعوامل المؤثرة في هذه المواجهة؟

المقترحات:

- المحافظة علي الثقافة الاسلامية الاصلية وصيانتها

- المواجهة الذکية والمؤثرة لهجمة المعارضين للاسلام الاصيل والخالص

- التبيين الصحيح والبسيط للأسس النظرية والفرضية للرؤِية الشمولية الاسلامية.

- انتهاج الذکاء والدقة والتخطيط بوجه الوساوس الواسعة للاجانب المعاندين او الجاهلين لتحرير مشاعر المسلمين وحبس عقولهم.

- منع الانزلاق في احضان التفاؤل او التشاؤم المفرط حيال السياسات الموجهة ضد الاسلام من جانب القوي الاجنبية.

- الثقة بالنفس وتربية النزعة الفکرية في شباب العالم الاسلامي

- الدعوة الى التعمق في الاحکام الاسلامية وتجنب الفئوية

- بسط علاقات المودة بين الدول الاسلامية والمسلمين وتوسيع ثقافة الحوار

- اخراج المجموعات المتطرفة من انطوائها علي نفسها بشکل جاهل وعامد.

- بناء الاسس السليمة الاسلامية في الاذهان والشباب منهم خاصة.

- التبيين الصحيح للاستشهاد وعدم سوء الفهم في هذا الموضوع وعدم انتهاج الازدواجية في تنفيذ هذا الموضوع.

- اصدرا بيان مشترک من جانب علماء الشيعة والسنة امام الفتاوي التکفيرية للوهابيين.

- ضرورة الاهتمام بالعلاقة الوثيقة الموجودة بين التدين والاخلاق في الاسلام والتقيد به.[36]

- الجمع بين الدبلوماسية والدين بشکل ذکي نحو ابطال مفعول تحريکاتهم.

المصادر

پاورقي ها:

1- نويسنده

2_The Cultural Dimensions of Global change, Edited by: Lourdes Arizpe, UNESCO, 1996.

3_ibid,p66


4-هفته نامة ترجمان سياسي، سال پنجم، شمارة 52، مورخ 26 آذرماه 1379: آن روي سکّه جهاني سازي، دکتر کارل هپِنز کُهي، ترجمة ق. طولاني

5__Globalization, Malcolm waters, Rutledge, London and New York, 1995.

6-روزنامة جام جم، مورخ 16 آذرماه 1380، تعامل با جهاني شدن، سيد محمّد سلطاني فر.

7_ The Limits of Globalization, Edited by: Alan scott, Rutledge, New York and London, 1997.

8_ Islam, Globalization and post modernity, Edited by: Akbar s. Ahmed and Hastings Donnan, Rutledge, New York and London,1994.

9_Global Anarchy in the third Millennium, Joseph wayne, Smith, Graham Lyons, Yvonne Moore, Mac Milan press LTD, Great British, 2000.

10_ibid


11- هفته نامة ترجمان اقتصادي، سال سوم، شمارة 4، مورخ 21 خرداد1379: مفاهيم جديد جهاني به روايت امريکا، پير بوردلو، مترجم: ر. علي اکبرپور.

12- ماهنامة امّت، سال دوم، شمارة 16، شهريورماه 1380.

13- هفته نامة ترجمان سياسي، سال پنجم، شمارة 52، مورخ 26 آذرماه 1379: آن روي سکّه جهاني سازي، دکتر کارل هپِنز کُهي، ترجمة ق. طولاني.

14- ماهنامة امّت، سال دوم، شمارة 16، شهريورماه 1380.

15- هفته نامة ترجمان اقتصادي، سال سوم، شمارة 15، مورخ 12 شهريور 1379: ادّعا نامه اي در ردّ جهاني سازي، ماهاتير محمّد، ترجمة ق. طولاني.

16_Der Bahaismus, in Evangelisches missions-magazin,new series, vol. 52, pp321-31

17_Die propaganda fur asiatische religion im abendland: in Basler missionsstudien, issue 10, pp.45-55






--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ ماهنامه امت، جهاني ساري از ديدگاه اسلامي، احسان مدني، العدد 16 صص 32-33

[2] ـ نفس المصدر

[3] - The cultural dimension of globalization

[4] Ibid.p 66

[5] ـ اسبوعية ترجمان سياسي، ش 52، ص51.

[6] ـ سيد محمد سلطاني فر، تعاملي با جهاني شدن، صحيفة جام جم، 6 آذر 1380.

[7] ـ The limits of globalization, Alan Scott, PP 80-81

[8] - Globalization Anarchy P 15

[9] ـ اسبوعية ترجمان اقتصادي، العدد الرابع، ص53

[10] ـ مجلة امت الشهرية العدد 16، ص 32

[11] ـ اسبوعية ترجمان سياسي، العدد 52، ص52

[12] ـ اسبوعية الترجمان السياسي (هفته نامه ترجمان سياسي، العدد 52 ص 52)

[13] ـ نفس المصدر

[14]- Global Anarchy P 9

[15] - Global Anarchy P 85

[16] ـ ماهنامه امت، (شهرية امة) العدد 16، ص 32

[17] ـ اسبوعية الترجمان الاقتصادي (ترجمان اقتصادي) العدد 15، ص 35

[18] - in Evangelisches missons- magazine, new series, vol. 52, pP 321-31 Der Bahaismus

[19] - Die propaganda fur asiatische religion im abendland: in basler missonsstudien , issue 10, PP. 45-55

[20] -in Evangelisches missons- magazine, new series, vol. 52, P331 Der Bahaismus

[21] ـ فصل اول صفحات 51،49،45،44،43،38،32،31،24،22،21،13،9 وفصل دوم ص 71 وفصل سوم صفحات

113،11،109،144،139،131،118 وفصل چهارم صفحات

180،179،178،176،175،173،172،169،168،167،167،166،164،161،160،154،48.

[22] ـ فصل چهرم صفحة 150، 149

[23] ـ فصل چهرم صفح 157 به بعد

[24] ـ دکتر عصام العماد در گفت گو با خبرنگار فقه وحقوق خبرگزاري دانشجواين ايران (ايسنا)

[25] ـ وهابية علي اصغر فقيهي انتشارات صبا، الططبعة الثالثة،ِ 1366 ، ص18

[26] . Islamic Desk Refrence E ran Donzei.new york, 1994, P 479

[27] ـ عقائد اهل السنة والجماعة في الرد علي الوهابية والبدع، تأليف احمد سهارنبوري ومقدمة وترجمة فارسية لعبدالرحمن سربازي (مدير المدرسة العلمية الاسلامية جابهار) انتشارات علمي، الطبقة الاولي ، الطبقة الاولي 1370، صص 24-25.

[28] ـ صفحة عن آل سعود والوهابيين وآراء علماء اهل السنة في الوهابية، السيد مرتضي رضوي (من علماء القاهرة) دون تاريخ ودون مکان، ص 13

[29] ـ الدين والدولة في المملکة العربية السعودية، ايمن الياسيني، صص 36-37

[30] ـ مائدة، آية 2

[31] ـ نهج البلاغة، ج 156 فيض الاسلام.للمزيد من المعلومات راجع تحليلي نو بر عقائد وبيان، محد حسين ابراهيمي، صص 188-193.

[32] ـ راجع وهابيان علي اصغر فقيهي، کذلک تاريخ، نقد دراسة الوهابين، السيد محسن الامين انتشارات امير کبير ، ترجمة ابراهيم سيد علوي، انتشارات امير کبير

[33] ـ مجلات معرفت، شماره 52

[34] ـ نفس المصدر

[35] ـ الدکتور عصام العماد في حوار مع مراسل الفقه والحقوق الوکارة الطلابية (ايسنا)

[36] ـ في الواقع اذا کانت التعليمات اللاخلاقية للاسلام والاخلاق باعتبارها جزء لا ينفصل عن مجموعة القوانين العلمية سيؤدي ذلک الى ازالة جانب من هذه الخلافات الطائفية من المجتمع الاسلامي والقضية المهمة الموجودة في الاسلام ويعترف بها الباحثون الاجانب کذلک. روبن لوي ( Roben Levy) في کتابة structure of slam The social لاثبات ذلک علي هذه الآية من القرآن الکريم القائلة ليس البرّ ان تولوا وجوهکم قبل المشرق والمغرب ولکن البر. وکذلک جفري بريند (Parriender Geoffry ) المختص في البحوث التطبيقية للاديان في کتابه: (Comparative Religion , P: 94 ) فيقول : في الاسلام تکون الاخلاق جزءً من الدين ويکون الفصل بينها مضراً. اني بعثت لاتمم مکارم الاخلاق لکن المؤسف هو ان الوهابية وکانها لم تألف شيئ من الاخلاق الاسلامية!