دور الأحزاب والمنظمات السياسية في إخراج الأمة الإسلامية مما تعانيه من أزمات
دور الأحزاب والمنظمات السياسية
في إخراج الأمة الإسلامية مما تعانيه من أزمات
النائب محمد ولد فال
رئيس حزب الرفاه من موريتانيا
تعيش أمتنا الاسلامية أيها السادة والسيدات جملة من الأزمات تستدعي اليوم من كل مسلم أيا كان موطنه وقفة تأمل حقيقية لمعرفة أنجع السبل الممكنة لإخراج أمتنا مما تعانيه من أزمات ماحقة ‘ بدء بالقضية الفلسطينية والدوس على المقدسات والكرامة الإسلامية والقتل والتنكيل الذي تمارسه العصابات الصهيونية في فلسطين السليبة مرورا بما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان ومصر وتونس وبورما ونيجيريا وإفريقيا الوسطى ومالي والقائمة طويلة.
وللأحزاب والمنظمات السياسية في العالم الاسلامي أدوار كبيرة منوطة بها ‘ وبإمكانها القيام بها للمساعدة في خروج أمتنا مما تعانيه من أزمات، وذلك من خلال دورين مختلفين يمكن أن تلعبهما الأحزاب والمنظمات السياسية حسب توجه النظام الحاكم في هذا البلد المسلم أو ذاك
أولا بالنسبة لدور الأحزاب والمنظمات كدور مكمل في البلدان الإسلامية ذات الأنظمة الثورية:
وهنا يكون دور الأحزاب السياسية أقل صعوبة ‘ إذ هو مكمل لدور حكوماتها ‘ فتقوم بتطوير الوعي السياسي والثوري عند المواطنين وتمدهم بالمعلومات الضرورية عن واقع الأمة والخيارات والسبل المتاحة من أجل النهوض بهذه الأمة، ومؤازرة الحكومات الثورية بغية الوقوف في وجه الإستكبار العالمي والرجعية الإسلامية والحركات الوهابية التكفيرية ‘ اللذين هم أهم أسباب أزمات الأمة، كما أن الأحزاب السياسية في هذه الوضعية تلعب دورا فعالا في خلق الرأي العام وفي تنشيطه وتنظيمه، فهي تقوم بتنظيم الإتجاهات السياسية وتبين مصالح المواطنين بما يتصل بالشؤون العامة، وتمدهم بما يكفي من معارف ومعلومات تتعلق بواقع الأمة والمجتمع ‘ وبهذه الطريقة يخلق دور الأحزاب والمنظمات السياسية نوعا من التكامل والمؤازرة بالنسبة للبلدان الإسلامية ذات الأنظمة الثورية ‘ مايسمح لهذه الأنظمة بتأدية رسالتها التاريخية ومواجهة المؤامرات في جو يضمن أكبر قدر من وحدة الصف الداخلية.
ثانيا دور الأحزاب والمنظمات السياسية في البلدان الاسلامية ذات الأنظمة الأخرى:
بصورة عامة تعتبر غالبية هذه الأنظمة في البلدان الإسلامية رأس الخراب على هذه الأمة ‘ فهي إما أنظمة ترتمي في أحضان قوى الإستكبار المعادية للأمة الإسلامية وللإسلام ‘ وتستخدمها هذه القوى سيفا مسلطا على شعوبها وعلى الدول الإسلامية ذات التوجه التحرري، وإما دول ذات أنظمة إضافة إلى إرتمائها في أحضان قوى الإستكبار‘ فهي تغذي وتصدر وتمول الحركات الوهابية التكفيرية والتطرف والإرهاب ‘ وهو ما سمح للقوى الغربية المعادية للإسلام بتشويهه وتقديمه على أنه دين الذبح وقطع الرؤوس والتفجيرات.
وهنا يكون للأحزاب والمنظمات السياسية في هكذا بلدان إسلامية دور أكثر صعوبة وأهمية، فهي مسؤولة من جهة عن التأثير على الرأي العام الشعبي الإسلامي بعيدا عن الحكومة ‘ بل وقوفا في مواجهتها في أكثر الأحيان ‘ ومن جهة أخرى هي مسؤولة عن تقديم الصورة الحقيقية للدين الإسلامي في مواجهة موجة التكفيرالوهابي والتضليل والإرهاب.
وتتبع الأحزاب والمنظمات السياسية في هذه الحالة مجموعة من الوسائل الاعلامية وبعض الوسائل الأخرى غير التقليدية مثل قيادة التظاهرات وحركات الإحتجاج وغيرها.
وبصورة عامة من أهم وسائل الأحزاب والمنظمات السياسية لتنشيط الرأي العام:
- تنظيم المناقشات العامة وعقد الندوات
- الدعاية والإعلام عن طريق وسائل الإعلام التي يفترض أن يمتلكها الحزب وغيرها من وسائل الإعلام
- الإتصال المباشر بالمواطنين وتنظيم اللقاءات مع الزعماء والمختصين.
وبإمكان الأحزاب والمنظمات السياسية استخدام كل هذه الوسائل لمواجهة الخضوع والاستكانة من جهة، ولتسليط الضوء على ما تمثله الحركات التكفيرية والوهابية وما انجر عنهما من غلو وتطرف يمثل اليوم أكبر خطرعلى هذه الأمة ,من جهة أخرى، وبإمكانها كذلك مساعدة الرأي العام الإسلامي على فهم هذه الحركات أكثر‘ وحل ألغاز تتعلق بها ‘ من قبيل ظروف نشأتها وطبيعة معتقداتها ومن يمولها ومن المتضرر منها حقا ولمصلحة من تعمل في النهاية ثم أنجع السبل المتاحة لمواجهتها.
تلكم بعجالة أيها السادة والسيدات الأكارم أهم الخطوط العريضة للدور الذي يمكن أن تقوم به الأحزاب والمنظمات السياسية للمساهمة في خروج أمتنا الإسلامية من ما تعانيه من أزمات.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته