@ 267 @ من حدتهم في المناقشة ، ورميهم مناظرهم لأول وهلة بالزيغ والزندقة ؛ فلذلك يجاملونهم ويوافقونهم خشية الهجر والمعاندة . أما أنا فإني لا أزال ألح في طلب الجواب الشافي عن أصل دفع الوباء بقراءة الحديث ، وعن منح متن البخاري مزية لم يمنحها كتاب الله الذي نعتقد أنه متعبد بتلاوته دون الحديث ؛ ولو كان هذا العمل من غير العلماء الرسميين لضربت عنهم وعن عملهم صفحاً ، ولما خططت كلمة ، ولكنه من علماء لهم مراكز رسمية ، يزاحمون بها مراكز الأمراء ، فيجب أن يؤبه لهم ، وأن ينظر لعملهم بإزاء مركزهم من الأمة التي يسألون عنها ، والله ولي التوفيق ) ) . .
هذا ما رأيته ، أثبته بحروفه ، وقد وقع منشئها بإمضار ( متنصح ) ، ولو عرفنا اسمه لنسبناه إليه أداء للأمانة إلى أهلها . .
ثم رأيت العلامة عصام الدين الطاشكبري الحنفي ذكر في رسالة ( ( الشفاء ، لأدواء الوباء ) ) في المطلب السادس نقلا عن السيوطي أن الدعاء يرفع الطاعون والاجتماع له بدعة ، قال : ( ( لأنه وقع في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والصحابة يومئذ متوافرون ، وأكابرهم موجودن ، فلم ينقل عن أحد منهم أنه فعل شيئاً من ذلك ، ولا أمر به . وكذا في القرن الثاني ، وفيه خيار التابعين وأتباعهم ؛ وكذا في القرن الثالث والرابع . وإنما حدث الدعاء برفعه في الزمن الأخير ، وذلك في سنة 749 ) ) .