@ 66 @ ذلك لغرضه وأكثر حين اجتماعي به من التعجب من كوني لم أجيء إليه أيام عزه وأنشدني ما زعم أنه خاطب به العلاء بن أقبرس فقال : أجج النحاس نارا أحرقت فلس ابن أقبرس فلذا صار ينادي أحرق النحاس ذا الفلس عفا الله عنه وعن سائر المسلمين . .
محمد بن أحمد بن محمد بن داود بن سلامة أبو عبد الله وأبو المواهب ابن الحاج اليزلتيني نسبة لقبيلة التونسي المغربي ثم القاهري المالكي ويعرف بابن زغدان بمعجمتين أولاهما مفتوحة ثم مهملة وآخره نون . ولد في سنة عشرين وثمانمائة تقريبا بتونس وحفظ القرآن وكتبا وتلا لنافع على بعض القراء من أصحاب ابن عرفة وبحث العربية على أبي عبد الله الرملي وعمر الشلشاني وغيرهما وعن ثانيهما وعمر البرزلي أخذ في الفقه وأخذ المنطق عن محمد الموصلي وغيره والأصلين مع الفقه أيضا عن إبراهيم الأخضري ، وقدم القاهرة في سنة اثنتين وأربعين فيما بلغني وتنزل في صوفية سعيد السعداء وحج وجاور وأخذ عن شيخنا اليسير وامتدحه بقصيدة حسنة سمعت منه أكثرها وكتبت له الإجازة عنه وكذا صحب يحيى بن أبي الوفاء وفهم كلام الصوفية ومال إلى ابن عربي بحيث اشتهر بالمناضلة عنه ، وآل أمره بعد أحداث البقاعي ما كان الوقت في غنية عنه إلى أن عقد ) .
ناموس المشيخة وصار يذكر ويتظاهر وبتقريرات وكلمات بحضرة من يجتمع عنده خصوصا بعض الطواشية ، وربما قرئ عنه المدخل وغيره من الكتب المستقيمة وله اقتدار على التقرير وبلاغة في التعبير بحيث شرح الحكم لابن عطاء وعمل كراسة في جواز السماع وحزب أدعية وأوراد يتداوله أصحابه ورسالة قوانين حكم الإشراق إلى صوفية جميع الآفاق وسلاح الوفائية بثغر الإسكندرية وديوان شعر سماه مواهب المعارف وعدة أحزاب وغير ذلك . وقد قال فيه البقاعي أنه فاضل حسن الشكل لكنه قبيح الفعل أقبل على الفسوق ثم لزم الفقراء والوفائية وخلب بعض أولى العقول الضعيفية فصار كثير من العامة والنساء والجند يعتقدونه مع ملازمته للفسوق أراني مرة كتابا اسمه بغية السول من مراتب الكمال في التصوف أبان فيه صاحبه عن عقيدة صحيحة وذوق سليم في طريق القوم المستقيم في مجلد لطيف وزعم أنه تصفيفه فالله أعلم وصرح بتكذيبه ، وقال في موضع آخر أنه قدم القاهرة على ما ادعى سنة إحدى وخمسين حاجا فمرض ولم يحج بعد وصحب بني الوفاء حتى مات وكتب عنه من نظمه :