[ 17 ] واوجبنا كونه في الارض وبالله التوفيق. فقام انسان من المعتزلة وقال للشيخ المفيد: كيف يجوز ذلك منك وانت نظار منهم قائل بالعدل والتوحيد، وقائل باحكام العقول، تعتقد امامة رجل ما صحت ولادته لون امامته، ولا وجوده لون عدمه، وقد تطاولت السنون حتى ان المعتقد منكم يقول ان له منذ ولد خمسا واربعين ومائة سنة فهل يجوز هذا في عقل أو سمع ؟ قال له الشيخ: قد قلت فافهم، اعلم: ان الدلالة عندنا قامت على ان الارض لا تخلو من حجة. قال السائل: مسئم لك ذلك ثم ايش ؟ قال له الشيخ: ثم ان الحجة على صفات، ومن لا يكون عليها لم تكن فيه قال له السائل: هذا عندي، ولم ار في ولد العباس ولا في ولد علي ولا في قريش قاطبة من هو بتلك الصفات، فعلمت بدليل العقل ان الحجة غيرهم ولو غاب الف سنة، وهذا كلام جيد في معناه إذا تفكرت فيه، لانه إذا قامت الدلالة بان الارض لا تخلو من حجة، وان الحجة لا يكون الا معصوما من الخطا والزلل، لا يجوز عليه ما يجوز على الامة، وكانت المنازعة فيه لافي النيبة، فإذا سلم ذلك كانت الحجة لازمة في الغيبة. $ + بل