وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[47] إذا لقوك تملقوك، وإذا غبت عنهم سلقوك، من أتاك منهم كان عليك رقيبا، وإذا خرج منك كان عليك خطيبا، اهل نفاق وتهمة، واصحاب غل وخديعة لا تغر باجتماعهم عليك، فما غرضهم العلم والكمال والحال، بل الجاه والمال وأن يتخذوك سلما لأوطارهم، وحمارا في أثقالهم وأوزارهم، ان قصرت في غرض من أغراضهم كانوا أشد أعوان عليك، ويرون ترددهم اليك حقا واجبا لديك، ويتوقعون منك أن تبذل عرضك ودينك لهم، فتعادي عدوهم، وتنصر قرينهم وخليلهم، وتنتهض لهم سفيها، وتكون لهم تابعا خسيسا، بعد أن كنت متبوعا ورئيسا، ولذلك قيل: اعتزال العامة مروءة تامة، وهو كلام حق، لانا نرى المدرسين في زماننا كأنهم في رق دائم، وتحت حق لازم، ذمته ثقيلة ممن يتردد إليه، فكأنه يهدي تحفة لديه، وربما لا يختلف عليه في الأدوار حتى يتكلف برزق له على الأوزار، ثم المدرس المسكين، والمولى الضعيف الدين، لعجزه عن القيام بذلك من ماله لا يزال يتردد الى ابواب المتسلطين، ويقاسي الشدائد والذل، مقاساة الذليل المهين، حتى يكتب له بعد الابرام التام، على بعض وجوه السحت مال حرام، ثم يبقى في مخمصة القسمة على الأصحاب، والتوزيع على الكلاب، ان سوى بينهم مقته المبرزون ونسبوه الى الحمق والجهالة والقصور عن درك المصارف، والفتور عن القيام في مقادير الحقوق بالعدل، وان فرق بينهم سلقه السفهاء بألسنة حداد وثاروا عليه ثورة الأسد والآساد، فلا يزال في عناء ومشقة في الدنيا، ومظالم مما يأخذه في العقبى، والعجب منه انه مع ذلك كله والداء جله، يزعم أنه فيما يفعله مريد لوجه الله، ومذيع شرع رسول الله، وناشر علم دين الله، وقائم بكفاية طلاب العلم، ولو لم يكن مضحكة للشيطان، وسخرة لإخوان الزمان، يعلم ان فساد الزمان لا سبب له الا كثرة أمثال اولئك الاشخاص في هذا الاوان. ________________________________________