[315] حين صرتم عرضا يرمى (11) يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر (12) وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا ينسلخ عنا البرد (13) كل هذا فرارا من الحر والقر، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فأنتم والله من السيف أفر، يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الاطفال، وعقول ربات الحجال (14) لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم ________________________________________ (11) القبح - كالقفل -: ضد الحسن. وبالفتح والسكون: الابعاد عن الخير والترح - كالفرس -: الحزن. الهلاك. الفقر. والغرض: الهدف الذي يرمى إليه. (12) وفى الكافي: (أمهلنا حتى يسبخ) الخ. حمارة - بتشديد الراء، وربما خففت في الضرورة، هو -: شدة الحر. والقيظ: صميم الصيف والتسبيخ: التخفيف والتسكين. (13) ومثله في نهج البلاغة، وفى الكافي:: (أمهلنا حتى ينسلخ عنا البرد صبارة الشتاء - بتشديد الراء -: شدة بردة. و (القر) بالضم والتشديد: البرد. وعن بعضهم انه برد الشتاء خاصة، والبرد عامة يشمل برد الشتاء والصيف معا. (14) الحلوم - كالاحلام - جمع الحلم - بكسر الحاء على زنة حبر - وهو تحمل المكاره والتصبر عليها. الاناة والتمهل في الامور. وقد يقابل به الجهل والسفه، كقول الشاعر: (وان سفاه الشيخ لا حلم بعده) وقد يطلق على العقل كقوله تعالى: (أم تأمرهم أحلامهم) أي عقولهم. و (ربات الحجال): النساء، وهي جمع ربة - مؤنث الرب - بمعنى الصاحب. و (الحجال) جمع الحجلة - محركة - وهي اما بمعنى الزينة المخصوصة التي تزين بها النساء ليلة عرسها. أو البيت أو القبة التي تزين للعروس، أو الستر الذي يضرب لها في جوف البيت. وقوله (ع): (حلوم الاطفال وعقول ربات الحجال) اما مجروران على انهما معطوفان على الرجال، أي يا أشباه حلوم الاطفال وعقول ربات الحجال. ويجوز أيضا نصبهما عطفا على المضاف دون المضاف إليه، وفى هذا الوجه من المبالغة ما لا يوجد في الوجه الاول والثالث، واما مرفوعان على انهما خبران لمبتدا محذوف، وتقدير الكلام: حلومكم حلوم الاطفال وعقولكم عقول ربات الحجال الخ. ________________________________________