[43] الله صلى الله عليه وسلم: والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حقا، وإن الله تعالى يقول: إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور. 3 - روى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. قال أبو عبد الله: فتأول ناس في هذا الحديث وقالوا: العرش سريره الذي حمل عليه، واحتجوا بحديث رووه عن ابن عمر إنه تأوله، كذا حدثنا الجارود قال: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: ذكر يوما عنده حديث سعد: إن العرش يهتز بحب الله لقاء سعد قال ابن عمر: إن العرش ليس يهتز لموت أحد ولكنه سريره الذي حمل عليه. قال: فهذا مبلغ ابن عمر رحمه الله من علم ما القي إليه من ذلك، وفوق كل ذي علم عليم. إنتهى. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3: 606 ولفظه: قال ابن عمر: اهتز لحب لقاء الله العرش. يعني السرير قال: ورفع أبويه على العرش. تفسخت أعواده. وأنت تعرف سخافة هذا التأويل مما أخرجه البخاري والحاكم في المستدرك من طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش (1) الرحمن لموت سعد بن معاذ. فقال رجل لجابر: فإن البراء يقول: اهتز السرير. فقال إنه كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ (2). وأخرجه مسلم بلفظ: اهتز عرش الرحمن (3). وفي فتح الباري 7: 98: قد جاء حديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة أو أكثر وثبت في الصحيحين فلا معنى لإنكاره. 4 - في كتاب " الانصاف " لشاه صاحب: روى ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم من أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقضت عائشة عليه بأنه لم يأخذ الحديث على وجهه، مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها فقال صلى الله عليه وسلم: إنهم يبكون عليها، وإنها تعذب في قبرها. وظن - ابن عمر - العذاب معلولا بالبكاء، وظن الحكم عاما على كل ميت. ________________________________________ (1) فصل ابن حجر القول في معنى الحديث في فتح الباري 7: 97، 98. (2) صحيح البخاري في المناقب ج 6: 3، مستدرك الحاكم 3: 207 (3) صحيح مسلم 7: 150. ________________________________________