[7] واختلقوا من طريق محمد أبي البلاط (1) عن زهد بن أبي عتاب عن ابن عمر أيضا: قال: كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: يلي الأمر بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم نسكت. ولعل الواقف على أجزاء كتابنا هذا وبالأخص الجزء السادس وهلم جرا يعلم ويذعن بأن اختيار ابن عمر ومن رأى رأيه باطل في غاية السخافة، ولو كان معظم الصحابة لم يعدل بأبي بكر أحدا في زمن نبيهم فما الذي زحزحهم عن رأيهم ذلك يوم السقيفة ؟ وما الذي أرجأهم عن بيعته ؟ ومن أين أتاهم ذلك الخلاف الفاحش الذي جر الأسواء على الأمة حتى اليوم ؟ وقد عرفناك في الجزء السابع ص 76، 93، 141 ط 1 (2) إن عيون الصحابة من المهاجرين والأنصار لما لم تكن تجد لأبي بكر يوم تقمص الخلافة فضيلة يستحق بها الخلافة، وتدعم بها الحجة على الناس في بيعته تقاعست وتقاعدت عنها وما مدت إليها منهم يد، ولم تكن لهم فيها قدم، وما بايعه يومها الأول إلا رجلين أو أربعة أو خمسة، ثم حدت الأمة إليها الدعوة المشفوعة بالإرهاب والترعيب، وما كان في أفواه الدعاة إليها إلا الترهيب بالقتل والضرب والحرق، أو قولهم: إن أبا بكر السباق المسن، صاحب رسول الله في الغار، وكانت هذه غاية جهدهم في عد فضائل أبي بكر، قال ابن حجر في فتح الباري 13: 178: وهي - فضيلة كونه ثاني اثنين في الغار - أعظم فضائله التي استحق بها أن يكون الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عمر بن الخطاب: إن أبا بكر صاحب رسول الله، ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم. ا ه. ألا مسائل ابن حجر عن أن صحبة يومين في الغار التي تتصور على أنحاء، وللقول فيها مجال واسع، صحبة ما أمكنت الرجل من أن يصف صاحبه لما جاءه اليهود وقالوا: صف لنا صاحبك. فقال: معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كاصبعي هاتين، ولقد صعدت معه جبل حراء وأن خنصري لفي خنصره، ولكن الحديث عنه صلى الله عليه وسلم شديد، وهذا علي ابن أبي طالب. فأتوا عليا فقالوا: يا أبا الحسن ؟ صف لنا ابن عمك، فوصفه. الحديث (3) ________________________________________ (1) لا يعرف لا يدر رجال الجرح والتعديل من هو. لسان الميزان 5: 96. (2) وفي ص 75 - 82، 93، 141 ط 2. (3) الرياض النضرة 2: 195. ________________________________________