[ 64 ] طالب ما منعك حين بويع (1) اخو بني تيم بن مرة، واخو عدى، واخو بنى امية بعد هما ان تقاتل وتضرب بسيفك ؟ فانك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراف الا قلت فيها (2): والله انى اولى الناس بالناس، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فما منعك ان تضرب بسيفك دون مظلمتك ؟ قال (3) قد قلت فاستمع الجواب، ولم يمنعنى من ذلك الجبن ولا كراهة للقاء ربى وان لا اكون اعلم بان ما عند الله خير لى من الدنيا بما فيها، ولكني منعنى من ذلك امر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلى، اخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الامة صانعة بعده فلم اك بما صنعوا حين عاينته باعلم، ولا اشد يقينا بما عاينت وشاهدت، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فما تعهد إلى إذا كان ذلك ؟ قال: ان وجدت اعوانا فانبذ إليهم، وجاهدهم، وان لم تجد اعوانا، فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على اقامة كتاب الله وسنتى اعوانا. واخبرني: ان الامة ستخذلني وتبايع غيرى، وتتبع غيرى، واخبرني صلى الله عليه وآله: انى منه بمنزلة هارون من موسى، وان الامة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه. إذ قال له موسى: (يا هارون ما منعك إذ رايتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت امرى) (4) قال (يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (5) وقال (يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا براسى انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى) (6) وانما يعنى ان موسى امر هارون حين استخلفه عليهم ان ضلوا ثم ________________________________________ 1) في المصدر والبحار: حين بويع أبو بكر اخو بني تيم. 2) في المصدر والبحار: قلت فيها قبل ان تنزل عن المنبر. 3) في المصدر والبحار: قال عليه السلام: يا بن قيس اسمع الجواب. 4) طه: 93. 5) الاعراف: 150. 6) طه: 94. ________________________________________