[ 39 ] هديا، وخلقا، وسمتا (1) وفعلا، واشرفهم منزلة واكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام، وعن رسوله وعن المسلمين خيرا. قويت حين ضعف اصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسوله صلى الله عليه وآله إذ هم اصحابه، وكنت خليفته حقا لم تنازع، ولم تضرع (2) برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وضغن (3) الفاسقين. فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا (4)، ومضيت بنور الله إذ وقفوا: فاتبعوك (5) فهدوا، وكنت اخفضهم صوتا، واعلاهم قنوتا (6)، واقلهم كلاما، واصوبهم نطقا، واكبرهم رايا، واشجعهم قلبا، واشدهم يقينا، واحسنهم عملا، واعرفهم بالامور. كنت والله يعسوب (7) الدين اولا وآخرا: الاول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين ابا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت اثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما اضاعوا، ورعيت ما اهملوا، وشمرت إذ اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ اسرعوا (8)، وادركت اوتار ما طلبوا (9)، ونالوا بك ما لم يحتسبوا. كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا (10) وحصنا، ________________________________________ 1) السمت (بفتح السين المهملة وسكون الميم) الطريق وهيئة اهل الخير. 2) لم تضرع: لم تضعف. 3) الضغن (بكسر الضاد): الحقد - وفى المصدر: وصغر الفاسقين. 4) تتعتعوا: ترددوا في الكلام من حصر أو عى. 5) في الكمال والبحار: ولو اتبعوك لهدوا. 6) في الكمال: قوتا. 7) في الكمال والبحار: كنت والله للدين يعسوبا. 8) في الكمال والبحار: وصبرت إذ جزعوا. 9) في الكمال والبحار: وادركت إذ تخلفوا. 10) في الكمال والبحار صبا وللمؤمنين غيثا وخصبا وفى النسخة المخطوطة من " الحلية " المؤرخة (1351) والموجودة في مكتبة المؤسسة: وللمؤمنين عمودا وحصنا. ________________________________________