[ 338 ] ما من نبى الا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض، فاما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فابو بكر وعمر (انتهى). اقول: سنذكر بعد ذلك اخبارا اخر في هذا المعنى ايضا ويتوجه على الكل ان الوزارة في اللغة تستعمل بمعنى المعونة، ومعونة رسول الله صلى الله عليه وآله لا تكون إلا من جهتين لا ثالث لهما منهما المعونة في التادية والابلاغ الى الناس من دين الله عز وجل الذي جاء به من عنده كما قال تعالى " ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه اخاه هارون وزيرا " فكان هارون مبلغا مع موسى مؤديا معه رسالات الله تعالى معينا له على دين الله تعالى، والوجه الثاني هو المعونة بمجاهدة الكفار و محاربتهم ولم يكن أبو بكر معينا للنبى صلى الله عليه وآله بشئ من هذين الوجهين وهو ظاهر ولا نعرف في معونة الرسول وجها ثالثا وذلك ان في الوزارة لسائر الناس ما يكون معه الراى والمشاورة والتدبير وقد قدمنا الاشارة الى ان هذا مما لا يجوز ان يظن لاحد مع رسول الله (صلعم) لان الرسل لا يستعملون آراءهم وتدبيرهم دون تدبير الله وامره وإنما هم يصيرونه عن امر الله ونهيه وتدبيره في وجوه متصرفاتهم من حرب الى سلم، الى تقديم، الى تأخير، الى غير ذلك، ومن كان الله مدبره ومختارا له في متصرفاته كان مستغنيا عن مشاورة رعيته وتدبيرهم معه وهذا ما لا يجوز ان نظنه دونهم في نبى ولا رسول ولا حجة لله يحتج بها على عباده، وايضا يكذب ما ذكره من ان لكل نبى وزيرين من أهل الارض ان موسى عليه السلام مع كونه نبيا من اولى العزم لم يسمع أحد له غير هارون عليه السلام وزيرا فظهر ان في الخبر وضعا وتزويرا. 126 - قال: واخرج أحمد والترمذي عن على وابن ماجه عنه ايضا وعن أبي جحيفة وأبو يعلى في مسنده وايضا في المختار عن انس، والطبراني في الاوسط ________________________________________