وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 17 ] مبتدئا عظيم الجثة، بخلاف شيخنا البهائي فانه كان نحيف البدن في غاية الهزال، فاراد السلطان ان يختبر صفاء الخواطر فيما بينهما، فجاء الى سيدنا المبرور وهو راكب فرسه في مؤخر الجمع، وقد ظهر من وجناته الاعياء والتعب لغاية ثقل جثته، وكان جواد الشيخ في القدام يركض ويرقص كانما لم يحمل عليه شئ. فقال: يا سيدنا ألا تنظر الى هذا الشيخ القدام كيف يلعب بجواده ولا يمشي على وقار بين هذا الخلق مثل جنابك المتأدب المتين. فقال السيد: أيها الملك ان جواد شيخنا لايستطيع ان يتأنى في جريه من شعف ما حمل عليه، ألا تعلم من ذا الذي ركبه. ثم أخفى الامر الى أن ردف شيخنا البهائي في مجال الركض، فقال: يا شيخنا ألا تنظر الى ما خلفك كيف أتعب جثمان هذا السيد المركب، واورده من غاية سمنه في العي والنصب، والعالم المطاع لابد أن يكون مثلك مرتاضا خفيف المؤونة. فقال: لاأيها الملك، بل العي الظاهر في وجه الفرس من عجزه عن تحمل حمل العلم الذي يعجز عن حمله الجبال الرواسي على صلابتها. فلما رأى السلطان المذكور تلك الالفة التامة والمودة الخالصة بين عالمي عصره نزل من ظهر دابته بين الجمع وسجد لله تعالى وعفر وجهه في التراب شكرا على هذه النعمة العظيمة. وحكايات سائر ما وقع أيضا بينهما من المصادفة والمصافاة وتأييدهما الدين المبين بخالص النيات كثيرة جدا، يخرجنا تفصيلها عن وضع هذه العجالة. على ان ذلك لم يذهب بروح التنافس بينهما، شأن كل عالمين متعاصرين عادة. فقد ورد ان الشيخ البهائي حين صنف كتابه الاربعين أتى به بعض الطلبة الى السيد الداماد، فلما نظر فيه قال: ان هذا العربي رجل فاضل لكنه لما جاء عصرنا لم يشتهر ولم يعد عالما. ________________________________________