68 - سورة القلم 9 13 .
تهييج والهاب للتصميم على معاصاتهم اي دم على ما انت عليه من عدم طاعتهم وتصلب في ذلك او نهى عن مداهنتهم ومداراتهم باظهار خلاف ما في ضميره A استجلابا لقلوبهم لا عن طاعتهم كما ينبىء عنه قوله تعالى ودوا لو تدهن فانه تعليل للنهي او الانتهاء وانما عبر عنها بالطاعة للمبالغة في الزجر والتنفير اي احبوا لو تلاينهم وتسامحهم في بعض الامور فيدهنون اي فهم يدهنون حينئذ او فهم الان يدهنون طمعا في ادهانك وقيل هو معطوف على تدهن داخل في حيز لو والمعنى ودوا لو يدهنون عقيب ادهانك ويأباه ما سيأتي من بدئهم بالادهان على ادهانهم امر محقق لا يناسب ادخاله تحت التمني وأيا ما كان فالمعتبر في جانبهم حقيقة الادهان الذي هو اظهار الملاينة واضمار خلافها وأما في جانبه A فالمعتبر بالنسبة الى ودادتهم هو اظهار الملاينة فقط واما اضمار خلافها فليس في حيز الاعتبار بل هم في غاية الكراهة له وانما اعتباره بالنسبة اليه A وفي بعض المصاحف فيدهنوا على أنه جواب التمني المفهوم من ودوا او ان ما بعده حكاية لودادتهم وقيل على انه عطف على تدهن بناء على ان لو بمنزلة ان الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا لو دوا كأنه قيل ودوا ان تدهن فيدهنوا وقيل لو على حقيقتها وجوابها محذوف وكذا مفعول ودوا اي ودوا ادهانك لو تدهن فيدهنون لسروا بذلك ولا تطع كل حلاف كثير الحلف في الحق والباطل تقديم هذا الوصف على سائر الاوصاف الزاجرة عن الطاعة لكونه ادخل في الزجر مهين حقير الرأي والتدبير هماز عياب طعان مشاء بنميم مضرب نقال للحديث من قوم الى قوم على وجه السعاية والافساد بينهم فان النميم والنميمة السعاية مناع للخير اي بخيل او مناع للناس من الخير الذي هو الايمان والطاعة والانفاق معتد متجاوز في الظلم اثيم كثير الآثام عتل جاف غليظ من عتله اذا قاده بعنف وغلظة بعد ذلك بعد ما عد من مثالبه زنيم دعى مأخوذ من الزنمة وهي الهنة من جلد الماعزة تقطع فتخلى متدلية في حلقها وفي قوله تعالى بعد ذلك دلالة على ان دعوته اشد معايبة واقبح قبائحة قيل هو الوليد بن المغيرة فانه كان دعيا في قريش وليس من سنخهم ادعاه المغيرة بعد ثماني عشرة من مولده وقيل هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في زهرة