وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

30 - ( 1479 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبدالله ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله A نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله A نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله A فقالت مالى ومالك يا ابن الخطاب ؟ عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله A ؟ والله لقد علمت أن رسول الله A لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله A فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله A ؟ قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله A قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله A وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله A فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله A فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله A فإني أظن أن رسول الله A ظن أني جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله A بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه فدخلت على رسول الله A وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله A فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فابتدرت عيناي قال .
Y ما يبكيك ؟ يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله وما لي لا أبكي ؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله A وصفوته وهذه خزانتك فقال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } [ 66 / التحريم / 5 ] { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } [ 66 / التحريم / 4 ] وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي A فقلت يا رسول الله أطلقتهن ؟ قال لا قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله A نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن ؟ قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كثر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله A ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله A كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله A نساءه ونزلت هذه الآية { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } [ 4 / النساء / 83 ] فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله D آية التخيير .
[ ش ( ينكتون بالحصى ) أي يضربون به الأرض كغعل المهموم المفكر ( عليك بعيبتك ) المراد عليك بوعظ بنتك حفصة قال أهل اللغة العيبة في كلام العرب وعاء يجعل الإنسان فيه أفضل ثيابه ونفيس متاعه فشبهت ابنته بها ( خزانته ) الخزانة مكان الخزن كالمخزن وما يخزن فيه يسمى خزينة ( المشربة ) قال في الصباح بفتح الميم والراء الموضع الذي يشرب منه الناس وبضم الراء وفتحها الغرفة ( أسكفة ) هي عتبة الباب السفلي ( مدل رجليه ) أي مرسلهما ( نقير ) أي على شيء من خشب نقر وسطه حتى يكون كالدرجة قال النووي هذا هو الصحيح الموجود في جميع النسخ وذكر القاضي أنه بالفاء بدل النون وهو فقير بمعنى مفقور مأخوذ من فقار الظهر وهو جذع فيه درج ( أن أرقه ) أي أشار إلي رباح بالصعود إلى المشربة بواسطة ذلك الجذع المنقور كالسلم ف ( أن ) تفسيرية و ( ارقه ) أمر من الرقي والهاء في آخره للسكت وفي الكلام حذف تقديره فرقيت فدخلت ( قرظا ) القرظ ورق السلم يدبغ به ( أفيق ) هو الجلد الذي لم يتم دباغه وجمعه أفق كأديم وأدم وقد أفق أديمه يأفقه ( فابتدرت عيناي ) أي لم أتمالك أن بكيت حتى سالت دموعي ( تحسر الغضب ) أي زال وانكشف ( كشر ) أي أبدي أسنانه تبسما ويقال أيضا في الغضب قال ابن السكيت كشر وبسم وابتسم وافتر كله بمعنى واحد فإن زاد قيل قهقه وزهزق وكركر ( أتشبث ) أي مستمسكا بذلك الجذع الذي هو كالسلم للغرفة ( يستنبطونه ) قال الزمخشري في الكشاف أي الذين يستخرجون تدبيره بفطنتهم وتجاربهم والنبط الماء يخرج من البئر أول ما تحفر وإنباطه واستنباطه إخراجه واستخراجه فاستعير لما يستخرجه الرجل بفضل ذهنه من المعاني والتدابير فيما يعضل ويهم ]