وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الثاني ـ الاختلاف في الصدور ويرتبط بالسنة فقط، لأن صدور جميع المروية غير قطعي وربّ رواية صحت في نظر عالم ولا تصح في رأي عالم آخر. ولا يصدق ذلك على الكتاب لتواتر جميع ألفاظه وآياته. نعم، في القرآن اختلاف طفيف يرتبط بالناسخ والمنسوخ ودلالة الألفاظ، ويشمل هذا الاختلاف السنة أيضا. والاختلاف بين السنة والشيعة في سنّة رسول الله إنما هو اختلاف في المقدمة الصغرى لا الكبرى ـ على حدّ تعبير المنطقيين ـ فالفريقان متفقان على حجية السنة وأنها واجبة الاتباع كالقرآن. والاختلاف في أن هذا القول من السنة أم لا. أما القيادة الحية المتحركة فتتمثل أول ما تتمثل في شخص القائد الأول رسول الله(ص). فهو إضافة إلى إمامته الدينية قائد المجتمع الإسلامي وزعيمه السياسي. وكل المسلمين يؤمنون بذلك. وظهر الاختلاف بعد وفاة رسول الله(ص). قال قوم من أهل السنة أن الإمامة بعد الرسول أمر سياسي لا ديني. وقال أكثرهم إنها منصب ديني، لكنهم لم يجعلوها ضمن أصول الإسلام. والشيعة على العكس من ذلك آمنوا أنّ القيادة بعد رسول الله(ص) يجب أن يتواصل فيها ما كان موجودا في شخص القائد الأول من الجمع بين السمة الدينية والسياسية. واعتبروا الإيمان بها أصلا من أصول المذهب. فهي في رأيهم تتواصل عبر الأئمة الاثني عشر ثم الفقهاء الذين تتوفر فيهم شروط التقوى. يظهر أن الانفصال بين القيادة السياسية والدينية في الفكر السني ظهر بعد تسلّط الخلفاء الظلمة على مقدرات المسلمين، فاضطر بعض الفقهاء أن يفتي بوجوب طاعتهم، رغم أن المبدأ الإسلامي يصرح بأنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». وهذا الانفصال جرّ على العالم الإسلامي مآسي فظيعة وظهرت مجابهات حادّة على مرّ التاريخ بين القيادة الدينية في المجتمع والقيادة السياسية المتحكمة مقدرات المسلمة.