وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الإنسان ـ كما يقولون ـ من الأنس خلق للاستئناف والوحدة والألفة لا للاستيحاش والعداوة والفرقة، خلق لأن يكون خليفة الله في الأرض ولينجز ويحقق إرادة الله هذا العالم وإرادة الله كلها خير وبركة وسلام، خلق لينشر رياح المحبة، تباشير الرحمة بين أبناء نوعه على بسيط الأرض. الإسلام يقول ان الناس سواسية كأسنان المشط خلقوا من أب وأم ولا فضل لأحد على أحد إلاّ بالتقوى: قال تعالى: يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ـ أي لا لتتناكروا ـ إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم. الإسلام دين السلم والسلام ـ وهو جوهر كل دين الهي ـ هذا الدين يدعو أبنائه بل كل الإلهيين إلى توحيد الله تبارك وتعالى والى توحيد الصفوف ليقفوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص أمام غلواء المستكبرين ودفاعا عن المستضعفين. ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم كان دائما إلى جانب المستضعفين وضد المستكبرين وقد اشترك قبل النبوة في حلف وحفل انعقد للدفاع عن المظلومين ثم كان يقول بعد النبوة لو دعيت إلى مثلها لأجبت. أنبياء الله والقادة الروحييون كلهم كانوا سلما للمظلومين والمحرومين حربا على الظالمين والمترفين. والثورة الإسلامية في إيران كما تعرفون ـ كانت انفجاراً ضد الظلم والعدوان والطغيان، والإمام الخميني ـ رحمه الله مفجر الثورة كان إمام المستضعفين ولا يزال خطه مستمراً وخلفه الصالح الإمام الخامنئي حفظه الله قائم بنفس المسؤولية. وانطلاقاً من ذلك، الوفد الايراني يقترح على الملتقى أن يبحث عن مفهوم سلام عادل وشامل ينتهي إلى نجاة الشعوب المستضعفة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإلى