وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال: فأكبر الأضداد النفس الأمّارة بالسوء، المتطلّعة إلى حظوظها ومناها بغير هدىً من الله[105]. وهذا يشير إلى أنّ النفس الأمّارة داخلة تحت عموم الأنداد، حتّى لو فصّل لكان المعنى: فلاتجعلوا لله أنداداً، لا صنماً ولا شيطاناً ولا النفس ولا كذا. وهذا مشكل في الظاهر جداً، إذ كان مساق الآية ومحصول القرائن فيها يدلّ على أنّ الأنداد: الأصنام أو غيرها ممّا كانوا يعبدون، ولم يكونوا يعبدون أنفسهم ولايتّخذونها أرباباً. ولكن له وجه جار على الصحّة، وذلك أنّه لم يقل: إنّ هذا هو تفسير الآية[106]، ولكن أتى بما هو ندّ في الاعتبار الشرعي الذي شهد له القرآن من جهتين. إحداهما: أنّ الناظر قد يأخذ من معنى الآية معنىً من باب الاعتبار، فيجريه فيما تنزّل فيه، لأنّه يجامعه في القصد أو يقاربه، لأنّ حقيقة الندّ أنّه المضادّ لندّه الجاري على مناقضته، والنفس الأمّارة هذا شأنها، لأنّها تأمر صاحبها بمراعاة حظوظها، لاهية أو صادّة عن مراعاة حقوق خالقها. وهذا هو الذي يعني به الندّ في ندّه لأنّ الأصنام نصبوها لهذا المعنى بعينه. وشاهد صحّة هذا الاعتبار قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِن دُونِ الله)[107] وهم لم يعبدوهم من دون الله، ولكنّهم ائتمروا بأوامرهم، وانتهوا عمّا نهوهم عنه كيف كان، فما حرّموا عليهم حرّموه، وما أباحوا لهم حلّلوه، فقال الله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِن دُونِ الله) وهذا شأن المتّبع لهوى نفسه. والثانية: أنّ الآية وإن نزلت في أهل الأصنام، فإنّ لأهل الإسلام فيها نظراً بالنسبة إليهم، ألا ترى أنّ عمر بن الخطاب قال لبعض من توسّع في الدنيا من أهل