وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأضاف شرطاً آخر، وهو أن يكون له شاهد من الكتاب ذاته[90]. فإنّ القرآن ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، كما قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)[91]. وإليك جانباً من كلامه، أورده تفصيلاً بهذا الشأن[92]. أكّد الإمام أبو إسحاق الشاطبي على ضرورة وجود المناسبة القريبة بين التنزيل والتأويل. وفي ذلك روي عن الحسن البصري ـ فيما أرسله عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ـ أنّه قال: «ما أنزل الله آية إلاّ ولها ظهر وبطن ـ بمعنى: ظاهر وباطن ـ وكلّ حرف حدّ، وكلّ حدٍّ مطلع»[93]. وفسّر بأنّ الظهر والظاهر هو ظاهر التلاوة، والبطن هو الفهم عن الله لمراده. قال: «وحاصل هذا الكلام: أنّ المراد بالظاهر هو المفهوم العربيّ، والباطن هو مراد الله تعالى من كلامه وخطابه»[94]. ثمّ أخذ في شرح ذلك، قائلاً: «فكلّ ما كان من المعاني العربيّة التي لاينبني فهم القرآن إلاّ عليها، فهو داخل تحت الظاهر، فالمسائل البيانيّة والمنازع البلاغيّة لا معدل بها عن ظاهر القرآن، وكلّ ما كان من المعاني التي تقتضي تحقيق المخاطب بوصف العبوديّة، والإقرار لله بالربوبيّة، فذلك هو الباطن المراد، والمقصود الذي أنزل القرآن لأجله».