وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

علق: وتكتب هكذا: وتعني: العقل، والفهم، والإدراك. وقد وردت كلمة «علق» في سورة العلق وسمِّيت السورة بها، وهي أوّل آيات تتنزل من القرآن، وقد وجد المفسّرون تشابهاً بين هذه الكلمة وكلمة ـ علقة ـ فقالوا: إنّ معناها: تلك المرحلة من التخليق للجنين. ونرى أنّ هذا الكلام يجانبه الصواب; فكلمة «علقة» لم تأتِ في القرآن إلاّ في هذه الصورة المفردة المؤنّثة، وهي ليست أول مراحل التخليق في الجنين وليست آخرها. هذا بالإضافة إلى أنّ معنى كلمة «علق» في سياق الآية لايوحي أبداً بمعنى كلمة «علقة»، فلنقرأ النصّ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِْنْسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِْنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). وكما قلنا، فهذه الآيات هي أول ما تنزّل من القرآن، ولايعقل أن تبدأ السورة بكلمة «اقرأ» وهي من وظائف الفكر والمعرفة والعلم، وباسم الله الخالق العليم، ثم يتّبع ذلك تذكير بعمليّة الخلق المهين (من ماء مهين، كما ورد فيما بعد من آيات في سور أخرى)، ولاسيّما أنّ الآية التي تليها (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ) فقد خلق الله الإنسان وكرّمه، لا لأنّه خلقه من علقة، ولكن لأنّه اختصّه دون سائر المخلوقات التي لا علاقة لها على الإطلاق بكلمة «علقة». وإذا تدبّرنا الآيات، لوجدنا أنّ الأمر للرسول بالقراءة باسم الله الذي خلق، وهذا الخلق عامّ ينطبق على كلّ ما خلق الله، أمّا خلق الإنسان من علق فهذا خلق آخر، وتمييز للإنسان عمّا سواه، فلايصحّ أن يكون معنى «علق» يساوي «علقة» فما هذا بتمييز للإنسان عن سائر الحيوانات (لاحظ أن تكرار كلمة «خلق» ليس من نوع التكرار الذي لايفيد، بل قمّة البلاغة)، وتكريم الله للإنسان (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ) أن