وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مآلاً وعاقبة، (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ) أي: ماذا يؤول إليه أمر الإسلام (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ)[11]، أي: تبدو لهم عاقبته السيّئة لهم (ولاَتَ حِينَ مَنَاص)[12]. وقوله: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)[13]، أي: كذّبوا بهذا القرآن حيث لم يعرفوه المعرفة التامّة ومن جميع وجوهه، بل عرفوا منه معرفةً ظاهرةً سطحيّة، ومن غير تعمّق في اللبّ والحقيقة، ومن ثمّ كذّبوا به، (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) أي: وبعد لم يتبيّن لهم حقيقته الحقّة الناصعة. فالتأويل هنا بمعنى التبيين الكاشف عن حقيقة الحال، والناس أعداء ما جهلوا. والتأويل بمعنى التفسير المتعمَّق فيه كان هو الشائع عند السلف، ومنه دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لابن عبّاس: «اللّهم، فقّهه في الدين، وعلّمه التأويل»[14]. والفقه هو الفهم الدقيق، كما أنّ التأويل هو التفسير العميق، وهكذا دأب أبو جعفر الطبري على التعبير بالتأويل في تفسيره للآيات. ولعلّ التعبير بالتأويل في باب المتشابهات جاء أيضاً من ذلك، حيث هو تفسير متعمَّق فيه، لايصلح له سوى من كان راسخاً في العلم. وعليه، فالتأويل بجميع التعابير الواردة فيه، سواء أكان بمعنى توجيه المتشابه أم الأخذ بمفهوم الآية العامّ أو تعبير الرؤيا أو عاقبة الأمر ومآله، كلّ ذلك يرجع إلى مفهوم واحد، وهو تفسير الشيء تفسيراً يكشف النقاب عن وجه المراد تماماً وكمالاً، ولايدع لطروّ الشكّ أو الشبهة فيه مجالاً. والكلام هنا يقع في موضعين: في التأويل بمعنى توجيه المتشابه من قول أو فعل، والتأويل بمعنى تبيين المفهوم العامّ الذي انطوت عليه الآية، وإليك: