وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لا يمكن ـ لأي سبب كان ـ تحقيق هذه الطاعة في الساحة الإسلامية الكبرى، فالمطاوعة هي البديل عن الطاعة، والتفاهم للوصول إلى القناعات المشتركة. ولنا في أمير المؤمنين أبي الحسن عليه السلام أُسوةٌ وقدوة... في مسألة الخلافة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو يرى أنّها من حقّه، فرأى: أنّه إذا وقف موقف المعارض السياسي فسوف يؤدّي ذلك إلى إضعاف الإسلام والمسلمين، فلم يتردّد في أن يقف مع الخليفة، ويؤيّده، وينصره، ويسنده... رغم رأيه الذي أعلنه في خطبته الشقشقية المعروفة في الخلافة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم. ولكن لابدّ أن ننبّه في هذا العنوان إلى ثلاث نقاط: 1 ـ إنّ المطاوعة تصحّ عند اختلاف الرأي والاجتهاد في المسائل السياسية، وليس في الدين وأُصوله وفروعه. 2 ـ لابدّ أن تتحوّل «المطاوعة» إلى مبدأ من مبادئ العمل الجمعي، يؤمن به الجميع، ويعملون به جميعاً، ولا تكون المطاوعة من طرف واحد دائماً... فإنّ المطاوعة من طرف واحد هي التبعية السياسية ذاتها.