وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إن على الفكر الإسلامي أن يتصور تماماً أن التصور الإسلامي تصورٌ جامع يربط بين كل أجزاء الكون في عملية متناسقة لتحقيق هدف واحد، ويربط بين كل مكونات الفطرة الإنسانية في شكل متسق لتحقيق هدف الخلقة الإنسانية، ويربط بين كل مكونات التشريع الإسلامي في وحدة رائعة لتحقيق الهداية التشريعية للإنسان. ومن هنا فلا يمكن أن نتعامل مع المشاكل الإنسانية المطروحة ببساطة التلميذ، وسذاجة البدوي، وسطحية العامل البسيط، فنتصور هؤلاء جميعاً أهلاً للتعامل المباشر مع النصوص الإسلامية للوصول إلى واقع التصور الإسلامي عن الكون، والحياة، والتاريخ، والإنسانية، وأحكامها التشريعية. نعم، لا يمكننا أن نمر على مشاكل كبرى كمشكلة (الجبرية) و(الإرجاء) و(المعاد الجسماني) و(العدل الإلهي) و(الصفات الإلهية) و(النظام السياسي) وأمثالها من آلاف المشاكل التي تُطرح وتتطلب الحلول والمواقف الصحيحة، لا يمكننا أن نمر عليها مرور الكرام، وأن نتعامل معها بسطحية لا مبالية، وكأننا أمام مسألة رياضية بسيطة، ثم نسخر من كل أولئك الذين اضاعوا أعمارهم في التماس الحلول ووضع التصورات المعقدة لها. إن هذا ـ في الواقع ـ يعني انفصالاً عن الحقائق الكبرى، ويعني استهانة غير طبيعية بالفكر الإسلامي الأصيل. بل وربما ينفي أصل التأمل والتدبر، وهما من أول ما يأمر به الإسلام. إلا أننا نلاحظ في الطرف المقابل اتجاهاً مضاداً يعمل على إدخال المفاهيم الإسلامية الواضحة في قوالب فلسفية معقدة تحوّل الثقافة الإسلامية إلى ثقافة الفلاسفة، والمجتمع الإسلامي إلى مجتمع العباقرة، متناسياً الواقع القائم، والوضوح الفطري في الأفكار، وأن الإسلام يراد له أن يستقر في وعي الجماهير ليصوغ لها حياتها ويسير بها نحو الكمال. ولن نحاول هنا أن نضرب الأمثلة على هذا الاتجاه، فهو واضح لمن يتأمل في