وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)([33]). (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً)([34]). ونفس الموقف يتخذه القرآن ممن يطرحون أموراً جدالية أو هزلية. وهكذا يجب الاهتمام بالقضايا العملية (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)([35]). يقول الإمام الغزالي: (ان يناظر في واقعة مهمة أو في مسألة قريبة الوقوع وان يهتم بمثل ذلك)([36]). د ـ أجواء الحوار: ولكي يترك الحوار أثره الجيد يجب ان تتوفر فيه أمور: منها: الأخلاقية; وقد ذكرنا أمثلتها عند الحديث عن شروط المتحاورين. ومنها: عدم التهويل; ومعه لا معنى للحوار المنطقي الحكيم. ومن خير الأمثلة على ذلك ما ذكره القرآن الكريم من جو انفعالي صنعه المشركون أمام الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) متهمين إياه بالجنون، في مثل هذا الجو لا معنى للاستدلال على عدم الجنون، ولذا يطلب القرآن منه ان يعمل على حذف هذه الأجواء والتفرق ثم التأمل. يقول تعالى: (قل إنّما أعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو إلاّ نذير لكم بين يدي عذاب شديد)([37]).