وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

محور الولاية والإمرة الشرعية في العالم الإسلامي. هل كان خطاب الإمام (عليه السلام) من الجدل، أم هو الحقيقة ؟ قد يقول أحد: إنّ لخطاب الإمام (عليه السلام) باطناً وظاهراً، وكلٌّ منهما صحيح. أمّا باطن خطاب الإمام (عليه السلام) إلى المسلمين يومذاك، فهو دعوة المسلمين إلى قتال معاوية ; لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصَّ على إمامته يوم الغدير، وإمامته تستند إلى نصّ الغدير وليس إلى اختيار المسلمين وبيعتهم، ولا يجوز لأحد أن يخرج عمّا أوجبه الله تعالى على المسلمين عامّة من الطاعة بموجب هذا النصّ، ومعاوية قد خرج من الطاعة، فهو يدعو المسلمين إلى قتاله بهذه الخلفية، وليس بسبب البيعة. وهذا هو باطن القضية. ولكن لمّا كان الناس في جيش الإمام (عليه السلام) يومئذ لايؤمنون بنصّ الغدير، وكانوا يعتقدون أنّ الإمامة انعقدت لعليّ (عليه السلام) بسبب البيعة، يلزمهم الإمام جدلاً برأيهم. وكأنّ الإمام (عليه السلام) يقول لهم: إنّ طاعته واجبة على كلّ المسلمين بموجب نصّ الغدير، ويجب بنفس السبب قتال الخارجين عليه، فإذا أصرّوا على إنكار نصّ الغدير وأصرّوا على أنّ ولايته (عليه السلام) كانت بسبب بيعة المهاجرين والأنصار، فإنّ عليهم أيضاً أن يقاتلوا الباغين عليه والخارجين على طاعته. وهذا هو ظاهر القضية. إلاّ أنّ هذا الظاهر ليس حجّة علينا شرعاً ; فإنّ من الممكن أنّ هذه اللوازم كانت ممّا يؤمن بها ويراها فقهاء مدرسة الخلفاء، والإمام (عليه السلام) لا يرى ذلك ولا يصحّحه، غير أنّه يلزمهم بما يلتزمون به. هذه هي خلاصة للشبهة التي يمكن أن تثار على الاستدلال السابق.