وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ذ ومضت في لمّة من حفدتها، وقد لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها الفضفاض[1609] السابغ جسدها النحيل. كانت الهزال يمشي على قدمين، وكانت الشحوب والذبول، وأولئك الذين شهدوها عندئذ، رأوا فيها رسول الله في آخر أيامه، ساعة خرج على الناس بالمسجد مستنداً إلى علي والعباس، لولا أنّها كانت تمشي بغير أسناد. وكانت وئيدة[1610] الخطوات في غير ونىً[1611] ولا تكسّر، عادلة القامة، سمراء الوجه كأنّما صبغته أشعة الأصيل، وضّاءة الجبين، في أنفها شمم، وفي مقلتيها نجمان. وكان المسجد يكتظّ باللغط والضجيج، وتزدحم فيه الأنفاس، فالناس به أبابيل أبابيل[1612]. لكنّها ما أن بدت حتّى ذابت الأصوات في السكون، بل خرس الشهيق والزفير! بل هدأ أيضاً الهدوء! وتعلّقت بها الأحداق كقطرات سود من عصارة الليل الذاهب نثرها الفجر على طيلسان هذا النهار! وخشعت القلوب. * * * بصوت جهير، ثابت النبرة، جليّ العبارة، واضح المخارج والمقاطع، تحدّثت إلى الجماهير، وهي تستدرج الخليفة إلى الحوار. حمدت الله، وصوّرت صفاته على مقتضى ذاته ... وقالت في الرسول، فأجملت ملامح رسالته، وألمّت بجهاده ... ثم عرجت على دور صفيّة في ضرب الكفران، وإعلاء شأن الدين، حتّى إذا انتهت إلى يوم وفاة سيد المرسلين، أنحّت باللائمة