وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلقد نشأت هذه الابنة الأثيرة على الأب، الحبيبة إلى الله، وهي تسمع كلام أبيها سيّد البلغاء. ثم شاء الله أن تتزوّج فعاشت سنين عدداً مع زوج تربّى مثلها في حجر النبوّة، ونهل من حكمتها ونوابع كلمها ما رفعه فوق كلّ نابغ بليغ ... فلمن تكون البلاغة إن لم تكن لهذا الإمام المتّفق على بلاغته بين محبّيه وشانئيه؟ وسمعت القرآن يُرتَّل في الصلوات وفي سائر الأوقات ... وتحدّث الناس في زمانها بمشابهتها لأبيها، في مشيتها وحديثها وكلامها، ومنهم من لا ينطق في أمرها عن الهوى ولا يحابيها. فكيف السبيل إلى التشكّك في بلاغتها؟ وفيم يكثر الخلاف على مثل ذلك النصيب من البلاغة إذا نسب إليها؟ ولماذا نستعظم البلاغة على من نشأت سامعة لحديث محمد، مطبوعة على مشابهته في حديثه؟ ولماذا نستعظم على زوجة الإمام، الذي كان المتّفقون على بلاغته أكثر من المتّفقين على شجاعته وهي مضرب الامثال؟ ولماذا نستعظم هذا التفوّق البلاغي على سامعة القرآن بالليل والنهار مع الذكاء واللبّ الراجح والفكر المستنير؟ أسئلة قد يطول فيها اللجاج ... لكنّها تبقى بلا جواب إلاَّ أن نتحرّى الإنصاف وصواب الرأي وسلامة الاستقراء، فإذا هي دعاوى متحيّز لا يميّز، وخطل مستريب لا يخفى على لبيب! هذا هو منطق الوراثة في حياة الزهراء ... ومنطق البيئة ... ومنطق الصحبة الصفيّة لصفيّين تذوب فيها الفروق بينهما، ويتوجّد الاثنان ... وقبلها منطق الصفات النورانية التي صيغ منها كيان امرأة من نور، هي سيّدة النساء. وكلّها يتحدّث بألف لسان ولسان. * * *