وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن يكن غالته الخيانات، فذاك قدره المقدور ... لكنّه أدّى، انتصر للثبات ... حتّى إذا سطّر بدمه آخر الأبيات في ملحمة الفداء، وطوى الزمن سجلّ كربلاء، غدا سبط الرسول آية لكلّ ذي بصر وبصيرة، أُسطورة الأساطير وما هو بأُسطورة، وذهب في الخالدين مثلاً للبطولة بلا قرين، وسيداً للشهداء، وعنواناً مصيئاً لقوة الإيمان ... وإماماً لكلّ مؤتمّ بيقين. * * * وكما شابهت فاطمة أباها في قوة يقينة، وصلابة عزيمته، فقد شابهته في دقائق سلوكه وانفعاله. كانت أشبه به سمتاً في هدوئه، وفي جدّه ووقاره، وفي اتّقاء بادرات الغضب بكلّ ما يزدخر به صدر ذي الشمم والأريحية من الحلم والمروءة. تأنف[1594] الهذر والثرثرة، وتؤثر الصمت عندما يكون على درجة سواء مع بلاغة الكلام. وكان محيّاها ـ بوضاءته وتعبيرات قسماته ـ كمحيّاه، وحركاتها وسكناتها كحركاته وسكناته، ومشيتها كمشيته. روي: أنّها خرجت على الذين هجموا دارها يهمّون أن يحرقوها[1595] ! فروّعوا روعاً