وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالنبوّة من أمر الله، وما كان من أمر الله لا حكم فيه إلاَّ الله. وأيّما نبي فإنّه بشر، ومن ثم فهو لا يسلم من التأثّر ببعض مشاعر النفس الإنسانية، وميولها الفطرية التي قد تهذّبها التربية النبوية، ولكنّها لا تجتثّها من الجذور. فماذا لو مالت به عاطفته لأحد ولده ـ دون بقيّتهم ـ ميلاً يدفعه إلى تفضيله؟ لكأنّه يودّ أن يورثه! وأنّى له! أو يشركه في أمره! فكذلك دعا موسى ربّه، إذ قال له: (اذْهَبْ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)[1564]. * * * إنّ للعاطفة دوراً لا ينكر أثره في تشكيل حياة الإنسان، وفي توجيه سلوكه وسلوك من حوله ن الأُلى تمسّهم آثارها، قربوا منه أو بعدوا عنه. ولقد شهدنا صوراً لتأثّر الأنبياء بميول عاطفية وقفوا أمامها خافضي الجناح! ولا تثريب عليهم ما صفت خلائقهم، فهذا من لوازم الفطرة وطبائع النفوس. ألم تر إلى نبي الله يعقوب إذ يؤثر ولده يوسف حبّاً على إخوته، فتنال منهم الغيرة منالها، حتّى لنجدهم يكيدون لأخيهم كيداً، فيهمّون بقتله، وتهمّ أن تعود إلى الحياة ـ في أشخاصهم ـ عشرة قبابيل؟! ألم تر إلى سيد الرسل والبشر: محمد يعدل بين زوجاته في لياليه، ثم لا يسعه أن يقسم بينهم عاطفته بالسويّة، فيقدّم إحداهنّ على البقية، لأنّ قلبه ليس بيده بل بيد مقلب القلوب؟ * * *