وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

على هذا تدلّنا قصّة الدنانير، وبه نطق قول عائشة، وبنفس ألفاظه حدثنا علي بن الحسين[1541]، وفي معناه وردت روايات آخرين[1542]. بل قد زادت السيدة أُم المؤمنين في حديثها حتّى شملت الوصيّة، فنفت أن النبي عند موته أوصى بشيء لإنسان: «ولا أوصى بشيء». سُئل عبدالله بن أوفى: هل كان النبي أوصى؟ قال: لا. قيل: كيف كتب على الناس الوصية، وأُمروا بها؟! قال: أوصى بكتاب الله[1543]. وورد أيضاً: ذكروا عند عائشة أنّ علياً كان وصياً ... فقالت السيدة: متى أوصى إليه! وقد كنت مسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فلقد أثخنت في حجري، فما شعرت أنّه قد مات، فمتى أوصى إليه؟![1544]. وما ذكر من هذا الحوار الذي دار بين ابن أوفى وصاحبه بشيء مفهومه بأنّه إنّما قيل في مقام غير هذا المقام، لأنّه يخرج بنا عن محلّ الكلام، وينحرف بسامعيه إلى غير مقتضى حديث عائشة الذي نفت به وجود تركة «مالية» في ذمّة الرسول، كما نفت وجود وصيّة في هذه التركة على السواء. والحال هكذا في حديثها الثاني الذي عرض فيه ذكر «الإمام». فأمّا أنّ النبي صلوات الله عليه قد أوصى بالقرآن، فذاك هو «البلاغ» الذي جاء من أجله، والذي ما فتئ يردّده على أسماع الناس، تارةً من خلال الآيات المنزَّلة