وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم برقت لهم ومضة[150]، أوشكوا ـ إن هم أُوتوا القدرة على الاستشفاف ـ أن يعرفوا من خلالها ما يكنّ ضميره، وتضمر أساريره، لكنّهم رأوا فيه الملموس ولم يدركوا المحسوس. فما صَفَت منهم القلوب، ولا شفّت النفوس، وما عنت[151] منهم الوجوه لله، وما اهتدوا لحقيقة الحياة، وما صغوا إلاّ لإبليس، وما عبدوا إلاّ صنماً نحتوه أو وثناً صنعوه. كلّ ما وسعهم أن يشهدوا في الأمين عندئذ، لم يكن سوى بضع حبّات من العرق تتدحرج من منبت شعره إلى وجنتيه كقطرات دموع، وعرق نافر نقيّ الزرقة يعترض جبهته، وعقدة كالغُرّة تربط ما بين حاجبيه، ومظاهر بال مشغول. ربّما لأنّهم حسبوه مكدوداً[152] أو كالمكدود، ربّما لاستشعارهم أساه على ما همّوا به، وأوشكوا أن يقترفوه، ربّما لما نضحت به ملامحه من جدّ التفكير. فليتهم أصابوا التقدير، إذاً لما غاب عنهم أنّ جهد الرحلة النورانية التي ساحت أثناءها روحه في السماوات العُلى هو الذي طبع محيّاه بتلك الآثار، ولما فاتهم أنّ الذي بلغته أعينهم منه كان بشائر إلهام، ولما أغفلوا ـ ضلالةً وجهالةً ـ أنّ ذكر الحجر الأسود الأغر ـ مطافهم في الدنيا ـ قد ذكره عرش الله ـ مطاف الأرواح في الأولى وفي الآخرة ـ فامتلأ كيانه بروعة الجلال. * * * وفي لحظة إلهام، في الوقت الموعود، في الأجل المحدود، جاءهم بما عجزت عن تحقيقه العقول والأفهام، وعييت دونه الأخيلة والأوهام، ونضت[153] الحماقات من أجله السيوف، وراشت السهام.