وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لنبراته المنظومة عذوبة الترتيل، إيقاعها رتيب كهديل حمامة، ألحانها مرحة كشَدْو هَزَار[115]، نغماتها شجيّة[116] كترنيمة ناي[117]. * * * بدّد رأي حذيفة غيومَ الضغينة، مرّ على الهرج بالهدوء، لوّن الوجوه بالصفاء. فمن هنا تهامست طائفة من هذا الفريق: هذا هو الرأي. ومن هناك تهاتفت أُخرى من ذاك: القول ما قال. وفي صفوفهم جميعاً تردّدت لفظة: أصاب، أصاب. واستبقوا كافّة ـ بلحظ النواظر، وحدس الخواطر ـ الباب، وثبتوا ينتظرون. * * * فكم تلبّثوا بموقعهم[118] آنذاك؟ كم ساعةً، كم يوماً، دام الانتظار؟ أشهراً، أم عمراً، أم دهراً كان؟ في حساب مشاعرهم كان الانتظار أثقل من هذا كلّه وأطول بكثير، كالجبل ثَقُل، كالأبد طال. أحسّوا به يجثم على الصدور، فيسكن فيها الشهيق والزفير، خالوه[119] مثل سور، يحيط بهم إلى أقصى الأبعاد وأسحق المسافات، تذوب عنده المرئيات، وتتبدّدت المسموعات. لكنّه، في حقيقة الأمر، لم يزد على لحظات.