وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عندئذ هزّتهم الصرخة، فانبعثوا يصغون عن غير وعي ولا إرادة، تلفتوا نحوه، يرنون إليه[108] بعيون واسعة، ثابتة الحملاق، مشدودة الأهداب، كأنّما أيقظهم من كابوس. والتفّت به نظراتهم التفاف سوار، حتّى إذا تبيّنوه من وسط هرج الزحام، هتف منهم فريق، كأنّما من عجب دهشين: زاد الراكب! وصاحت طائفة: حذيفة! وقال آخرون: أبو أُمية! * * * كما عَنَت له الأنظار عَنَت الأسماع. كان عندهم ذا قدر ومقام، كان مرجوّاً أيّ رجاء، وكان، كما دعوه، كلّ تلك الأسماء، فهو حذيفة أبو أُمية بن المغيرة، وهو زاد الراكب. وهو أسنّ قريش، وأحكمها، وأنداها كفّاً ولساناً، أكبره عمره، وأكبره قدره، فأكبره قومه ووقّروه. تمرّس طويلاً طويلاً بغِيَرِ الزمان، ووعى العِبَر، واستكنه أسرار الأخبار، فتعلّم أن يكون خير مشير. وفاق بسخائه وجوده الأسخياء الجياد، فسمّاه الناس: زاد الراكب، فما من جماعة رافقته مرّة في سفر ـ قلّ عديدها أو كثر، شرفت أقدار أفرادها أو هانت ـ إلاّ سافروا لم يتزوّدوا من لدنهم بزاد، إذ كان هو الذي يكفيهم جميعاً الزاد. * * * وتحدّث الشيخ الحكيم، فألقت إليه الجموع الزاخرة المشاعر والعيون والأسماع، أصغوا إليه فكراً وعصباً وجارحةً، تعلّقوا بشفتيه، وسمعوه يقول: يا قوم، يا معشر قريش، اجعلوا بينكم حكماً في الأمر الذي فيه تختلفون، أوّل من يدخل من هذا