وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلقد عميت منهم الأبصار، ووقر السمع، وكثف الحسّ، وغلظت القلوب. فلو نظروا فظلمة العيون، ولو سمعوا فوسوسة الشيطان، ولو شعروا فلا يفقهون. ومع ذلك، أفلا يئين الأوان فيهتدون؟ لتودّ لهم فاطمة من أعمق أعماق قلبها الفيء للرشاد، إذن لغدوا ومن يعادون إخوة في الله، ولارتفعت رايات الإسلام ولعاش البشر على وفاق وسلام. وما ذلك على الله بعسير ... فرحمته قريب. * * * حمزة وهند وأمّا اللوعة فقد تجرّعتها الزهراء حينذاك إلى ثمالة الكأس حتّى القاع، أياماً عديدة لازمتها الدموع، لا ترقأ[1176] ولا تغيض، كأنّما ينفثها ينبوع! وأنّى لها أن تكفّ شجنها وما زالت على ثوبها قطرات من دم الأب الجريح، لاتني تحدّثها بخطب «أُحد» ما دجى ليل وما طلع نهار؟ كيف تغلق بالها دون صورة «عمّها» حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله وأسد رسوله، وهو بجانب الجبل طريح، قد غاله الموت بضربة غادرة خوّانه من حربة الحبشي «وحشي»، فإذا جثمانه الطاهر لقي بين يدي «هند» ابنة عتبة، تتلعّب به، وتعبث فيه؟ لكم بدت المرأة في تلك اللحظات أشبه بطفلة معتوهة راحت تداعب دمية جميلة ثمينة، تتسلّى وتفرح كما يتسلّى الصغار، فلا يكون قصارى هم مرحها الغبي إلاَّ أن تحطّم التحفة الغالية تحطيماً، ثم تطوّح بآرابها[1177] الهشيمة الممزّقة هنا وهناك، وهي تشيّع كلّ إرب منها بقهقهة بلهاء!